علقت صحيفتان غربيتان صدرتا اليوم الأحد على نتائج المحادثات الدولية التي أجريت في مدينة جنيف السويسرية حول سوريا..حيث رأتا أنه رغم اتفاق القوى الدولية على اتباع خطة انتقالية قد تساعد، في نهاية المطاف، في إخراج سوريا من نفقها المظلم، إلا أنهم فشلوا في تحديد ما إذا كانت هذه الخطة تقضى بضرورة تنحى الرئيس السوري بشار الأسد. فمن جانبها رأت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن هذا الأمر أدى إلى حدوث انقسامات من جديد بين روسيا والغرب .. إلا أنها قالت "إنه عقب أيام من الاضطرابات الدبلوماسية، التي نتج عنها إجراء هذه المحادثات وتراجع موسكو عن اقتراحاتها السابقة ودعم هذه الخطة الانتقالية التى طرحت من قبل كوفي أنان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، وافقت مجموعة العمل في جنيف على اتباع مبادئ وتوجيهات بشأن تدشين مرحلة انتقالية في سوريا. وأشارت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني - إلى أن خطة جنيف، التى دعت إلى ضرورة وضع حد لأعمال العنف في سوريا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وحرية التظاهر، قضت بضرورة تسهيل خطة انتقال سياسي من شأنها نقل السلطة التنفيذية إلى هيئة حكومة انتقالية، مع السماح بامكانية أن تشمل وزراء في الحكومة الحالية بجانب عدد من ممثلي المعارضة والجمعات الأخرى. كما تناولت وصف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج لهذه المحادثات بأنها كانت "خطوة إلى الأمام". وبدورها، اعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن اتفاق جنيف لاقى الدعم الأكثر وضوحا حتى الان من قبل روسيا، التي تعد الحليف الأبرز لنظام الأسد، عقب موافقتها على اتباع خطة انتقالية من شأنها أن تجرد الرئيس الأسد نوعا ما من سلطته التنفيذية سواء قبل بالتنحي أم لم يقبل. وأوضحت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني - أن كوفي أنان أكد أن دور الأسد في هذه الخطة سيحدد من جانب السوريين أنفسهم، معربا عن أمله في أن يرى نتائجها تظهر في غضون عام من الأن. ورأت أن الاتفاق الذي صيغت كلماته بعبارات متأنية - حسبما اعتبرت الصحيفة - أكد النطاق المحدود الذي يمكن أن تلعبه الجهود الدبلوماسية الدولية للصراع الذي يدور حاليا في سوريا، لافتة إلى أن ما أعلنه مسئولون حضروا هذه المحادثات بأن "أي فرصه لإنجاح الانتقال السياسي في سوريا تتوقف على مدى استعداد النظام السوري والحكومة الجديدة للتعاون". وأوضحت الصحيفة أنه بذلك، فإن سحب قاتمة باتت تلوح في الأفق حيال إنجاح مثل هذا الانتقال وذلك نظرا لصلابة موقف كلا الجانبين في ظل تأجج نيران العنف من جديد خلال الشهر الجاري. كما أشارت إلى أن روسيا والولايات المتحدة وقفتا على طرفي نقيض طيلة أسابيع مضت بشأن سوريا، فكل منهما تدافع عن تفسيرها ورؤيتها فيما يخص بالخطوة القادمة عقب محادثات جنيف ...مسلطة الضوء على ما يدور في الداخل السوري؛ حيث رفضت المعارضة مجددا الدخول في حكومة وحدة وطنية في ظل بقاء الأسد في سدة الحكم مع وجود انقسامات بداخلها حول ما إذا يتعين عليهم التفاوض مع أعضاء الحكومة في ظل مرحلة انتقالية. واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بذكر أن المعارضة السورية قد استمعت بالكاد لما دار في محادثات جنيف، وذلك في ظل يوم دموي جديد عاشته بعدما أعلنت تصاعد حدة أعمال العنف في البلاد بما يشير إلى عدم جدوى أي مبادرة دبلوماسية؛ حيث داهمت القوات الحكومية يوم أمس عددا من معاقل المعارضة في مدينة دوما، إحدى ضواحى العاصمة دمشق مما أسفر عن وقوع خسائر مادية وبشرية عديدة.