اختتم السبت مؤتمر جنيف الدولي أشغاله ببيان أعلنه الموفد الأممي والعربي كوفي أنان تضمن اتفاقا حول المبادئ والخطوط العامة لعملية انتقال سياسي سلمي في سوريا ودعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أعضاء من النظام السوري والمعارضة. افتتاح مؤتمر جنيف وسط استمرار العمليات العسكرية في سوريا تمكنت مجموعة الاتصال حول سوريا السبت في جنيف من التوافق على مبادىء خطة انتقالية تمهد الطريق لمرحلة "ما بعد الاسد" وفق الولاياتالمتحدة في حين شددت روسيا والصين على ان السوريين وحدهم يقررون مستقبلهم. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي ان اجتماع جنيف "يمهد الطريق لمرحلة ما بعد الاسد"، موضحة ان واشنطن سترفع الاتفاق الى مجلس الامن الدولي. واوضح الموفد الدولي كوفي انان ان الاتفاق يلحظ خصوصا تشكيل حكومة انتقالية قد تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية، مبديا شكوكه في ان يختار السوريون اشخاصا "ملطخة ايديهم بالدماء". ولفت انان الى ان "الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. يمكن ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات اخرى، وينبغي ان يتم تشكيلها على اساس قبول متبادل". وقال "اشك في ان يختار السوريون اشخاصا ملطخة ايديهم بالدماء لحكمهم". وردا على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الاسد، شدد انان على ان "الوثيقة واضحة في شان الخطوط الكبرى والمبادىء لمساعدة الاطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية". واكد في السياق نفسه ان مستقبل الاسد "سيكون شأنهم". لكن كلينتون اكدت ان "على الاسد ان يرحل". وفي الجانبين الروسي والصيني كان الموقف مختلفا رغم الموافقة على الخطة. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان العملية الانتقالية يجب ان يقررها السوريون انفسهم مشددا على وجوب عدم استبعاد اي طرف منها. وقال لافروف ان "السوريين انفسهم هم الذين سيقررون الطريقة المحددة لسير المرحلة الانتقالية" مضيفا ان روسيا اقنعت دولا كبيرة اخرى بانه سيكون من "غير المقبول" استبعاد اي مجموعة عن العملية الانتقالية. بدوره، صرح وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي ان الخطة الانتقالية "لا يمكن الا ان تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الاطراف المهمين في سوريا. لا يمكن لاشخاص من الخارج ان يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري". ومجموعة العمل حول سوريا التي شكلها انان تضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، اضافة الى تركيا والامين العام للجامعة العربية والامين العام للامم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي. وعلى مدى 15 شهرا من الحركة الاحتجاجية التي لا تزال تتعرض للقمع، قتل اكثر من 15800 شخص معظمهم من المدنيين وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان انان الذي دعا الى اجتماع جنيف حذر الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي وحضهم على التوحد لايجاد اتفاق حول مرحلة انتقالية في سوريا. ونبه في خطاب القاه في افتتاح اجتماع مجموعة العمل الى ان السوريين في حال الفشل سيكونون "اكبر الضحايا، وقتلاهم لن يكونوا فقط صنيعة قتلة بل ايضا نتيجة عدم قدرتكم على تجاوز انقساماتكم". ولا يزال مصير الرئيس السوري بشار الاسد نقطة خلاف كبيرة بين الروس والغربيين. ففي حين تطالب الولاياتالمتحدة بتنحيه، تتمسك روسيا، حليفة الاسد، بوجوب عدم تدخل القوى الغربية في مسار العملية الانتقالية في سوريا. ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف في محافظات سورية مختلفة اسفرت السبت عن مقتل 82 شخصا بينهم 66 مدنيا. المصدر: فرانس 24.