نهنئ شعب مصر ونهنئ أنفسنا ونهنئ جماعة الإخوان المسلمين بنجاح التجربة الديمقراطية التى أسفرت عن فوز أول رئيس منتخب يخاف الله ويقيم الصلوات الخمس ويحفظ كتابه، وذلك يدعو إلى الاطمئنان على مستقبل مصرنا، وأدعو الإخوة زملاء المهنة لإمهال الرئيس الوقت حتى نحكم عليه بدلاً من رمى الاتهامات جزافاً ومعارضته قبل حلف اليمين الدستورية والهجوم عليه سواء بالصحف أو فى الفضائيات لمجرد أنه يمثل الإخوان المسلمين، ويجب على هذه الأبواق التى كانت تختبئ تحت الأرض فى عهد نظام مبارك خوفاً من الفتك بها أن تنتظر برهة من الوقت حتى نستطيع تقييم أداء الرئيس الجديد، فالمسئولية خطيرة والتحديات كثيرة وفترة الرئاسة ليست نزهة، والدولة مهلهلة والاقتصاد فى الحضيض، وهو ما يجعلنا نقف بجانبه لأنه «رئيس مصر» المنتخب انتخاباً ديمقراطياً. أقول ذلك نظراً للمعارضين من الإعلاميين الذين هبوا للنيل من «مرسى» بالهجوم الشرس قبل أن يحلف الرجل اليمين، فمرحلة الهدم قد انتهت، وبدأنا الآن فى مرحلة البناء والاستقرار الذى حلمنا به، وأقول لمرسى الرئيس إن أولى الأولويات هى عودة كرامة المواطن المصرى التى أهدرها النظام السابق حتى أصبح المصرى فى البلاد العربية قبل الأوروبية مهاناً وبلا سعر ويتعامل معاملة الحيوانات، وكذلك من مهام الرئيس الأساسية هو طلب تقارير بأعداد المصريين المحبوسين بالسجون العربية والأوروبية ونوعية التهم الملقاة عليهم ونفس الشىء فى أمريكا. أيضاً نطالب الرئيس بأن يتدخل لدى السلطات الأمريكية للإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن المسجون هناك منذ 19 سنة بدعم من مبارك نفسه رغم أنه ضرير، وكذلك باقى المصريين. الشيخ عمر هرب من اعتقالات مبارك ليجد سجوناً أشد من السجون المصرية فى انتظاره هناك، الشيخ عمر تم سجنه ظلماً وعدواناً فى قضايا لا يعلم عنها شيئاً، والذى أوقعه فى هذا الشرك هو شخص عميل للمباحث الفيدرالية يدعى «عماد» مصرى الجنسية وقام هذا الشخص بإعداد مخزن به أسلحة ومواد كيماوية لتصنيع المتفجرات لتقوم بعدها السلطات الأمريكية بالقبض على الشيخ عمر وشخصيات أخرى بحجة أنهم كانوا يخططون لتفجير منشآت مهمة فى نيويورك وللأسف كان عماد هو المرافق للشيخ عمر ويقوم بتوصيله من المنزل إلى الجامع والعكس. فالشيخ مظلوم هو ومن معه وهو الآن يعانى من كثرة الأمراض وأصبح كهلاً لا يقوى حتى على المشى، وحان الوقت للتدخل والإفراج عنه وهو إن حدث، فسيسعد الشعب المصرى كله ويكون هذا الخبر بمثابة إثبات قوة الرئيس ونجاح مفاوضاته مع الأمريكان. ونفس الشيء بالسجون العربية والأوروبية حتى يعلم الجميع أن مصر لها رئيس سيعيد كرامة المصرى بالداخل والخارج، وكما نجحت مفاوضات الأمريكان مع السلطات المصرية للإفراج عن الأمريكان المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى وتم سفرهم لأمريكا يجب أيضاً أن ينجح مرسى فى استعادة عمر عبدالرحمن ورفاقه. وحقيقة نحن متفائلون بنجاح الرئيس الجديد خاصة بعد تنازله عن رئاسة حزبه «الحرية والعدالة»، وبعد رفضه تعليق صوره بالمؤسسات الحكومية ومنع إعلانات التهنئة لشخصه بالصحف، فكلها مؤشرات لنجاح مشروع الرئيس ويجب الوضع فى الاعتبار أن الدكتور مرسى ضحى كثيراً وتعرض للسجن فى عهد مبارك ونفس الشيء للعريان والشاطر والبلتاجي، فضلاً عن تضحيات حسين إبراهيم وحمدى حسن وصبحى صالح ومدحت الحداد وأحمد النحاس وغيرهم من الإسكندرية.