أقيم مساء أمس بمسجد "أبوداوود" في مدينة الفيوم ، مؤتمرًا جماهيريًا حاشدًا للمطالبة بالإفراج عن الشيخ الدكتور عمر عبد الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية بمصر، والمحبوس حاليًا في السجون الأمريكية منذ ثمانية عشر عاما بحبس انفرادي . حضر المؤتمر لفيف من العلماء والدعاة والمفكرين وقياديين من معظم التيارات الاسلامية واكثر من ألف شخص من محبي الشيخ في محافظة الفيوم وكان على رأس الحضور فضيلة الشيخ عبدالعزيز عشري القيادي البارز بجماعة الاخوان المسلمين بالفيوم والشيخ أحمد فهيم رئيس الجمعية الشرعية بالفيوم والشيخ عبدالآخر حماد القيادي بالجماعة الاسلامية بأسيوط والداعية الاسلامي الشيخ عبدالله كامل والسيد / على الجارحي وكيل وزارة التربية والتعليم سابقا وبعض مشايخ الأوقاف بمحافظة الفيوم وعدد من ابناء الجماعة الاسلامية والتيار السلفي وابناء الفيوم من محبي الشيخ كما حضر جميع أبناء الدكتور عمر عبدالرحمن وتحدث نيابة عنهم الدكتور عبدالله عمر عبدالرحمن بدأ المؤتمر بعد صلاة المغرب مباشرة حيث قدم له الشيخ محمد بكري وهو من قيادات الجماعة الاسلامية بالفيوم وبدأ بفضيلة الشيخ عبدالعزيز عشري القيادي الأبرز بجماعة الاخوان المسلمين بالفيوم حيث قال انه يعرف الدكتور عمر منذ اربعين عاما حيث بداية قدومه لمحافظة الفيوم وان الشيخ عمر عبدالرحمن أسس معهم جمعية النهضة الخاصة بالاخوان المسلمين في الفيوم وكان الشيخ يلقي على مسامعهم الدروس ويشرح كتب الشيخ سيد قطب حيث كان ذلك في منتصف الستينات وكان معظم من ينتمي للاخوان انذاك في السجون والمعتقلات ووقتها اعلن الشيخ من على المنبر وبايع المرشد العام للاخوان انذاك الاستاذ عمر التلمساني وتم القبض على الدكتور عمر عبدالرحمن ويكمل الشيخ عبدالعزيز عشري حديثه عن الدكتور عمر حيث يقول انه كان منهج الشيخ عمر عبدالرحمن هو الصدع بالحق دائما وذكر الآية التي قال الله عز وجل فيها " يا يحيى خذ الكتاب بقوة " وأن الشيخ عمر لا يعرف المداهنة ولا المجاملة بل انه يقول الحق ولو كان مراً و كانوا يذهبون للشيخ صباحا ومساء في مسكنه ليقرأوا له كتب العلم لان الشيخ كفيف وهذا قبل ان يتزوج بزوجته الأولى أم محمد والذي كان والدها الحاج حسن سعد قائد الجوالة بالاخوان المسلمين على مستوى الجمهورية . ثم انتقلت الكلمة للشيخ عبدالآخر حماد القيادي بالجماعة الاسلامية بأسيوط والذي قال انه شرف بصحبة الشيخ عمر في كثير من سفرياته لحضور مؤتمرات اسلامية في خارج مصر ويعرف جيدا حيثيات قضية الدكتور عمر في امريكا والتى انتهت بالحكم على الشيخ عمر بالسجن مدى الحياة وتحدث قائلاً : تهمة الشيخ أنه أفتى بقتل حسني مبارك رغم ان الشيخ نفى هذه التهمة ورغم انهم لا يجدوا لها اساسا سواء في تسجيلات او غير ذلك ولكن أتوا بشاهدين زور ويعقب الشيخ عبدالآخر بقوله ومع ذلك لو أفتى الشيخ بهذه الفتوى فان شيئا لم يحدث لان حسني مبارك آنذاك لم يأتي الى امريكا ولم يحدث له مكروه وبالتالي لماذا هذا الحكم الجائر وهل يعاقب بمثل هذا العقاب ؟ وقال ان القاضي وجد شريط من ضمن ال 45 شريط المقدمين في محاكمة الشيخ وقدم هذا الشريط عن طريق الخطأ وفيه يسمع صوت ظابط المخابرات الامريكي الذي جند عماد سالم وهو يحفظه كيف يوقع بالشيخ عمر ويسجل له وهذا ينسف القضية من اولها لآخرها الا ان القاضي اليهودي المتعصب لم يلتفت لهذا الشريط الذي قدم عن طريق الخطأ ويذكر قصة تدل على معاناة الشيخ في السجن الأمريكي الظابط الامريكي يضرب الشيخ لأن ساعة الآذان التي يعرف من خلالها الشيخ مواعيد الصلاة ازعجت في مرة من المرات هذا الظابط وذكر الشيخ عبد الأخر كلمات الشيخ عمر وهو يصدع بها في غير خوف ولاوجل ويقول: " ان لم تحكموا شريعة الله فأنتم لستم حكامنا " ومن كلماته: " أيها القاضي المستشار حق الله ألزم من حق رئيس الجمهورية , الله يمنعك من الحكومة والحكومة لا تمنعك من الله " الشيخ وحياة مليئة بالابتلاءات ويكمل الشيخ عبدالآخر حماد كلامه عن الدكتور عمر عبدالرحمن بان الشيخ خرج من السجن بعد أن برأه القضاء المصري الشامخ في قضية اغتيال السادات فلم يهدأ الشيخ وظل يصول ويجول في البلدان داخل مصر وخارجها داعيا الى الله ويصدع بالحق حتى يسجن المرة تلو المرة فوضعه الأمن تحت الاقامة الجبرية وقال ان الشيخ عمر صادع بالحق ولكن لم يكن ارهابيا كما يزعم نظام مبارك البائد ولم يكن يحب العنف ولا يؤيده مطلقا وقال ان العنف بدأ من الحكومة منذ تولي زكي بدر وزارة الداخلية وقتل الأمن باسيوط شابا يدعى " شعبان راشد " لانه كان يعلق لافتة تدعو لمؤتمر يحضره الشيخ عمر عبدالرحمن ويكمل الشيخ عبدالآخر فيقول جاء أخ كريم من المنيا واسمه " علي عبدالفتاح " أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا -وقد قتل بعد ذلك في افغانستان- وقتها جاء للشيخ عمر وقال له عندي سلاح جهزته لكي أقتل المخبر الذي قتل الأخ شعبان ولكن الشيخ عمر قال له لا أوافقك أبداً وحتى ولو قتلونا لن نبدأ دعوتنا بالدماء ابدا وقال " لم يبتلى أحد مثل الشيخ عمر حتى المعتقلين في جوانتانامو لانهم تعبوا سنة او اثنين او ثلاثة ثم استقر بهم الحال بعد ذلك ويصلون الجماعة مع بعضهم بينما الشيخ لم يصلي جماعة مع أحد منذ عام 1993 ومعزول تماما عن العالم ولا يزوره احد ولا يكلمه احد وحوله حراس لا ينطقون العربية تم اعتقال المترجم الخاص به , وتم اعتقال المستشار القانوني الخاص به , وتم اعتقال المحامية الامريكية لينين ستيوارت المدافعة عنه وهي الامريكية والمسنة والمريضة وكل هذا بتلفيق تهم وما أسهل التلفيق ليقضوا تماما على اي ثغرة في قضية الشيخ عمر الملفقة منذ البداية ثم تنتقل الكلمة لفضيلة الشيخ احمد فهيم رئيس الجمعية الشرعية بالفيوم فيقول لابد من الابتلاء والاختبار قال تعالى " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب" وقال اننا خرجنا من ليل طويل ظل 30 عاما في هذه الفترة قتل من قتل واعتقل الكثير وعذب الكثير وقد وقف الدكتور عمر شامخا في وجه الطغيان سواء في مصر او خارج مصر فنسأل الله ان يفرج كربه الشيخ عبدالله كامل الداعية الاسلامي يقول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله قال :( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلماً ، ستره الله يوم القيامة) متفق عليه . فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه الا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته , وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته الا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته " رواه ابوداود ثم قرأ الشيخ عبدالله كامل وصية الشيخ وهو يبكي باكاء مراً وقال هكذا يفعل بالمسلمين لأنهم فقط مسلمين ومن العلماء ثم ذكر أن أمن الدولة كانت تستجوبه وتخاف منه لأنه كان ينقل بعض كلمات الشيخ عمر في خطبه ودروسه وتقول له هل تريد أن تكون عمر عبدالرحمن الثاني, وذكر الشيخ عبدالله أنه كان يفرح داخلياً من هذا الكلام. الشيخ شعبان إمام مسجد دار رماد أسأل الله أن يفرج كرب شيخنا, كان يدعوا إلى الحق ويصدع به, وكان لايخشى أحداً إلا الله ثم قرأ (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الآرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ماكانوا يحذرون) ثم قال أن ما يحدث نصر من الله ففي حين أن مبارك وحاشيته وجنوده الآن في السجون, يخرج أبناء وتلامذة الشيخ من السجون يدعون إلى الله ويطالبون بالإفراج عن شيخهم الدكتور عمر عبدالرحمن. ثم تحدث الدكتور عبدالله نجل الشيخ عمر عبدالرحمن حيث قدم الشكر لكل من سبقوه ولكل من نظموا هذا المؤتمر ولكل من حضروه, ثم طمأن الجميع أن الشيخ اتصل منذ يومين ويعلم ما يحدث الآن وهو في شوق إلى لقاء إخوانه في مصر عامة وفي الفيوم خاصة, حيث كانت هذه المحافظة هي أول منبر دعى فيها الشيخ إلى الله ونطق فيها بالحق, ومكث فيها حتى غادر مصر ثم ذكر الشيخ عبدالله كلمات الشيخ عمر التي كان يصدع بها أمام محكمة أمن الدولة إنني مطالب أمام عقيدتي وأمام ضميري أن أدفع الظلم والجبروت وأرد الشبهات والضلالات وأكشف الزيغ والإنحراف وأفضح الظالمين على أعين الناس، وإن كلفني ذلك حياتي وما أملك، فإذا كانت النيابة تطالب بإعدامي فإن هذا لا يروعني ولا أحزن له، بل أقول حينئذ: (فزت ورب الكعبة) وأردد مستبشرا: ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي "وبعد فجريمتي أني نقدت الدولة وأظهرت ما في المجتمع من مفاسد ومعاداة لدين الله، ووقفت في كل مكان أصدع بكلمة الحق التي هي من صميم ديني واعتقادي، إن منابر المساجد وقاعات المحاضرات وساحات الجامعات تشهد كلها أنني عن الشريعة أذود وأدافع وفي بيان دين الله أصول وأجول، وفي سبيل الله أقدم النفس والمال..".. ثم تكلم الدكتور عبدالله عن اخر المستجدات في قضية والده حيث قال ان اخر اتصال من الشيخ كان قبل الثورة بيوم واحد فقط ثم بعد قيام الثورة ومجئ موعد المكالمة لم يتصل الشيخ فابلغنا محامي الشيخ السيد رمزي كلارك بان الادارة الامريكية منعت الشيخ من الاتصال لمدة 45 يوما وبعد قضاء هذه المدة تحدث الينا المحامي وقال انه تم تمديد هذه المدة ل 45 يوما آخر بدون اي مبررات وكان هذا الاجراء سبب في استفزاز الشيخ ومن ناحيتنا قمنا بتقديم طلب لكل من المجلس العسكري ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية ومنظمات حقوق الانسان ولكن لا حياة لمن تنادي فما كان منا الا اننا نظمنا وقفة امام المجلس العسكري يوم 25/3 الماضي وحينها فقط التقوا باللواء الميداني السيد/ حمدي بادين وقدموا له طلب من أسرة الدكتور عمر وأبلغوه برسالة للمجلس العسكري وقال ان رسالتكم وصلت وتفهم الأمر وقال ان هذه الرسالة سيطلع عليها المجلس العسكري واعطى أرقاما للتواصل معه ولا جديد حتى الآن مع المجلس العسكري ولذا فان أسرة الشيخ عمر تدعو جموع المصريين الى وقفة احتجاجية أمام السفارة الامريكية بالقاهرة يوم الخميس القادم الموافق 21/4/2011 بعد صلاة الظهر في مسجد عمر مكرم والانطلاق في مسيرة الى السفارة وتدعو كل احرار مصر عامة الى مشاركتهم هذه الوقفة وانهى الشيخ عبدالله كلامه بالدعاء للشيخ عمر ان يفرج الله كربه ويفك أسره