"أريد أن أبني بناءً إن أحترقت مصر بقى، وإن غرقت، بقى، فقيل له يُبنى بالجير والرماد والأجر الأحمر القوى النار إلى السقف ولا يجعل فيه أساطين رخام فإنه لا صبر لها على النار"، كلمات قوية قالها أحمد ابن طولون بعدما استقر بمصر وأراد أن يخلد ذكراه وأعماله فلم يجد افضل من المسجد لتشيده فأقام جامعه الشهير الذي يقع بحي الخليفة. شيد المسجد على مساحة أكثر من 6 أفدنة ونصف ويعتبر من أقدم المساجد فى العالم الإسلامى حيث لا مثيل له فى معماره، وذلك نظرًا للخامات الفريدة المستخدمه في بنائه وعلى الرغم من تشيدة أعلى جبل المقطم وكان من السهل قديمًا أن يقتطع العمال منه الأحجار ويقوموا ببنائه ولكن ابن طولان رفض واستخدم ادوات لا تتاثر بالماء والنار والرياح ليبقي الجامع خالدًا للأبد، ويكون بناءً عظيماً شاهدا على عظمة الدولة الطولونية وازدهار عصرها. وصف الجامع أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، .. والجامع هو المسجد الكبير الذي تقام به صلاة الجمعة فيجمع الناس لوقت معلوم- بني في عاصمة مصر الإسلامية، وهو ثالث جامع بعد جامع عمرو بن العاص الذي بني في الفسطاط، وجامع العسكر الذي بني في مدينة العسكر، ورغم أن مسجد عمرو بن العاص لا يزال موجوداً إلا أن المسجد الطولوني يعد أقدم مساجد مصر القائمة حتى الآن لاحتفاظه بحالته الأصلية بالمقارنة مع مسجد عمرو بن العاص الذي توالت عليه الإصلاحات التي غيرت معالمه. شُيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر، ويُعتبر من المساجد المعلقة، تبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية حوالي ستة أفدنة ونصف الفدان، وقد بُني على شكل مربع مستلهماً من طرز المساجد العباسية وخاصة مسجد سامراء بالعراق الذي استلهم منه المنارة الملوية. يقع المسجد حالياً بميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة، ويجاور سوره الغربي مسجد صرغتمش الناصري فيما يجاور سوره الشرقي متحف جاير أندرسون. فسيحاً يتوسطه ميضأة منقوش عليها أبراج الشمس كى يُستعان بها فى معرفة مواقيت الصلاة ويحيط بها أربعة أروقة أكبرهم رواق القبلة ويميز المسجد مأذنته الملوية سمرائية الشكل وتزين حواف سوره عرائس متراصة وكأنهم متشابكون بأيدى بعضهما البعض. فكرة البناء وما هي القطائع اختمرت الفكرة في رأس ابن طولون لإنشاء الجامع، بعدما انتهى من إنشاء عاصمته "القطائع" فأختار مكاناً فسيحا فى سفح جبل يُشكر إلى الشمال الشرقى من الفسطاط وقام ببناء قصره وميدانه وأمر أصحابه ان يختطوا لأنفسهم حول هذا المكان بيوتاً فأختطوها وأقتطعت كل طائفة قطيعة أقامت فيها الدور وكانت كل قطيعة تسمى باسمها مثل قطيعة السودان وقطيعة الروم وقطيعة النوبيين فعرفت العاصمة الجديدة بالقطائع التى أسسها احمد بن طولون سنة 265 هجرياً. ولد أحمد بن طولون فى رمضان سنة 220 هجريا سبتمبر 835ميلاديا فى مدينة بغداد، وكان لابن طولون مواقف كثيرة تدل على تدينه وتمسكه بالأخلاق الحميدة جاء "أحمد بن طولون" إلى وادى النيل فى رمضان 254 هجرياً "منتصف سبتمبر سنه 868 ميلاديا " واستقدم معه بعض الجند للدفاع عنه ضد أى ثورة يقوم بها الشعب ولإحباط ما قد يقوم به بعض المواطنين من دسائس.