مسجد»ابن طولون» الموجودة صورته علي العملة الورقية فئة الخمسة جنيهات يعد ثالث مسجد جامع في مصر والوحيد الذي لم تتغير معالِمُه منذ بنائه وحتي الآن، ويقع حاليا بميدان المسجد بمنطقة السيدة زينب، ويجاور سوره الغربي مسجد»صرغتمش الناصري»، وأنفق أحمد بن طولون مبلغ 120 ألف دينار في بنائه الذي بدأ سنة 263ه/877م، في المدينة الجديدة »القطائع»،واستغرق بناؤه ثلاث سنوات،وتم تسجيل ذلك التاريخ علي أكتاف رواق القبلة في المسجد، وقد شيّده أحمد بن طولون علي مساحة كبيرة تبلغ ستة أفدنة ونصف الفدان، فوق »جبل يشكر» بوسط مدينته الجديدة،وهو اسم يرجع إلي قبيلة »يشكر بن جزيل» من عرب الشام التي كانت تسكن ذلك الجبل. اهتم أحمد بن طولون بالأمور الهندسية في بناء المسجد، واستعان بالمعماري المصري القبطي »»سعيد بن كاتب الفرغاني»،وطلب منه أن يكون تصميمه مُقاوما للنيران، ومياه الفيضان،، ويعد بحسب الأثري محمد عبد العزيز المُشرف العام علي القاهرة التاريخية بوزارة الآثار، نموذجاً فريداً في تاريخ العمارة الإسلامية، ودليلاً قوياً علي ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية في عصر الدولة الطولونية»، ويلفت إلي أن المسجد لايزال حتي الآن يحتفظ بعناصره الزخرفية والمعمارية رغم مساحته الكبيرة؛وكان له كما قال المقريزي 19 مدخلاً،مشيرا إلي أن منارة هذا الجامع علي طراز جامع منارة »سامراء»، بالعراق حيث تكون المئذنة ملوية ومُدرجة بارتفاع40،44 مترا، وتكاد تكون الوحيدة من نوعها في العالم حاليا بعد أن تداعت توءمتها في » سامراء» ببغداد مؤخرًا أثناء القصف الأمريكي للمدينة. و يوضح محمد عبد العزيز أن المسجد يتميز بزخارفه الإسلامية البديعة التي تَجعله أحد النماذج النادرة للفن الإسلامي، والعمارة الإسلامية،مشيرا إلي أنه أصبح في عهد»الأيوبيين» جامعة تُدرس فيه المذاهب الفقهية الأربعة، وكذلك الحديث والطب إلي جانب تعليم الأيتام.