جامع أحمد بن طولون أو جامع الميدان، ثالث جامع أنشئ بمدينة مصر بعد جامع عمرو بن العاص، وجامع العسكر، وأكبرهم مساحة ، شيّده الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية الذي ولد في بغداد عام 220 ه- 835م ونشأ في مدينة "سامراء" بالعراق. أوفده الخليفة العباسي على رأس جيش إلى مصر لتوطيد أوضاعها، ودخل مصر عام 254ه- 868م وعمره 34 عاماً، وبعد خمس سنوات من دخوله مصر عهد إليه الخليفة المعتمد بأمر الخراج على مصر والولاية على الثغور الشامية، فاستقل بمصر وأعلن قيام الدولة الطولونية وأنشأ مدينة "القطائع" شمال الفسطاط، وأقام في المدينة قصراً وميداناً للرياضة، وملعباً للصولجان، ومسجداً سُميّ باسمه، أشهر ما تبقى من الدولة الطولونية. أنشأ "ابن طولون" مسجده ليكون مسجداً جامعاً للاجتماع بالمسلمين، وقد تأثر بالأساليب المعمارية العراقية ونقلها إلى مصر، وظهرت تلك المؤثرات من ناحية التصميم والتخطيط والزخرفة، ويوجد بالرواق الشرقي جزء من لوحة رخامية تضمنت اسم المنشئ وتاريخ إنشاء المسجد مكتوبة بالخط الكوفي. أنفق أحمد بن طولون 120 ألف دينار في بنائه ، وتعتبر مئذنة المسجد هي أقدم مئذنة موجودة في مصر، يعد المسجد الوحيد بمصر الذي غلب عليه طراز سامراء حيث المئذنة الملوية المدرجة . في عهد الأيوبيين كان جامع ابن طولون جامعة تدرس فيه المذاهب الفقهية الأربعة، وكذلك الحديث والطب إلى جانب تعليم الأيتام. المؤرخون والباحثون اختلفوا في تحديد تاريخ بدء بناء المسجد والفراغ منه،وذكر المقريزي أنه بدأ بناء المسجد سنة 263ه وفرغ منه في سنة 265ه، إلا أن المؤكد هو أن أحمد بن طولون دخل مصر عام (254ه 868م) وكانت ولايته قاصرة على الفسطاط فيما كان الخراج موكولا إلى ابن المدبر . ولد أحمد بن طولون العام 220ه 835م في بغداد حيث نشأ وترعرع بمدينة سامراء، ودرس الفقه والحديث بعد حفظه للقرآن، لكن نقطة التحول الكبرى في حياته جاءت بعد أن توفي والده، فتزوجت أمه من باكباك الذي تقلد إمارة مصر من قبل الخليفة العباسي المعتز، حيث أناب أحمد بن طولون عنه في ولايتها. طولون هو أحد المماليك الأتراك الذين أهداهم عامل بخارى إلى الخليفة المآمون، وخدم في البلاط العباسى حتى بلغ مصاف الأمراء، ونشأ ابنه أحمد بن طولون نشأة الأمراء. في عهد ابن طولون انتقلت مصر من خلافة الدولة العباسية الي دولة ذات استقلال ذاتى . شيد احمد بن طولون جامعه على جبل يشكر بعد انتهاءه من بناء قصره في المقطم فبدأ في بنائه سنة 263 هجرية : 876/ 77م وأتمه سنة 265 هجرية : 879م الجامع وإن كان ثالث الجوامع التي أنشئت بمصر، يعتبر أقدم جامع احتفظ بتخطيطه وكثير من تفاصيله المعمارية الأصلية . شهد هذا المسجد مجموعة من الإصلاحات كانت أهمها سنة 470 هجرية : 1077/ 78م حيث قام بدر الجمالى وزير الخليفة المستنصر الفاطمى بإصلاحات في الجامع حيث تم صنع محراب من الجص بأحد أكتاف رواق القبلة هذا بالإضافة إلى محرابين آخرين صنع أحدهما في العصر الطولونى مع بناء الجامع والثاني في العصر الفاطمى وكلاهما برواق القبلة . وفي القرن الثاني عشر الهجرى - الثامن عشر الميلادى - كان هذا الجامع يستعمل كمصنع للأحزمة الصوفية، كما استعمل في منتصف القرن الثامن عشر ملجأ للعجزة ثم أتت لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1882م، وأخذت في إصلاحه وترميمه، إلى أن كانت سنة 1918م حين أمر الملك فؤاد الأول بإعداد مشروع لإصلاحه إصلاحا شاملا، وتخلية ما حوله من الأبنية، راصدا لذلك أربعون ألف جنيه، أنفقت في تقويم ما تداعى من بنائه، وتجديد السقف، وترميم زخارفه إلى أن أعيد ترميمه وافتتاحه في عام 2005، كواحد من 38 مسجد تم ترميمهم ضمن مشروع القاهرة التاريخية، وقد أعلنت وزارة الثقافة أن إعادة ترميم الجامع تكلفتها تجاوزت 12 مليون جنيه. طول الجامع 138 مترا وعرضه 118 مترا تقريبا، يحيط به من ثلاثة جهات - الشمالية والغربية والجنوبية - ثلاث زيادات عرض كل منها 19 مترا على وجه التقريب، مكوّنين مع الجامع مربعا طول ضلعه 162 مترا، ويتوسط الزيادة الغربية الفريدة في نوعها مئذنة الجامع، والتي لا توجد مثيلها في مآذن القاهرة ويبلغ ارتفاع المئذنة عن سطح الأرض (40,44م) فيما يربط المئذنة بحائط المسجد الشمالي الغربي قنطرة على عقدين من نوع " حدوة" الفرس وأغلب الظن أنها بنيت على أساسات المئذنة الأصلية للجامع، ذلك لأن هذه المئذنة بنيت في العهد المملوكي، ولعلها قد بنيت على طراز مئذنة جامع سامراء، وهي مربعة من الأسفل، ثم أسطوانية وتنتهى مثمنة تعلوها قبة ويبلغ ارتفاعها أربعين مترا. وجهات الجامع الأربع تمتاز بالبساطة، وليس بها من أنواع الزخرف سوى صف من الشبابيك المفرغة المتنوعة الأشكال والمختلفة العهود، وأمام كل باب من أبواب الجامع، يوجد باب في السور الزيادة - الخارجي -، بالإضافة إلى باب صغير فتح في جدار القبلة، وقد كان يؤدى إلى دار الإمارة التي أنشأها أحمد بن طولون في شرق الجامع. كما يوجد منبر أمر بعمله السلطان لاجين أيضا، وحل محل المنبر الاصلى، وهو مصنوع من الخشب، وهذا المنبر يعتبر من أقدم منابر مساجد القاهرة، فيعتبر من حيث القدم ثالث المنابر القائمة ويعتبر جامع أحمد بن طولون.. أكبر مساجد مصر ثلاثة عناصر أساسية كانت تميز جامع أحمد بن طولون أكبر مساجد مصر عندما أمر بإنشاء هذا الجامع الأمير أبوالعباس أحمد بن طولون الذي يرجع أصله إلى المماليك الأتراك ومؤسس الدولة الطولونية في مصر، ويتميز جامع أحمد بن طولون أن بناءه مقاوم للنيران و لمياه الفيضان وكان هذا طلب ابن طولون من المهندس الذى أنشأه، وعلى الرغم من أن تخطيط الجامع يتبع النظام التقليدي للمساجد "الجامعة" حيث يتكون من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربع ظلات أكبرها ظلة القبلة، إلا أنه ينفرد بمئذنة فريدة تعد من العناصر المعمارية المهمة والأساسية للمساجد وتكاد تكون الوحيدة في العالم الآن على هذا الشكل بعد أن تداعت توأمتها في سامراء ببغداد مؤخرا أثناء القصف الأميركي للمدينة، ويقول المقريزي أن ابن طولون بنى منارة هذا الجامع على صفة جامع منارة سامراء . ويبلغ عدد مداخل جامع بن طولون 19 مدخلاً، إلا أن المدخل الرئيسي حاليا هو المدخل المجاور لمتحف جاير أندرسون، حيث يوجد أعلاه لوحة تجديد ترجع إلى عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله. بعد سنوات طويلة تمت إضاءة ساحة ومسجد ابن طولون وكانت هناك مشاكل تعوقنا من هذا بسبب المساحة الهائلة للمسجد ومشاكل فنية في الكهرباء وبناء علي طلب أهالي السيدة زينب والمنطقة المحيطة بالجامع، لأداء صلاة التراويح في رمضان بذلنا كل جهدنا في وزارة الآثار لكي تتم إنارة المسجد كله لتحقيق طلب وأمنية الأهالي. هنا يقول الشيخ هشام خطاب أن أهمية هذا المسجد ترجع إلى أنه المسجد الوحيد في مصر بل العالم الذي لم يتم إليه إضافات أو توسعات له منذ إنشائه، وحتي الآن مازال محتفظا بعناصره الزخرفية والمعمارية رغم مساحته الكبيرة . واكد أن أهم ما يميز شهر رمضان فى المسجد إقامة صلاة التراويح وإقامة المسابقات للسيدات والأطفال والرجال وتابع أن المسجد مفتوح أمام المصلين جميع الأوقات وعن تطويرات المسجد، قال الشيخ هشام خطاب أن المسجد كان مهمل ولم يوجد به صوتيات والإضاءة، لكن في الأعوام الأخيرة بدأ ترميم المسجد منذ عام 1995، ومع هذه التطويرات زاد عدد المصلين وهذا ملحوظ فى رمضان هذا العام .