وائل لطفي يوقع كتابه "دعاة السوبر ماركت"

نظمت دار العين للنشر بحضور رئيسة مجلس الإدارة الدكتورة فاطمة البودي، مساء أمس الأربعاء ندوة وحفل توقيع لكتاب"دعاة السوبر ماركت" للكاتب الصحفي وائل لطفي بنادي جاردن سيتي، وأدار الندوة الكاتب الصحفي نبيل عبد الفتاح، وتحدث فيها كل من: الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة الأسبق، والدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، وأعقب ذلك حفل توقيع للكتاب، بحضور عدد من المثقفين والصحفيين والإعلاميين والمستشرقين، ومتابعي الواقع الثقافي المصري.
فيما افتتح الندوة مدير النقاش الكاتب الصحفي نبيل عبد الفتاح، موضحًا بعض رؤاه النقدية حول الكتاب، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب يعد ثاني أجزاء كتاب وائل لطفي "الدعاة الجدد"، الذى يعد تطبيقًا للصحافة الاستقصائية، مؤكدًا أن الكاتب قام بكتابه الجديد بتسليط الضوء على بعض التغيرات التى شهدها المجتمع المصري، المتمثلة فى نقد عدة أوجه وأنماط للتدين وليس الدين فى حد ذاته، سواء كان الإسلام أو المسيحية أيضًا.
وأشار عبد الفتاح إلى أن تراجع التصنيع والإنتاج لأى من المجتمعات يعد أبرز نتائج التدين الشكلي السلبي، موضحًا أن فترة الرئيس محمد أنور السادات شكلت بيئة ملائمة لنشاط حركات الإسلام السياسي، وعلى رأسها "جماعة الإخوان
المسلمين"، فضلًا عن ظهور رجال الأعمال الذين هم فى حقيقة الأمر أقرب لأن يوصفوا كتجار ليس إلا، وشتان الفارق بين كل منهما.
وتابع أن إحدى أهم الأطروحات التى احتواها هذا الكتاب تتمثل فى مدى التشابه فى أساليب أولئك الدعاة الإسلاميين الجدد، مع أساليب الوعظ المسيحي "البروتستانتى" تحديدًا، إلى أن يكتشف القارئ فى النهاية أن هذا التشابه فى الخطابين الدعويين ما هو إلا تشابه شكلي وليس جوهري، واختتم كلمته مشددًا على تميز هذا الكتاب بالسلاسة والوضوح والكثافة فى آنٍ واحد.
عقب ذلك تحدث الدكتور أحمد زايد العميد الأسبق لكلية الآداب جامعة القاهرة، معربًا عن عمق سعادته بهذا الكتاب، مشيرًا إلى أن الكاتب تطرق فيه لطرح عدة تساؤلات مهمة، أبرزها: انتشار ظاهرة الدعاة الجدد، وماهية المناخ المؤدي لنشر تلك الظاهرة، كما وضع الكاتب الداعية الإسلامي عمرو خالد تحت المجهر وأعاد قراءة أفكاره الأساسية وكذلك أبعاد شخصيته من منظور جديد ومن زوايا جديدة، بالإضافة لكونه قدم فى آخر فصوله رصدًا لنماذج مختلفة للداعية
الإسلامى مثل: معز مسعود ومصطفى حسنى.
وتابع الدكتور أحمد زايد، أن العلاقة بين جماعة "إنجيل الوفاء البروتستانتية" والداعية الإسلامي عمرو خالد، تنشأ من منطلق تقارب الأسلوب بين كلاهما، وتحديدًا تتمحور حول فكرة الدعوة للسعادة المجتمعية، مؤكدًا أن تلك الظاهرة الدينية التى يفرزها المجتمع الرأسمالي عمادها الأساسي يتلخص فى القدرة على أي شىء إلى أى شىء آخر، مثل تحويل الدين إلى السياسة وما إلى ذلك.
كما أبدى الدكتور شاكر عبد الحميد، سعادته الجمة بالمشاركة فى هذه الفاعلية الثقافية، كما أنه يرى أن كتاب "دعاة السوبر ماركت" يعد واحدًا من الكتب التنويرية المهمة التى تساهم هي ومثيلاتها فى سد ثغرة كبيرة لدينا فى هذا الإطار، برغم بساطة أسلوب التناول، متسائلًا عن ماهي العلاقة بين مدلول تركيب عنوان الكتاب"دعاة السوبر ماركت"، أي الجمع بين "الدعاة" و"السوبر ماركت"، مفسرًا هذا بأن الفكرة تكمن فى أن وظيفة" السوبر ماركت" تتمثل فى البيع، وهو ما يقع ضمن أنواع الإسقاط.
وأوضح وزير الثقافة الأسبق أن هؤلاء الدعاة يستفيدوا من مبدأ يطلق عليه"إجبار التكرار" وفقًا للعالم النفسي الأشهر "سيجموند فرويد"، وخير مثال لهذا المبدأ يتلخص فيما هو وراء دفع الكثير من الناس لشراء المنتجات دون الحاجة لها، والسبب فى ذلك سيكلوجيًا هو أن عمليات التسوق والشراء تؤدى لخفض مستوى التوتر على المستوى الفردي، وكذلك أيضًا على المستوى الجمعي الذى يكون نتاج افتقاد تحقيق الحلم الوطني، وهو تمامًا مثل حالة مجتمعنا فيما بعد النكسة.
واختتمت الجلسة بتوقيع الكتب للحضور والتقاط الصور التذكارية.