ونحن على بعد يوم واحد من انتخابات الاعادة لاختيار رئيس الجمهورية هناك من قرر بينه وبين نفسه والياً على المصريين.. انهم يطالبون بانشاء مجلس وصاية على الشعب تحت مسمى «المجلس الرئاسي».. فهل الشرعية لصندوق الانتخابات أم أن مجموعة الراسبين في الانتخابات الرئاسية يريدون أن يغتصبوا شرعية الصندوق لتكون الشرعية للراسبين، منذ اعلان نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وهناك اجتماعات تجرى بين المرشحين للرئاسة محمد مرسي وأحمد شفيق من أجل استقطاب المرشحين الراسبين للحصول على دعمهم في انتخابات الاعادة غداً.. ولكن الراسبين كان لهم رأي آخر وخاصة حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وخالد علي حين قرروا النزول الى ميدان التحرير للاعتراض على نتيجة الانتخابات والحكم ضد الرئيس مبارك المخلوع ونجليه وحبيب العادلي ومساعديه.. ولم يكتفوا بذلك وذهبوا للمطالبة بتشكيل مجلس رئاسي فهل كانوا سينادون بهذا المجلس لو فاز أحدهم أو كانوا من بين طرفي الاعادة.. ولكنها الانتهازية السياسية وحب الظهور والسيطرة على مقاليد البلاد وفرض ارادتهم على جموع المصريين. هل من حق أحد من الراسبين في الانتخابات الرئاسية التحدث باسم الشعب لو كان فيهم خير وأمل ما كانوا قد رسبوا وكانوا قد فازوا أو بين طرفي الاعادة.. هل من حق احد من القوى السياسية الحديث عن الشعب أو نيابة عنه؟.. هم يريدون أن يتحول الشعب الى قطيع وهم قادته وزعماؤه وموجهوه فكيف؟.. لماذا لا يلتزم كل واحد من هؤلاء الراسبين حدوده وقدره ومكانته بأي امارة يتحدث الراسبون عن شعب اختار بارادته الحرة من يرسب ومن يكون في جولة الإعادة «كون الراسبين لم يتفقوا على من يمثلهم ولم يتنازل أحد للآخر لأن كل واحد منهم وطن نفسه على أن يكون رئيساً للجمهورية لذلك رسبوا بسبب تفرقهم وتشرذمهم.. رغم كونهم كانوا امام فرصة تاريخية لحصد منصب الرئيس في حالة تحالفهم واتفاقهم على مرشح واحد امام مرشح الاخوان ومرشح الفلول كما يطلق عليه.. هل تحول الشعب على أيديهم الى قطيع نستدعيه عندما نريد ونستغني عنه حسب «المزاج».. هل أصبح الشعب مهمشاً حتى يسلبوا ارادته ويتحدثوا عن حشود ومليونيات واعتصامات واضرابات في حالة فوز الفريق أحمد شفيق.. الا يستحون عندما ينصبون من أنفسهم أوصياء على ارادة الشعب وارادة صندوق الانتخابات؟ هل هو حلال لهم ان يفوزوا وحرام على غيرهم حين يفوز؟.. الاخوان المسلمون يهددون بالنزول الى الشارع في حالة هزيمة مرشحهم محمد مرسي لأنهم يرون أنهم أحق بالرئاسة وأنهم فائزون فائزون!! ما هذا العبث أيها السادة؟.. أليس هذا الشعب الكريم هو الذي جاء بكم أغلبية في البرلمان.. الآن أصبح قاصراً حين يأتي بغيركم بعد أن اكتشف كذبكم وخديعتكم في الاداء البرلماني السيئ الذي لا يرقى الى المستوى الذي كان ينشده الشعب من ورائكم؟ لابد وأن يفهم الراسبون قبل الذين يعيدون غداً في الانتخابات ان السيادة للشعب والكلمة له من خلال صندوق الانتخابات لا وصاية ولا فرض ارادة من أحد على أحد.. كل مواطن حر في صوته له حق الاختيار وعلى كل ديكتاتور راسب أن يحتفظ برأيه لنفسه فقد قال الشعب كلمته ولينجح من ينجح وعلى كل الراسبين الانضمام والانصياع لرأي الشعب وتعظيم سلام لارادة الصندوق بعيداً عن التشكيك في النتيجة. مصر مقبلة على كارثة محققة إذا لم يلتزم الجميع بارادة الصندوق وكفانا ما ضاع من عام ونصت من عمرنا وعمر الوطن في مهاترات بسبب عدم وضع الدستور الذي يحدد خارطة الطريق للوطن.. ولكننا لا نريد أن نستوعب الدرس بوضع العربة قبل الحصان ويريد من ينصب نفسه وصياً على الشعب ووصياً على الرئيس المنتخب من خلال مجلس الوصاية «المجلس الرئاسي» المزعوم.. كيف يولي الراسبون أنفسهم أوصياء على الرئيس الذي أتى بارادة الصندوق؟.. من أعطاهم هذا الحق؟ هل يمكن أن يتقدم الوطن في ظل هذا التخبط وفرض الارادات؟.. أم سيقوم كل واحد من هؤلاء باقتطاع قطعة من الوطن ليقوم برئاستها؟.. أم علينا تشكيل هذا الكيان الوهمي المجلس الرئاسي الذي فات وقته ويقوم كل واحد منهم بادارة شئون البلاد شهراً.. الواحد تلو الآخر حتى يتم ارضاء هؤلاء على جثث الشعب وارادته!! إنهم يعملون بنظام «أنا فيها لأخفيها» فهل هذا من القانون في شىء أم أن ذلك يأتي في اطار البلطجة السياسية.. تعالوا نلغي الشعب وليقم الراسبون بتنصيب أنفسهم رؤساء وزعماء و«بلاش» هذا الشعب الذي يريدون تحويله الى قطيع.. عيب ويجب أن يلتزم كل واحد حدوده ولنترك الشعب يختار بحريته وارادته.. لقد اديتم ما عليكم ورسبتم ولفظكم الشعب من خلال انتخابات حرة نزيهة وشفافة تنقلبون على نتيجتها بعد رسوبكم. اتركوا الصندوق يقول كلمته فقد خرجنا بارادتنا ووقفنا في الطوابير بالساعات أمام اللجان وصوت كله واحد بقناعته الخاصة رافضاً الرشاوى الانتخابية من مال وأرز وسكر وزيت وبطاطس ولحوم بدليل ملايين الاصوات التي حصلتم عليها.. ليحترم الجميع ارادة الشعب وتقديم الشكر له على اختياره.. لا تمهدوا لحرب أهلية أو انقلاب عسكري نرجوكم قبل نتيجة الصندوق فالشعب تحرك وسيردع كل من تسول له نفسه سرقة الثورة.