نوال مصطفى ماذا يحدث يا أصحاب العقول علي أرض مصر ؟! .. هل نحن كدولة وشعب نتقدم إلي الأمام أم نتقهقر إلي الوراء؟!.. إن هذا يذكرني بالأسطورة القديمة "سيزيفيوس" الذي حكمت عليه الآلهة بنقل الحجارة من سفح الجبل إلي قمته ، فما إن يصل إلي القمة حتي تسقط الأحجار ثانية إلي السفح ، ويظل هكذا إلي ما لا نهاية!. لماذا -دائماً- نصحو متأخرين ونأخذ مواقف متأخرة تصيب الكل باحباط ويأس من المشهد ككل ؟! .. أقول هذا بمناسبة الاقتراح العجيب الذي سمعته أمس الأول بوقف الانتخابات الرئاسية بعد صدور الحكم علي الرئيس السابق مبارك. ما هذا الهراء! للأسف لم يعد أحد يهتم إلا بنفسه وبالكاميرات المسلطة عليه والمايكروفونات التي أمامه ، لا أحد يتطلع إلي المستقبل الكل ينظر إلي المكاسب الآنية ، كيف يستطيع أن يستخلص الفائدة من كل أزمة نضع فيها الوطن. أستمع إلي الإفتئاتات التي تقال حالياً ومنذ جولة الإعادة ، بين أحد الخبراء السياسيين الذين يملأون الفضائيات، يبتكر أسلوبا جديدا في عالم السياسة والانتخابات، حين يطالب الفائز الأول في الانتخابات وهو الدكتور محمد مرسي بالتنازل لصالح صاحب المركز الثالث السيد حمدين صباحي.. ما هذا الهراء؟! ، ألم يذهب خمسة ملايين ناخب ليعطوا أصواتهم إلي د. مرسي، هم لم يكتبوا له توكيلاً علي بياض للتصرف في أصواتهم بل اختاروه للرئاسة . و آخر يخترع فكرة تكوين مجلس رئاسي مكون من د.مرسي وصباحي ود.أبو الفتوح كبديل لرئيس منتخب من المفترض أن يختاره الناخبون بإرادتهم الحرة بعد حوالي أسبوعين من الآن . هذا العبقري تجاهل تماماً إرادة أكثر من 25 مليون مصري شاركوا في العملية الانتخابية ولا يزالون، هؤلاء الذين تحملوا كل المصاعب من طوابير طويلة وحر شديد وبعضهم اضطر للسفر إلي مسقط رأسه حيث مقر لجنته الانتخابية . كل هؤلاء شاركوا لأول مرة في صنع القرار وخرجوا من سلبيتهم السياسية التي كنا نعاني منها ونصرخ من نتائجها الوخيمة المتمثلة في سيطرة الحزب الحاكم علي صنع القرار . فكيف بعد كل ذلك يريد هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أولياء علينا أن يتجاهلوه ؟!. لقد صوَّت المصريون في الخارج لجولة الإعادة وأصواتهم الآن في صناديق الانتخاب أي أن الجولة الثانية قد بدأت بالفعل . فكيف يفكر هؤلاء العابثون بإرادة شعب ؟ وكيف يتصورون أن الأغلبية الصامتة في الشعب المصري ستترك لهم دفة الأمور يوجهونها كيفما شاءوا وحسب التيار الذي يبغونه أن يصل إلي السلطة ؟ . وهذا التيار الذي يركب الموجة الآن ويحشد مريديه في ميدان التحرير مبرراً وسائله المستترة للوصول لمنصب رئيس الدولة وينتهز فرصة صدور الحكم القضائي علي مبارك والعادلي وجمال وعلاء ومساعدي وزير الداخلية السابق أصبح مكشوفاً للجميع لأنه يريد احتكار كل شيء ولا يخجل من استغلال الغضب الجماهيري بعد الحكم تمشياً مع مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة". أفيقوا أيها السادة.. كفي عبثاً بمصر .. دعونا نكمل ما بدأناه ونعبر بمصر إلي الجمهورية الجديدة من خلال صناديق انتخابات وإرادة شعب رفض القهر والديكتاتورية وثار علي نظامه القديم . قليلاً من الاحترام للقانون وللشعب الذي لن يقبل بعد اليوم أن تزيف إرادته ، ولن يقبل الوصاية من تيارات سياسية تريد أن تنحرف بسفينة التغيير لترسو بها علي المرفأ الذي تريد!. إيماني كبير بالشعب المصري والأغلبية الصامتة . إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.