••بناء على النتائج غير الرسمية للانتخابات الرئاسية الأولى فى تاريخ مصر، تظهر مجموعة من الحقائق والمؤشرات التى تستحق الدراسة من جانب الجميع: 1 هناك ما يقرب من 14 مليونا من المصريين لم يمنحوا أصواتهم لطرفى الإعادة، الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق.. وهذا رقم كبير فى كتلة المصريين الذين شاركوا فى هذه الانتخابات.. 2 قرابة 10 ملايين صوت ذهبت إلى اثنين من المرشحين يمثلان أفكار ومفاهيم ثورة يناير بناء على خطاب كل منهما طوال فترة الحملات الانتخابية كما تمثل جموع من تلك الكتلة فكرة الوسطية.. والاثنان هما حمدين صباحى والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.. وجذبا أصوات كتلة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عاما وهم بطبيعة الشباب ينظرون إلى التغيير وإلى المستقبل وإلى الكاريزما.. وهى كتلة لم تكن مؤثرة فى انتخابات مجلس الشعب، وتعلمت الدرس وتحركت فى الانتخابات الرئاسية، وتثبت أنها كتلة كبيرة ومؤثرة بغض النظر عن نتيجة تصويتها. 3 حصل حزب الحرية والعدالة فى انتخابات مجلس الشعب على 11 مليونا و800 ألف صوت، فيما حصل ممثل الحزب فى الانتخابات الرئاسية الدكتور محمد مرسى على 5 ملايين و790 ألفا و770 صوتا، وبالتالى يكون حزب الحرية والعدالة فقد ما يقرب من ستة ملايين صوت بسبب أخطاء واضحة فى الأداء السياسى العام له على مدى الأشهر الماضية خاصة أن الإعادة تعكس صراعا بين تيارين وليس بين شخصيتين. 4 بعض الشخصيات التى خاضت الانتخابات الرئاسية تحركت بدوافع خاصة تسببت فى تفتيت أصواتها ولو كان هناك اتفاق لربما حسمت تماما الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى.. ومشهد الذهاب اليوم إلى التوافق هو عين الصواب وممارسة متأخرة للسياسة.. ومن أسف جدا أن التوافق يظل متأخرا 15 شهرا. 5 الفارق بين الانتخابات الرئاسية وانتخابات البرلمان، أن هناك جموعا قاطعت انتخابات الرئاسة مؤجلة مشاركتها إلى جولة الإعادة عن يقين من جانبها بأن الإعادة قادمة لا محالة، وجموع قاطعت لعدم إقتناعها أصلا بالمرشحين ال13، بجانب أنها معارك أحادية بين أشخاص وعلى مقعد واحد هو الرئيس، فيما كانت انتخابات البرلمان سباقا على 500 مقعد، وخاضها الآلاف فى محافظات مصر وأجريت على ثلاث مراحل مما سهل عمليات الحشد، بجانب أنها كانت أول انتخابات سياسية حقيقية يشارك بها الشعب المصرى وكانت فرحة اللقاء الأول مع حرية الاختيار دافعا، بالإضافة إلى الرغبة فى إعلان التأييد والتعاطف السياسى لجماعة الإخوان بعد سنوات من محاربتها والتنكيل بقيادتها، واستخدام النظام السابق وكذلك كل إعلامه لكلمة المحظورة، وكان ذلك استغفالا رفضه الشعب وعبر عنه فى لحظة الانتخابات البرلمانية. 6 لا يوجد حزب اسمه حزب الكنبة، والواقع أن هناك حزب الأغلبية من المصريين ولا يوجد من ينوب عنهم أو يتحدث باسمهم، وهذا الحزب يضم أكبر كتلة تصويتية، لكنه لم يدفع بعناصره إلى المشاركة فى الانتخابات خوفا من الترويع ومن الزحام ولغياب المرشح الرئيس الزعيم، ويقدر عدد أعضاء هذا الحزب بحوالى 25 مليون صوت.. فكيف يشارك هؤلاء، وكيف نضمن لهم الانتخاب بدون عذاب؟!