ويبقى الأمل أن تستقر سفينة الوطن على بر الأمان عقب الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تتم الاعادة فيها بين الدكتور محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق الذي يدعي عليه أنه استنساخ لنظام الرئيس المخلوع رغم أن الفصل في الموضوع هو هل الفريق شفيق فاسد أو غير فاسد.. وكونه عمل مع الرئيس السابق مبارك فقد عمل في عصر عبد الناصر والسادات.. ولا يعيب أي انسان ان يعمل في عصر مبارك ما دام لم يثبت فساده وادانته بحكم قضائي.. انتهت الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية وخرج منها مرشحون محترمون مثل عمرو موسى وحمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح.. وكان الرهان على أبو الفتوح وحمدين صباحي لأنهما خرجا من رحم الثورة وكان من اوائل المندفعين الى الميدان منذ 25 يناير.. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وهذه هى ارادة الشعب ولابد من احترامها وتعظيم سلام لكل من يختاره الشعب.. تأتي الاعادة بين مرسي الذي حصل على نحو 5 ملايين و660 ألف صوت وشفيق الذي حصل على 5 ملايين و500 ألف صوت.. وتأتي المواجهة بين الاخوان المسلمون وقوى كثيرة متعددة غير واضحة المعالم ليقول الصندوق كلمته يومي 16 و17 يونيو القادمين ليصبح لنا رئيس منتخب انتخاباً حراً مباشراً من الشعب الذي استعاد صوته وعزته وكرامته بارادة حرة دون ضغط أو تدخل من أحد. أيا كان الرئيس القادم فعلى الجميع احترام نتيجة الصندوق وعلى الرئيس احترام الدستور والقانون لأن القادم لن يعود فرعوناً كما كان الحكام السابقون منذ عصر الفراعنة وحتى سقوط مبارك، فالرئيس الفرعون الملك الذي يملك ويحكم لن يعود.. والرئيس الديكتاتور ذو الصلاحيات المطلقة لم يعد له وجود بعد ثورة 25 يناير.. عقارب الساعة لن تعود الى الوراء لن نرى حاكماً مطلقاً مرة أخرى مثل ناصر والسادات ومبارك فهذا عصر ولى كلها 4 سنوات والشعب يقول كلمته مرة أخرى إما أن يجدد للرئيس المنتخب لفترة أخرى أو يقذف به خارج المقر الرئاسي الى غير رجعة.. ليقول الشعب كلمته بكل نزاهة وشفافية ونحترم ارادته.. لقد احترمنا نتيجة الصندوق في انتخابات مجلسي الشعب والشورى والتي اتت بالأغلبية البرلمانية من حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي.. فلماذا لا يأتي مرسي أو شفيق بنفس الارادة الشعبية الحرة؟.. هل نقبل النتيجة في حالة فوز محمد مرسي ونخرج لنثور في حالة فوز أحمد شفيق.. «تلك إذن قسمة ضيزي» أهو حلال للاخوان أن ينجح مرشحهم وحرام أن ينجح الفريق أحمد شفيق.. عيب يا جماعة الخير.. تعظيم سلام لكل من يختاره الشعب ولابد أن نعبر المرحلة من أجل أمان مصر واستقرارها ورفعة شعبها الذي ظلم كثيراً وأن يرفع الظلم عنه. ولاء رئيس الجمهورية القادم لو جاء من الاخوان المسلمون هل سيستمر للمرشد العام للجماعة أم سيكون للشعب المصري الذي أتت به؟ خطاب الدكتور مرسي خلال حملته الانتخابية كان مخيفاً عندما تحدث عن خصومه السياسيين وأنه سيدهسهم بقداميه وحديثه عن الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية.. فهل سيصبح مرسي خليفة للمسلمين ويصبح آية الله محمد بديع هو المرشد العام للخلافة الاسلامية؟ بقيادة الخليفة محمد مرسي؟.. هل سيلتزم الدكتور مرسي بقسم السمع والطاعة الذي اداه لمرشد الجماعة.. وهل ستستمر الجماعة دولة داخل دولة أم سيتم تقنين أوضاعها طبقاً للدستور والقانون؟ انهم يستخدمون فزاعة أن الثورة ضاعت وتم وأدها لو تم انتخاب أحمد شفيق لأنه من الفلول.. فهل الفريق شفيق اسرائيلي ويجب أن نضعه في سلة الاعداء؟ لا للغة التهديد والوعيد فشفيق مصري خالص ونسر من نسور مصر.. لو كان فاسداً أو خائنا فمن يملك دليلاً ضده فعليه أن يقدمه للنائب العام ليحاكم بالقانون حتى لو تم الزج به الى السجن مثل رأس النظام السابق وأركان عرشه.. الشعب لن يخاف تهديداً أو وعيداً من الذين سيعودون للميدان احتجاجاً لو فاز شفيق.. الشعب له كل الاحترام وما يأتي به عبر انتخابات حرة نزيهة وصندوق شفاف أهلاً وسهلاً به وعلى رأسنا فارادة الشعب فوق أي ارادة. والشعب يريد رئيساً مستقلاً عن الاحزاب وعن جماعة الاخوان رئيساً لكل المصريين مسلمين ومسيحيين رجالاً ونساء كباراً وصغاراً وكل طوائف الطيف السياسي المصري.. يحقق طموحات الشعب وخاصة شباب الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.. نريد رئيساً يدير حركة البلاد من خلال المؤسسات يحقق الأمن والأمان الذي يعيد الاستثمارات والسياحة الى الوطن وكفانا عاماً ونصف العام من الضياع.. كفانا ممارسة للارهاب الفكري مع الناخبين الذي قد يؤدي الى هروبهم من الجولة الثانية «الاعادة» لن نخاف فزاعات وسنخرج لاختيار من نريده ولن نعطي لاقلية في السيطرة على مقدرات الوطن.. سننتخب رئيساً وننظر الى المستقبل ونستعيد وطننا الذي يريدون اختطافه.. تحية الى جيش مصر العظيم الذي وعد فأوفى وحدد التوقيت والتزم وأمن الانتخابات.. ونريده أن يستكمل أمانته ويسلم السلطة للرئيس المنتخب قبل نهاية يونيو المقبل ويعود الى ثكناته.. يا دعاة الفتنة احذروا الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين من أجل جذب الاصوات الانتخابية.. فالمسلم حر في صوته يعطيه حسب قناعته والمسيحي له نفس الحرية في صوته يعطيه لمن يقتنع به لا تبحثوا عن الاصوات على حساب الوطن وجثته.. لينزل المسلم والمسيحي ليصوتا بكل حرية من أجل مصر.. نحن أمام خيارين كلاهما مر له ما له وعليه ما عليه شفيق ومرسي وليس أمام الشعب غيرهما ولابد أن يخرج الشعب منتصراً من هذه المعركة.. نحن أماناً لحظة فارقة في تاريخ الوطن ولابد أن نتقبل النتيجة ونقف مع من يختاره الشعب تلك هي الحرية ومن يغضب فهو ديكتاتور ولابد أن نتقبل نتيجة الانتخابات فتلك هي الديمقراطية.