قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة اليوم الأحد، بمجمع محاكم طرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، بمعاقبة متهمين بالسجن المشدد 15 سنة، بجانب معاقبة متهم آخر بالسجن لمدة 10 سنوات، كما قضت بالبراءة لثلاثة متهمين آخرين، في القضية المعروفة إعلاميًا ب"التعدي على كمين المنوات". وقضت المحكمة حضوريًا بمعاقبة المتهم أحمد ربيع سيد أبو السعود بالسجن المشدد 15 سنة عما اسند إليه بالاتهام بالانضمام لجماعةإرهابية وتمويل الإرهاب، كما عاقبت المتهم عمرو محمد أبو سريع بالسجن المشدد 15 سنة بتهمة الاشتراك في الاتفاق الجنائي لارتكاب جريمة إرهابية، فيما عاقبت المتهم محمود رمضان عبد الجواد بالسجن 10 سنوات وتغريمه خمسة آلاف جنيه في اتهامه بحيازة وإحراز أسلحة وذخائر، وقضت المحكمة بتسليم الأسلحة المضبوطة المملوكة لوزارة الداخلية لمالكتها، وإلزام المحكوم عليهم بالمصاريف. كما قضت المحكمة بإلزام المحكوم عليهم بالاشتراك في دورات إعادة التأهيل، ووضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة لمدة خمسة سنوات بعد انقضاء فترة عقوبتهم. وشملت قائمة المتهمين الثلاثة الصادر بحقهم حكم البراءة، كل من: محمد عبد الله، وأحمد عيد محمد، وميسرة نشأت جمال خضر. واستهل رئيس المحكمة جلسة النطق بالحكم، قائلا: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ، ولقد بلغ من تحذيره صلى الله عليه وسلم، عن قتل النفس ان الإعانة على ذلك ولو في أدنى إدانة تستوجب لصاحبها الطرد من رحمة الله ورضوانه، مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِىَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، إن الإيمان الحق يقيد صاحبه أن يتردى في بحر الغدر والخيانة فإن فعل كان هذا برهانًا على قلة إيمانه يروع الجميع بعمليات قتل، جماعة ملعونة تأسست بغرض قتل ضباط الجيش والشرطة لاعتقاد خاطيء أنهم من الطغاة وأن قتلهم واجب وسفك دمائهم حلال، رجال الجيش والشرطة الذين يبذلون الغالى والنفيس للدفاع عن البلاد وحفظ الأموال والبلاد قُتل منهم 5 رجال وهم يؤدون عملهم قتلوا غدرا، أهكذا يعاملون وهكذا يشترون، نحن نتسأل بأى ذنب يقتل هؤلاء الابرياء. وأضاف: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" صدق الله العظيم، واستكمل، إن حرمة الدماء عند الله عظيمة ومن يستحل قتل الأبرياء ويرى حل دمائهم فإن ذلك يخشى عليه ان يكون على غير الإسلام لأن قتل الإنسان كبيرة من الكبائر، وتوعد صاحبها بلعنة الله وغضبه والخلود فى عذابه فن يستحل الدم بغير حق ويرى أنه حلال له سفكه فإن ذلك مصاب فى دينه والعياذ بالله. ليردف قائلا: لقد قرر القرآن القتل بالشرك لبشاعة هذه الجريمة، فالشرك اعتداء على الدين، والقتل اعتداء على الحياة، والحياة وديعة اودعها الله لصاحبها فكيف يجنى القاتل على حياة غيره، إن الله الله جعل قتل النفس الواحدة تعادل قتل الناس جميعا، ذلك لأن قتل الحياة بمثابة قتل كل الأنفس فقتل واحدة من هذه النفوس يعتبر جريمة قتل على البشرية كلها. وسرد رئيس المحكمة وقائع الدعوى: لقد اقتنع المتوفى حسن محمد ابوسريع وشهرته "حسن وزة" بالأفكار المتطرفة الخاصة بتنظيم داعش والتى تكفر الحاكم وأفراد الجيش والشرطة وتوجه الخروج عليهم وقتالهم واستهداف منشآتهم واستباحة دماء المسيحين واستحلال اموالهم، وقام بتأسيس جماعة تعتنق هذه الافكار هدفها اشاعة الفوضي فى البلاد بدعوى وجوب تطبيق الشريعة الاسلامية وإقامة ما أسماه بالخلافة الاسلامية والتأثير علي المقومات الأصلية للبلاد من خلال تنفيذ عمليات ارهابية وقتل رجال الشرطة وتدمير المنشآت الهامة وصولا لأسقاط الدولة. كما انضم لهذه الجماعة المتهم أحمد ربيع السيد محمد، وآخرون فعقابهم عند الله يوم ينادى عليهم، وقامت هذه الجماعة بتنفيذ العديد من العمليات منها واقعة قتل 5 افراد شرطة من قوة تأمين المناطق الأثرية بمنطقة البدرشين وسرقة أسلحتهم الأميرية بتاريخ 14 يوليو 2017 وامد المتهم الاول احمد رييع هذه الجماعة بالوحدة السكنية الكائنة بمنطقة فيصل بالجيزة للاختباء فيها بعد ارتكابهم واقعة القتل، واشترك المتهم السادس عمر ابوسريع مع عضو التنظيم عز المليجي حيث تقابلا في محطة مترو الدقي واخبره بأنه وهو وأخرون قتلوا الجنود والامناء عند كوبري أبو صوير. وأضاف: طلب المتهم من عضو التنظيم مكانا يأويه فأصطحبه لمحافظة الإسكندرية ووفر له مكانا بمنطقة المندرة للحيلولة دون ضبطه، كما حاز المتهم السادس محمود رمضان اسلحة وذخائر سلمها له عضو التنظيم عز المليجي وبتفتيش المقر التنظيمي الكائن بعمارات ابو الوفا بأكتوبر عثر به علي بنادق آلية ومسدس وكمية من الطلقات النارية من بينها بندقيتين اليتين عهدة المجني عليهم من رجال الشرطة. ليستطرد: الواقعة التى استشهد فيها كلا من أمين شرطة بحث رمضان ناجي ورقيب شرطة سيد أحمد ومجند سائق خالد عيسي ومجندين أخرين، إن اولئك الأبرياء ذهبوا الي ربهم وهم يشكون غدر الغادرين وخيانة الخائين اما اولئك النفر الذين كانوا وراء تلك الأعمال البشعة فحريًا بنا أن نعلنها صرخة مدوية أنكم يا غدر أبعد ماتكونون عن تعاليم الإسلام السمحة وأنكم لواقفون في يوم عظيم مفزع مهيب امام محكمة العدل الالهية الحاكم فيها رب العالمين القائل في كتابه الكريم "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ". ليختتم: إن المحكمة قامت بدورها في البحث عن الحقيقة فقامت بنظر الدعوي في جلسات متعاقبة واستمعت لشهود الاثبات ووجدت في شهادتهم إحقاقا للحق لتنطق بالقول الفصل فيها، واستمعت لهيئة الدفاع واتاحت لهم كل الفرص المكمنة ليطمئن وجدانها من انها اعطت كل ذي حق حقا وبعد 15 جلسة حققت المحكمة خلالها كل قواعد المحاكمة العادلة المنصفة وتحققت فيها كافة ضمانات الحقوق والحريات وعكفت علي دراسة جميع ارواق الدعوي ولقد استقر في يقين المحكمة عن كثب ويقين لا يخالفه شك او عوار يقينا ثابتا قويا ان الواقعة في نطاق مااستخلصته المحكمة ثابتة ثبوت كافي لإدانتم علي النحو الوارد بالوصف القانونى، وتعتبر ان اقتناعها بأدلة الاثبات المار بينها رفضا منها لما أثارعه دفاعا المتهمين من اعتبارات واوجه دفاع موضوعيه ولا تعول علي انكار المتهمين بحسبان ان تلك هي وسيلتهم في الدفاع لدرء الاتهام بغية الافلات من العقاب.