حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من غزو أسراب هائلة من الجراد الصحرواي لمصر والمملكة العربية السعودية، في الفترة المقبلة، موضحة أن هطول الأمطار بغزارة على طول السهول الساحلية للبحر الأحمر في إريتريا والسودان، سمح بتوالد جيلين ضخمين وسريعي الحركة من الجراد منذ أكتوبر الماضي. وذكرت المنظمة في بيان لها، أن أحدهما عبر البحر الأحمر إلى الساحل الشمالي للسعودية في منتصف يناير، تبعته هجرات إضافية بعد حوالي أسبوع، مضيفة أن عمليات التكاثر سوف تستمر في فبراير على ساحل البحر الأحمر، مما سيؤدي إلى زيادات إضافية في أسراب الجراد البالغة. وأعلنت الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، التابعة لوزارة الزراعة في مصر، عن تكثيف عمليات المسح البيئى والاستكشاف للجراد الصحراوى، كإجراء احترازى للتصدى إلى أى هجوم جراد يؤثر على الإنتاج الزراعى المصرى، ومنع وصول أى تجمعات باتجاه الأراضى الزراعية فى الدلتا ووادى النيل أو مناطق الاستصلاح الجديدة. ومن المقرر أن تعقد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) اجتماعا مع البلدان المتأثرة بالجراد في الأردن الأسبوع المقبل، لاستعراض الوضع الحالي وتكثيف عمليات المسح والمراقبة. ونرصد في هذا التقرير أبرز المعلومات عن الجراد الصحراوي الذي يهدد مصر وأضراره، خلال هذا التقرير.. يعتبر الجراد الصحراوي أشد أنواع الجراد خطورة، لأنه يهدد الثروة الزراعية لأكثر من 61 دولة، تشمل كل الدول العربية في شمال أفريقيا ودول الخليج والمناطق الجنوبية من بلاد الشام والعراق. وينتمي الجراد الصحراوي إلى مجموعة الجراد قصير القرون أو النطاطات، وهي جزء من رتبة مستقيمة الأجنحة التي تنتمي إلى عائلة الجراديات. ويتميز الجراد الصحراوي بقدرته على الطيران لمسافات تصل إلى عدة كيلو مترات، إضافة إلى قدرته على القفز، الأمر الذي يمكنه من قطع مسافات هائلة أثناء هجرته للتكاثر. يتكاثر هذا النوع من الجراد في المناطق الجافة وشبه الجافة، وينتشر ولا يحد من انتشاره أية عوائق حدود سواء كانت جبال أو بحار. يساعده تركيب جسمه المميز على مقاومة الحرارة شديدة الجفاف في البيئة الصحراوية القاسية. يمكن لأنثى الجراد الصحراوي أن تضع أكثر من 300 بيضة في المرة الواحدة، وفي خلال السنة تستطيع الحشرة البالغة الواحدة أن تضع أكثر من ألف بيضة. وتتم مكافحة أسراب الجراد من خلال استعمال المبيدات الحشرية، ويفضل أن تتم عملية الرش ليلا لضمان تواجد الجراد على الأرض. وينتقل الجراد من منطقة تكاثر إلى أخرى بالتتابع، فبمجرد انتهاء الموسم الصيفي تنتقل أسراب الجراد مباشرة إلى مناطق التكاثر الشتوي، وفي بعض الأحيان يمكن أن يتواجد الجراد في مناطق التكاثر الثلاثة "الصيفي والشتوي والربيعي". يتسبب الجراد في القضاء على أكثر من 90% من المزروعات التي يمر بها، أو تدميرها بشكل كامل، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي. وبشكل عام فإن الأضرار التي يسببها الجراد، تعتمد على المدة التي يبقى بها الجراد بالمنطقة الواحدة وحجم الأسراب ومرحلة المحصول.
