حذرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة "فاو"، الدول المطلة على البحر الأحمر "مصر، السودان، والسعودية" من انتشار الجراد، داعية تلك الدول لإيجاد حلول عاجلة لانتشار الجراد في المنطقة، موضحةً أن هناك احتمالات بتهديد الموسم الزراعي الشتوي في مصر تحديدًا، وأن الوضع قد يصبح خطيرًا خلال الأيام المقبلة. وتوقعت المنظمة في تقرير لها، أنه سوف تتشكل أسراب جديدة من الجراد في شمال شرق السودان تعبر جنوب شرق مصر، وتحديدًا جبال البحر الأحمر وحلايب و شلاتين، مشيرةً إلى أنه في حال عدم سقوط أمطار وارتفاع جفاف الغطاء النباتي، فإنه من المتوقع أن تنتقل هذه الأسراب إلى الأراضي الداخلية المصرية، وأكدت المنظمة أن أسراب الجراد في اريتريا والسودان لا تزال تتكاثر؛ مما يسبب مزيد من الحوريات، ويتطلب مزيد من الجهد ورفع حالة الاستعداد القصوى لمواجهتها. يأتي ذلك، فى الوقت الذي شهدت فيه المناطق القريبة من المنتجعات السياحية المصرية في مرسى علم وفي المنطقة الصحراوية، خاصةً الوادي الجديد ظهور أسراب للجراد خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى انتشار مجموعات عديدة وكثيفة من الجراد البالغ وضعت بيضها أيضاً في منطقة البراق على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر. من جانبه قال محسن عبده، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة: إن فرق المقاومة تعمل على مدار 24 ساعة للتخلص من أسراب الجراد المتواجدة بمنطقة حلايب وشلاتين وساحل البحر الأحمر، مؤكدًا استمرار تنشيط الأعمال الدورية والمسح والمكافحة لحوريات الجراد الصحراوي على الشريط الحدودي، بعد أن تم "فقس البيض"، وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة وحرس الحدود على مسافة 350 كيلومترا داخل جبال البحر الأحمر، واستكشاف بؤر الحوريات المتبقية من أعمال المكافحة الموجودة في الأجزاء الشمالية الغربية لولاية الخرطوم، على طول جانبي "وادي موكدا" وامتداد منطقة "جوزدولو" وحتى حدود ولاية شمال الخرطوم ومختلف المناطق الحدودية وخاصة السودانية. وأضاف "عبده": أن اللجان السبع الموجودة على الشريط الحدودي التابعة للإدارة العامة للجراد تقوم بتعزيز أعمال المكافحة دوريًا، لافتًا إلى أن اللجان تقوم بأعمال مسح واستكشاف فى كل مناطق الجمهورية، كأحد الإجراءات الاحترازية لحمايتها من التعرض لهجوم من الجراد. وعلى الرغم من تصريحات رئيس إدارة المكافحة حول إجراءات الحكومة إلا أن الدكتور أحمد عمرو أستاذ الزراعة في جامعة الزقازيق "الحقيقة هي أن الجراد تمكن بالفعل من عبور الحدود إلى مصر، وهذا يعني أنه سوف يهدد حقولنا، وهذا يدل على أن الحكومة لم تقم بعملها في مكافحة هذه الحشرات عند الحدود كما ينبغي، وبمجرد دخول الجراد، لا يمكنك منعه من تخريب المحاصيل". ويتوقع الخبراء، أن تتكبد مصر خسائر فادحة من هجوم أسراب الجراد. حيث تعد مصر أكبر دولة إفريقية منتجة للقمح، ومن المتوقع أن تنتج 8.5 مليون طن في 2012-2013، وفقاً لمجلس الحبوب الدولي، ونظراً لوجود حوالي 3.6 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في مصر، فإن المخاطر المحدقة ستكون هائلة إذا ما شن الجراد هجوماً كبيراً. وقد وقع غزو الجراد الأسوأ في البلاد في نوفمبر 2004، عندما اجتاحت الملايين من الحشرات الصحراوية الحمراء القاهرة ودلتا النيل، وفي ذلك الوقت، ذكر مركز الأرض لحقوق الإنسان، أن 38% من المحاصيل في مصر تضررت نتيجة للغزو ..