أحمد زكريا: أعلنت وزارة الزراعة حالة الطوارئ القصوى في المناطق المطلة على ساحل البحر الأحمر بعد رصد أسراب الجراد. حيث شهدت المناطق القريبة من المنتجعات السياحية في مرسى علم وفي المنطقة الصحراوية خاصة الوادي الجديد ظهور أسراب للجراد خلال الأيام الماضية بالإضافة إلى انتشار مجموعات عديدة وكثيفة من الجراد البالغ وضعت بيضها في منطقة البراق على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر. جاء ذلك في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة " فاو" الدول المطلة على سواحل البحر الأحمر وهي مصر والسودان والسعودية من انتشار الجراد، كما حذرت من وجود احتمالات بتهديد الموسم الزراعي الشتوي في مصر تحديدا وأن الوضع قد يصبح خطيرا خلال الأيام المقبلة ودعت لخلق حلول عاجلة لانتشار لمكافحة ظاهرة انتشار الجراد في المنطقة. وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن أسراب جديدة من الجراد سوف تتشكل في منطقة شمال شرق السودان تعبر جنوب شرق مصر وتحديدا جبال البحر الأحمر وحلايب و شلاتين، مشيرة إلى أنه في حال عدم سقوط أمطار وارتفاع جفاف الغطاء النباتي، فإنه من المتوقع أن تنتقل هذه الأسراب إلى الأراضي الداخلية المصرية، وأكدت المنظمة أن أسراب الجراد في اريتريا والسودان لا تزال تتكاثر مما يتسبب في إنتاج مزيد من الحوريات وهو يتطلب مزيد من الجهد ورفع حالة الاستعداد القصوى لمواجهتها. من جانبه قال رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة محسن عبده، ، إن فرق المقاومة تعمل على مدار 24 ساعة للتخلص من أسراب الجراد المتواجدة بمنطقة حلايب وشلاتين وساحل البحر الأحمر، مؤكدا استمرار تنشيط الأعمال الدورية والمسح والمكافحة لحوريات الجراد الصحراوي على الشريط الحدودي، وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة وحرس الحدود على مسافة 350 كيلومترا داخل جبال البحر الأحمر، واستكشاف بؤر الحوريات المتبقية من أعمال المكافحة الموجودة في الأجزاء الشمالية الغربية لولاية الخرطوم، على طول جانبي "وادي موكدا" وامتداد منطقة "جوزدولو" وحتى حدود ولاية شمال الخرطوم ومختلف المناطق الحدودية. وأضاف عبده أن اللجان السبعة الموجودة على الشريط الحدودي التابعة للإدارة العامة لمكافحة الجراد تقوم بتعزيز أعمال المكافحة دوريا، لافتا إلى أن اللجان تقوم بأعمال مسح واستكشاف في كل مناطق الجمهورية، كأحد الإجراءات الاحترازية لحمايتها من التعرض لهجوم من الجراد. ويتوقع الخبراء أن تتكبد مصر خسائر فادحة من هجوم أسراب الجراد حيث تعد مصر أكبر دولة إفريقية منتجة للقمح، ومن المتوقع أن تنتج 8.5 مليون طن في 2012-2013، وفقاً لمجلس الحبوب الدولي ونظراً لوجود حوالي 3.6 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في مصر، فإن المخاطر المتوقعة ستكون هائلة إذا ما شن الجراد هجوماً كبيراً. جدير بالذكر أن مصر شهدت غزواً عنيفاً من الجراد في نوفمبر 2004، عندما اجتاحت الملايين من الجراد الصحراوي القاهرة والدلتا وقد تضررت نحو 38% من المحاصيل في مصر نتيجة للغزو.