[شبان مصريون يحاولون تنشيط السياحة بالجهود ذاتية] شباب وبنات** منذ 1 ساعة 24 دقيقة
يحاول شبان مصريون تنشيط السياحة بالجهود ذاتية بعد أن نقلوا جهودهم من الكتابة على الانترنت، إلى العمل على أرض الواقع، وأول ما قاموا به في الأيام الأخيرة توعية المواطنين وزيادة ثقافتهم بآثارهم التي يأتي إليها السياح من كافة بقاع الأرض. معتز زكريا، الطالب بكلية الهندسة قسم عمارة، هو صاحب سؤال طرحه وزملاؤه على المصريين، يقول مضمونه "لماذا تذهب للساحة في الخارج قبل أن ترى الأماكن السياحية في الداخل". وتزخر مصر بمعالم أثرية ثقافية وتاريخية وشاطئية لا حدود لها، لكن أحداث الاحتجاجات التي وقعت منذ يوم 25 يناير 2011 أدت إلى تراجع في أعداد السياح القادمين من الخارج، وتحبيذ الأثرياء المصريين لقضاء أجازاتهم في الخارج، بسبب يرجع في أغلبه إلى تردي الأوضاع الأمنية في الداخل. وتمثل السياحة قطاعا حيويا في البلاد. وتقول وزارة السياحة إن عدد العاملين في هذا قطاع يبلغ نحو 4 ملايين. وأصيبت السياحة بانتكاسة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير العام الماضي. وتقول وزارة السياحة المصرية إن عدد السياح الأجانب الوافدين على مصر تراجع بنسبة 33 في المائة خلال عام 2011 مقارنة بعام 2010، وأن العائدات المالية من وراء السياحة انخفضت في العام الماضي بنسبة 30 في المائة. ومن بين المواقع التي تزورها فرق التوعية شارع المعز لدين الله الفاطمي ومجمع الأديان بمصر القديمة وشارع الصليبة وميدان السلطان حسن، وبيت السحيمي. ويوضح زكريا ل"الشرق الأوسط" إن فكرة محاولة إحياء المقاصد السياحية الداخلية، من خلال الحملة التي يقودها مع زملائه، جاءته منذ فترة ما قبل الثورة مباشرة، وذلك من خلال الكتابة عن تاريخ بعض الأماكن السياحية في مصر في مجلات للشباب وعلى الانترنت بهدف توعيتهم بالتاريخ المصري وآثاره، إلا أن أحداث 25 يناير 2011 تراجعت السياحة الداخلية والأجنبية في مصر. ويقول معتز: "بعد قيام الثورة وتراجع السياحة في مصر بعض الشيء، شعرت بمسئولية أكبر وتحول هدفي من مجرد التوعية إلى التنشيط السياحي عن طريق النزول للشوارع وتنظيم جولات سياحية لأماكن غير معروف تاريخها لكثير من المصريين، للتعرف عليها عن قرب، سواء كانت هذه الأماكن محميات أو متاحف أو بيوت ذات تاريخ عريق أو مواقع شهدت قصص تاريخية شهيرة". وتحمل حملة معتز ومن معه اسم "هنا المحروسة". ومعنى المحروسة مقصود به "مصر". ويتساءل معتز في حملته "ليه تروح بره، هو أنت شفت جوه؟". ويقوم فريق الحملة بحشد المشاركين في الجولات عن طريق صفحتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ثم يقومون بالاتفاق على التجمع في مكان بعينه وينطلقون من هذا المكان إلى المنطقة المقرر زيارتها عن طريق المواصلات العامة أو القطار، وتكون تكلفة الزيارة مقتصرة على ثمن تذاكر المواصلات وثمن تذاكر دخول بعض الأماكن أو المتاحف. وكل فريق من فرق تنشيط السياحة يتحرك إلى الوجهة الأقرب إليه، سواء كانت في وسط القاهرة أو في أطرافها. وفور الوصول إلى المكان، يتولى الفريق شرح تاريخ المكان وإعطاء كافة المعلومات بشأنه. وتعتمد فرق التوعية بأهمية السياحة على قراءة الكتب التاريخية ومشاهدة شرائط فيديو مسجلة عن هذه الأماكن الأثرية. وحاولت بعض الفرق الشبابية الاتفاق مع وزارة الآثار المصرية من أجل مساعدتهم على تطوير نشاطهم وحجز أماكن لهم أو إقامة حفلات ومهرجانات لهم في شوارع تاريخية لجذب أكبر عدد من المشاركين، إلا أن الاستجابة ما زالت في طور المشاورات. وحملت جولة من جولات الشباب للتوعية عنوانها "لفها تعرفها"، وصل عدد من استجابوا للمشاركة فيها من مائة إلى مائة وخمسين شخصا. ** نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية