والله زمان ياشام، أثناء جلوسي في اللوبي فوجئت بيدين ناعمتين تغميان عيوني تمنيت أن يستمر هذا الوضع الجميل - ولكني فوجئت بضحكة ثم بانسحاب الأنامل الرقيقة. من علي عينيا لأري أمامي فاتنة دمشقية تحتويني ابتسامتها الساحرة وقبل أن أعرف قال لي صوت أعرفه جيداً. - بسمة بنتي قلت صارخاً - توفيق يا حبيب قلبي ثم بالأحضان التقينا والتصقنا.. توفيق حلاق أول من التقاني وحاورني في سوريا الحبيبة في سهرة علي التليفزيون السوري أثار ضجة هائلة وجدلاً لم يحسم حتي الآن رغم مرور كل هذه السنوات. وكان سبب هذه الضجة ينطلق من إجابتي علي سؤال عن الشاعر محمود درويش الذي أحبه وأصنفه علي رأس الشعراء العرب برغم وجود كوكبة كبيرة من الشعراء العرب علي رأسهم في رأيي المرحوم نزار قباني وهو أستاذ جيل محمود درويش بمن فيهم درويش نفسه ولكن تعصبي للشعب الفلسطيني صاحب قضية العرب المركزية جعلني أميل ناحية محمود درويش وباقي الشعراء الفلسطينيين علي حساب الشعراء العرب المعاصرين ومنهم محمد مهدي الجواهري شاعر العراق العظيم والبردوني شاعر اليمن الضحل ومعهم الأستاذ نزار قباني وأحد عصره وزمانه وكان السؤال: ما رأيك في محمود درويش؟ وجاءت الإجابة هكذا. محمود درويش بتاع «سجل أنا عربي» علي عيني ورأسي أما محمود درويش بتاع «مديح الظل الحالي» فليس لي به شأن. وقامت الدنيا ولم تقعد، حيث تزعم المرحوم ممدوح عدوان الفريق المهاجم بينما تزعم المرحوم سيد خميس مع غالب هلساً عاشق مصر الممنوع من زيارتها بأمر من السادات واشتعلت الحرب الطائفية علي صفحات الصحافة السورية آنذاك وكان الرابح في رأيي هو توفيق حلاق المذيع اللامع في التليفزيون السوري الذي يقف أمامي الآن في باحة الفندق الضخم الذي أعده الأشقاء القطريون للضيوف الذين جاءوا من كل شتي أنحاء الوطن العربي للتضامن مع الشعب السوري الشقيق في محنته التي قال فيها أمير الشعراء في قصيدته الخالدة «نكبة دمشق». لحاها الله أنباء توالت علي سمع الولي بما يشق وقيل معالم التاريخ دكت وقيل أصابها تلف وحرق قلت لتوفيق: - من معك هنا من المعارضة السورية؟ قال: - كثيرون ما تعدش هنا سميح شقير مغني الشعب السوري العظيم وهنا حكم البابا وأنت تعرفه وهنا حبيبتك وبنت حبيبتك أصالة نصري وزوجها طارق العريان، وهنا أيضاً كل الفنانين العرب أو بعضهم ممن يحبون سوريا. قلت ضاحكاً: - سوريا العشة ولا القصر؟ قال بلا تردد: سوريا المنتصرة بإذن الله.