أقيمت بالمجلس الأعلي للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري أولي ندوات مهرجان منظمة التعاون الإسلامي في دورته الأولي القاهرة 5 - 9 فبراير 2019 تحت عنوان " فلسطين في القلب " والتي يشارك في تنظيمها عدد من قطاعات وزارة الثقافة. أدار الندوة الدكتور أحمد درويش الذي بدأ حديثة عن "قضايا التواصل بين آداب الشعوب الإسلامية"، متسائلاً في بداية الأمر هل نحن أمام مصطلح الآداب الإسلامية أم أمام مصطلح الشعوب الإسلامية ؟، فهناك فرق بين من يتبنون فكرة الأدب الإسلامي وبين من يتبنون فكرة الدين، وفي هذا الإطار فإن التراث الإسلامي أكد على احترام الأدب المخالف فعلى سبيل المثال نجد أن الصحابة الأوائل في العصور الأولى قاموا بحفظ الشعر الجاهلي رغم أنه كان شعر وثني ومليء بالغزل الصريح. وأوضح درويش أن العربية ليست بأحدكم بل هي لسان فمن تكلم بها فهو عربي لهذا وجدنا تراث أدبي مثالي في بدايته والفكر الإسلامي خليقا مدهشا من جنسيات مختلفة، فمعظم من كتبوا في الأدب العربي لم يكونوا عرب أمثال الفارابي، إقبال، الشيرازى .. إلخ فهم لم يكونوا عربا بالمعنى القبلي بل كانوا عربا بالمعنى الثقافي، ومن هنا فإن العربية اكتسبت معنى خاصاً جدا باعتبارها أنها لغة القران ومن هنا أصبح لها نمطا قدسيا محببا لدى المسلمين من غير العرب. وأكد "درويش"، أن اللغة العربية هى أهم لغة وكان يكتب بها سبعين لغة بالحروف العربية ومنذ ثورة أتاتورك وإلغاءه للحروف العربية تقصلت الحروف العربية في العالم الإسلامي، وأصبح كثير من الدول الإسلامية لا تتحدث العربية بل أن لغتها أصبحت تُكتب بحروف أخري، ولعل هذه هي أول قضية يبحثها المؤتمر الموقر، فلابد من العودة إلى ألفة أداب الشعوب الإسلامية عبر العودة إلى الحرف العربي حتى ولو اختلف اللغة، فهناك الكثير من الدول الإسلامية تأخد حروفا غير العربية لكتابة لغتها. وأصي درويش أن تصبح اللغة العربية لغة ثانية تدرس في مدارس العالم الإسلامي، فحينئذ سوف يعرف الحرف العربي الأنس والوجود أمام عيون العالم الإسلامي وهو ما سيقود الشعوب إلى توحيد حرف موحد نأنس به، وبذلك تتضامن الشعوب الإسلامية وتسعى إلى معرفة بعضها البعض. كما أوصى ربط الآداب بعضها ببعض، خاصة أنه لايوجد حركة ترجمة مرصودة ومعروفة كالفارسية والساحلية والأوردية، فكم من آلاف العناوين ترجمت من الإنجليزية والفرنسية وبقية اللغات الأوربية إلى العربية ولم يحدث العكس بالنسبة إلى الأدب الإسلامي والعربي، لذا لابد من السعي نحو تدريس أدب كبار الشعراء والأدباء العرب لطلابنا حتى نستطيع تكوين تراثا مشتركا بين أداب الشعوب الإسلامية كافة، فالعالم متلهف لرؤية العالم الإسلامي. وإلقاء نظرة إلى نقاط الضعف التى تحول إلى تنفيذ ذلك، وربما على الباحثين أن يتحدثوا عن ضعف العلاقات الداخلية والخارجية لمثل هذه الآداب، وكيف تمكن الفارابى وابن سينا من دراسة أصول الفلسفة والأدب بجانب دراسة أصول العلم في وقت واحد. خاتما كلمته بأن ترجمة العرب للتراث اليوناني الوثني في أوج عصور الإسلام يدل على مدي الانفتاح العظيم للفكر الإسلامي الذي جعله يتقدم على غيرة من الأفكار الأجنبية في فذلك الوقت. واكد الدكتور محمد بكر البوجي من دولة فلسطين، أن "الهوية والنقد الأدبى المعاصر فى العالم الإسلامى"، أهمها: الحركة النقدية الحديثة المستوردة وكيف لنا أن نؤسسها فى الحضارة الفكرية الكونية وهى مبنية على النظريات النقدية الغربية فى كل مجالات الحياة، ووسط سيطرة المفاهيم والمصطلحات الغربية والإعلامية والثقافية على حياتنا فى كل العالم الإسلامى، بخلاف سيطرة الاستعمار على مقدرتنا محاولين إجهاض أى حركة نهضوية في أى دولة إسلامية خاصة في أفريقيا والوطن العربي وغرب أسيا محاولين طمس ملامح لا هوية الثقافية لكل بلد عن طريق خلق سيطرة اقتصادية وسياسية يتبعها سيطرة ثقافية عبر إنشاء جمعيات تمول الإبداع الثقافى شريطة أن يوافق أهداف الدولة الداعمة ماليا، مما ينتج عنه إلباسنا وعيا مزيفا هشا على أن هذه الدول هي المنبع الأساسي للثقافة الحرة أى ثقافة التقدم والازدهار فنولع بثقافتهم ونطمي هويتنا وثقافتنا الوطنية والإسلامية بأيدينا. وقال الدكتور يوسف عبد الفتاح ان الهوية الوطنية للشرق عند محمد اقبال"، العلامة الفيلسوف المصلح الذى كتب الكتب والدواوين الشعرية بالفارسية والأوردية والأنجليزية منها: أسرار الذات، رسالة المشرق، صلصة الجرس، المسافر، وماذا ينبغي أن نفعل يا أمم الشرق، وهو العنوان الذي سوف نقف عنده، ولقد ألف هذا الديوان بعد أن أحزنه حال العرب والمسلمين من افتنانهم بحضارة الغرب، وينصح فيه الشاعر العرب والمسلمين بإقامة العلاقات الاقتصادية والثقافية فيما بينهم وبين لهم أن الوقوف في وجه السياسة الاستعمارية بأشكالها المختلفة المتعددة والعودة إلى الذات والاعتماد عليها هو الطريق الوحيد للنجاة. ولقد حاول إقبال في جميع دواوينه وكتبه بعث الهوية الإسلامية والوطنية مرتكزا على ركائز أساسية منها: 1- الإيمان الصادق الممتزج بدقات القلب. 2- العقل المدرك لحقائق الشرع. 3- الوعي بماضي العالم الإسلامي وحاضره. 4- التنبه لخطورة المتربصين بالإسلام والعرب . وفي الختام يدعوا اقبال بفكره وتحليلاته في صوره الشعرية إلى أن يعرف المسلم والعربي ذاته ويأخذ من الغرب ما يفيده ويترك مالا يتناسب مع طبيعته ودينه.