شباك علي الثورة

عضلات الدوحة!

أنا لما وصلتني الدعوة من وزارة الثقافة القطرية قلت في عقل بالي «جالك الموت ياتارك الصلا» ليه بقي سيادتك؟ قال لك لأن الكلام كتر ورطرط و ما بقاش حد عارف راسه من رجليه مين مع من! ومين ضد مين؟ الله أعلم.
بقي انتو يابتوع قطر ياولاد أول امبارح عايزين تشتروا مصر؟ حقه بطلوا دا واسمعوا دا ياولاد!.
تعمل ايه ياواد يابو النجوم تعمل إيه؟
قال لك:
أقبل الدعوة وأروح هناك وادي كرسي في الكلوب وزي ما تيجي تيجي والله يرحمك يا أمه.
ابن يوم مايعيش يومين والارزاق علي الله وأوعي تبلع لسانك ورب هنا رب هناك مادام المصايب مابتجيش الا من الحبايب! بقي راجل رايح يعمل عمرة ويزور بيت الله ويقوموا يقبضوا عليه وياخدوه م الدار للنار بعد ما يوضبوله قضية مخدرات ماتخرش الميه والآخر تقولو لنا «أشقاء» طب وأشقاء دي نصرفها منين؟ طب قدر يا واد عملوا معاك اللي عملوه مع أحمد الجيزاوي المحامي المصري اللي زمانه ياقلب أمه نايم ع البرش السعودي ومش عارف راسه من رجليه؟ عموما لو عملوها معايا يبقوا يدوني مادة لكتابة شباك علي الثورة وفي نفس الوقت أجرب البورش القطري واللي هيبقي أحسن الف مليون مرة من البورش المصري اللي مفروش من أيام زليخة ويوسف وفضل المونولوج الداخلي ده شغال جوايا لحد ما لحس دماغي وأخيراً حطت طائرة الخطوط الجوية ولما خرجنا من المطار في اتجاه الفندق لاحظت ان الأشقاء القطريين مستمرين دايما وعمالين يبنوا في بلدهم وكأنهم في سباق مع الزمن لكن هوما مع الزمن بيسابقوا الزمن واعين وفاهمين هما بيعملوا ايه أي نعم الدولة تطورت بشكل مذهل عما رأيتها في سنة 1990 وكمية الأبراج اللي طلعت صحيح كتيرة لكن بعيدة كل البعد عن دبي المدينة ذات العضلات الأسمنتية لكن الدوحة عضلاتها ثقافية وشوف انت بقي الفرق بين الأسمنت والثقافة وكانت المفاجأة الأكبر بالنسبة لي في الفندق اللي يعج بالفنانين والأدباء السوريين الهاربين من بطش بشار السفاح ابن السفاح وكان أول من لاقيت من هؤلاء الأحياء فنان الكاريكاتير الكبير علي فرزات صديقي الذي كنت أطلق عليه لقب «حجازي الشام» نسبة الي فنان الكاريكاتير المصري العظيم حجازي الذي رحل عنا في صمت كما عاش في صمت وهذه سمة العظماء الله يرحمك ياحجازي ياصديقي وعمي واستاذي وحين لمحته اندفعت نحوه واندفع نحوي بالأحضان.
علي ياحبيبي سلامتك.
ضحك وقال:
سلامتنا جميعا يا أبو النجوم.
قلت:
بلغنا في مصر انهم قطعوا أصابعك.
ضحك وقال:
واهي طلعت تاني
قلت وأنا أبكي.
ألف مبروك أصابعك الجديدة يا حبيبي.
قال:
كما أنت يانجم دمعتك قريبة ياحبيبي.