خطف عبده شمة ضحكة قصيرة ثم قال: يا وجعة سودا ياولاد! خبر إيه أمال. فقال أحمد القزعة ضاحكاً: مالك ياغيبوبة.. مالك وشك أصفر وروحك حتطلع ياعكر. فقال عبده شمة: داحنا على كده ماعايشينش فى الدنيا يابو خاله.. هنا المرشد يكتب التجرير ويديه للبيه المعاون وفى المعتجل الضابط يكتب التجرير وماخابرش يديه لمين وقال القزعة ضاحكاً: يديه للى اظبط منه ياكروديا. فقال عبده شمة: وى وى وى شبكة عاد. وقال القزعة موجهاً سؤاله لى: كمل ياعم أحمد عايزين نطمن عليك. قلت: بعد ما فكوا سنانى من عرقوب الضابط خدونى على زنزانة وزقونى جواها وأنا الدم سايح على بقى لأنى سبت سنتين فى العرقوب الملعون دخلت الزنزانة رقم 2 وهى مواجهة لمكتب ضابط الاستقبال مباشرة.. أبص فى الزنزانة لقيتها فاضية ما فيهاش أى نوع من الفرش. فقال عبده شمة: أمال البورش اللى عيجولوا عنه. فأجابه أحمد القزعة: البورش ده فى السجن العمومى ياغيبوبة. قلت: أرضية الزنزانة كانت أسفلت وكان متناثر عليها بقع دم وفوق كل بقعة جزء من شفرات الحلاقة وضحك أحمد القزعة قائلاً: يعنى اتفضل انتحر يافا جومى. قلت ضاحكاً: عليك البراوة ياقزعة. وقال القزعة متسائلاً: وانتحرت؟ وضحك عبده شمة قائلاً: الله يخرجهم لك يا واكل ناسك.. انتحر كيف أمال مين اللى عم يتحدت معانا دلوك؟ فقال القزعة ضاحكاً: يمكن عفريته. قلت: وشوية شوية بدأت عنيا تاخد على ضلمة الزنزانة وبدأت أقرأ المكتوب حفرا على الجدران مثلا «غداً ترفرف الراية الحمراء على وادينا الأخضر ود. نبيل الهلالى الشيوعى المصرى» و«عاش كفاح الطبقة العاملة». وضحك أحمد القزعة قائلاً: دى مش زنزانة بجى دى كميونة. ثم التفتت إلى عبده شمة. فاهم ياهلف؟ قلت: وبدأ التعب يحل على فتمددت على الأسفلت استعداداً للنوم وأثناء ماعينى بتغمض سمعت طرق على باب الزنزانة وصوت بيقول ماتنامش أحسن عايزينك فقمت مفزوعاً ولكن النوم عاد يداعبنى من جديد وإذا بنفس الطرق على الباب ونفس الصوت يقول ماتنامش أحسن عايزينك.. مرة واتنين وثلاثة حتى غلبنى النوم تماماً وفى الصباح فتح باب الزنزانة على شخص يقول «صباح الخير يابيه اتفضل دورة الميه جاهزة» وأشار لى ناحية دورة المياه فخرجت من الغرفة فى اتجاه دورة المياه.