أعادت جمعة (العدالة) الأجواء الأولى لثورة يناير من التلاحم بين المصريين على اختلاف اتجاهاتهم ودون التمييز بين فصيل وآخر, ففى مشهد لم نعتَده إلا فى ثورة يناير, نجد النساء والفتيات من جميع التيارات السياسية يقدن المسيرات وسط الرجال دون أن يتعرضن لأي مضايقات أو انتقادات.. نادية ،امرأة فى الأربعين من عمرها, صادفناها وسط الميدان.. ترتدى بنطلون جينز وتمسك بمكبر صوت وسط مجموعة من الشباب الملتحي، وهى تهتتف ضد شفيق وضد حكم العسكر وتندد بالحكم الصادر فى قضية قتل المتظاهرين قائلة : "إعدام حسنى فين الثورة راحت فين". وعلى الرصيف المجاور ومن بين الآلاف من الشباب تظهر مجموعة من الفتيات فى بداية العشرينات ،محجبات وغير محجبات، وبدون مكبر الصوت وبصوت يملأه الحماسة علا هتافهن ليردد خلفهن جميع الوقوف من الرجال شيوخ وشباب من الذين امتلأ بهم المكان.. وفى بداية شارع طلعت حرب عند مدخل التحرير جاءت مسيرة لحركة 6 ابريل والاشتراكيين الثورين يتقدمها فتيات فى عمر الزهور وخلفهن المئات من نفس الوجوه السابقة وهن يرددن جميعا : "ثورة ثورة فى التحرير للبناء والتغيير " و( قولوا للمصرى ساكت ليه.. أخوك ما متش ولا إيه؟!) ليضربن للجميع مثلا فى التلاحم افتقدناه منذ أيام ثورة يناير.