وصف الصحفي الأمريكي البارز "ديفيد اجناتيوس" في مقاله في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، القرار السريع والمفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا ب "انتزاع الهزيمة من فك النصر"، فقد كانت القوات المدعومة من الولايات على شفا القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في شمال سوريا عندما قام ترامب بإعلان قراره. وفسر الكاتب هذا القرار بأن ترامب أراد السماح للقوات التركية بالسيطرة على الحملة المدعومة من الولاياتالمتحدة ضد داعش في سوريا، لكن مسئول عسكري صرح أن البديل التركي لا يشكل إضافة كبيرة بالنسبة للأعداد، حيث يريد الأتراك استبدال قوات الأكراد، والتي تدعى قوات سوريا الديمقراطية، ويبلغ قوامها حوالي 60 ألف مقاتل، وزعم الأتراك لمسئولين بالولاياتالمتحدة، أن لديهم قوة من 50 ألف معارض سوري، تحت سيطرتهم، بينما يقول مسئول أمريكي أن المعارضة المدعومة من تركيا يقترب عددها من 5 آلاف فقط، والعديد منهم لهم صلات مع متشددين. وأشار الكاتب إلى أن في الأسبوع الماضي قام السوريين المدعومين من تركيا بتحريك أسلحة ثقيلة عبر الحدود تجاه مدينة منبج شمال سوريا في إشارة لاستعدادهم، إلا أن الموارد العسكرية التركية رثة للغاية، مما دفعهم لطلب توفير المراقبة العامة، والدعم اللوجستي، والغطاء الجوي من الولاياتالمتحدة، لأي عملية تقوم بها للقضاء على تنظيم داعش، وقد صرح مسئولين أن الولاياتالمتحدة رفضت هذه الطلبات. وتحدث الكاتب عن أن أخطر تبعات قرار ترامب هي إعادة إحياء تنظيم داعش، مؤكدًا أنه لا يزال يوجد حوالي 780 مقاتلًا أجنبيًّا محتجزين في سجون قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، وقد صرح له قائد القوات السورية مظلوم عبادي أنه لن يتمكن من احتجاز السجناء إذا قامت القوات التركية بغزو المناطق الخاضعة لسيطرته، خاصة وأن لا يوجد تقريبا أي من الدول ال48 التي سافر منها المقاتلون إلى سوريا راغبة في استعادتهم، ونوه أن افتراض ترامب بأن تركيا ستأخذ السجناء قد يكون بنفس خطورة إطلاق سراحهم، إذ سمح الأتراك للمقاتلين المتطرفين بالمرور عبر حدودهم منذ بدء الحرب في عام 2011.