يشهد العالم الاحتفالات و المعايدات بمناسبة نهاية العام الذي أوشك على الانتهاء كما تقيم الكنائس حول العالم الاحتفالات بمناسبة عيد الميلاد وتقام الصلوات لاستقال عام ميلادي جديد يحمل العديد من الامنيات و الأحلام و الاماني , و تتزين الشوارع و المنازل بالرموز الاحتفالية الخاصة بهذه المناسبة. وترتبط شخصية البابا نويل بعيد ميلاد السيد المسيح و إحتفالات رأس السنه الميلادية فعادةُ يزين الاشخاص شجرة الكريسماس و يضع بجوارها شخصية البابا نويل الذي يجسدة رجل عجوز ذو لحية ناصعة البياض مبتسم و يفيض بمشاعر الامل و السعادة , يرتدي بدلة حمراء و يحمل حقائب مليئة بالهدايا ويمسك بيدية الاجراس الرنانة . و قد راود العديد من الاشخاص و بالاخص الاطفال ان يروا هذا الرجل الذي يمنح الجميع الهدايا و الحلوى و الالعاب كما تعتبر هذه الشخصية هي رمز المسيح إذ يعتقد الجميع في عمر الطفولة بانه يسقط من السماء بالخيول الطائرة التى كانت تحكى عنها القصص الخيالية و هى حاملة البابا نويل ليمنح الهدايا و يحقق اماني جميع الاشخاص و حتى يتمكنوا من ربط ميلاد المسيح بأحداث اكثر سعادة وينتظرة الاطفال و الكبار كل عام و حتى يكونوا مشتاقين لهذا اليوم سنويا لذلك عادة ما تبدأ الاستعدادت بتزين اشجار الكريسماس منذ بداية شهر ديسمبر ,فشخصية البابا نويل الذي طالما حلم الكثيرون ان يحقق امانيهم والذي يعتبر رمزًا لحدث ميلاد المسيح الذي بمثابة بداية جديدة و عام جديد. واشتهرت شخصية البابا نويل في قصص الأطفال بانه يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية و هى زحافة على الجليد يجرها 8 غزلان،ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة. ولعل لاهمية هذه الشخصية بحث الكثيرون عن حقيقة وجوده في المسيحية , بابا نويل أو " سانتاكلوز" هو شخص يرتبط بعيد الميلاد و هو شخصية حقيقية وهو القديس نيقولاس أسقف مورا بآسيا الصغرى كان يعاصر في القرن الرابع الميلادي و تحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحتة, كان يقيم في مدينة مورا و أسم والده هو ابيفانيوس و امه تونة, فكانوا أغنياء ولم يقر الله اعينهم بالولد ليرث هذه الثروة و مرت اعوام حتى منحهم الله هذا المولد الذي تعلم قواعد الدين المسيحي ومنذ حداثته وعي كل تعاليم الكنيسة و أصبح شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه يرأس الدير حينئذ، فعاش عيشة النسك والجهاد والفضيلة حتى رسم قسا وهو في التاسعة عشرة من عمره وأعطاه الله موهبة عمل الآيات وشفاء المرضي، حتى ليجل عن الوصف ما أجراه من آيات وقدمه من إحسانًا وصدقات, و أطلق على البابا نويل إسم "سانتا كلوز" هو اسم محرف من سانتا نيقلوس أي القديس نيقولاس . و تحكى بعض الرويات التراثية أنه كان هناك رجلًا يسكن مدينة مورا فقد أمواله و ساءت حالته و أصبح فقيرًا و مريضًا و ان الشيطان حاول ان يوجهه لاعمال الشر , و عندما عرف القديس نيقولاوس ما أعترمة هذ الرجل اخذ اموال والده ووضعها في أكياس و حقائب و تسلل ليلًا و القاها من نافذة هذا الرجل و عندما وجدها فرح و استطاع ان يحيا حياة كريمة ,إبتعد هذا الرجل عن اعمال الشر إلا انه حاول معرفة من هذه الشخصية التى تاتى من السماء لمساعدته فلبث ساهرًا وعرفة, و إستمر القديس نيقولاس يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، وصادف وأن توفي في ديسمبر الشهر الذي تحتفل فيه الكنيسة الغربية و ما يتبعها من كنائس حول العالم في 25 من ديسمبر و أصبح رمزاً يتوائم مع بداية العام و ميلاد المسيح و ربط هذه الشخصية الخيرة بيوم الميلاد المجيد. ومنذ ذلك الحين إستمرت هذه الظاهرة و التى تحمل إسم بابا نويل او سانتا كلوز في الانتشار بالدول الأوروبية عدة منها ألمانيا وانجلترا وكان يسمى فيها بأبو الأعياد، ومن ثم انتقلت الظاهرة إلى الولاياتالمتحدة مع المهاجرين الهولنديين الذين حملوها إلى هناك, و تعددت أسمائة باختلاف الدول التى تحتفل به فعلى سيبل المثال تطلق الكنائس الامريكية علي هذا الرجل حامل الهدايا عدة اسماء و منها" سانتا كلوز أو ابو عيد الميلاد, او القديس نيقولا و في بعض المناطق يطلق إسم كريس كرينجل". و بدأت أسطورة بابا نويل في الانتشار بشكل أوسع في العصور الحديثة و يعود شكله النهائي و المعروف حاليًا إلى الكاتب الامريكي " كلارك موريس" و الذي أصدر قصيدة بعنوان " الليلة التي قبل الميلاد" عام 1823م ووصف خلالها شخصية و صورة البابا نويل و بصحبته شجرة الكريسماس و التي تعود الى القرن الخامس عشر و التي تعتبر رمزًا للحياة الجديدة و الابدية و التي إنتشرت في عام 1605م حين تزينت أول شجرة في ستراسبورغ الالمانيه التى تعتبر هى منبع شجر الميلاد وفق الكتب التراخية و الروايات المتعددة فهناك قبائل الوثانية التى تعبد الطبيعة و الاشجار إعتادت على الاحتفال و تزين النباتات و انتقلت هذه الفكرة لتعبر عن رمز المسيح في الاشجار الخضار النافعه للناس و التى ترمز للحياة الجديدة اذ يمثل ميلاد المسيح الحياة الجديدة لانه بميلاده تغيرت الازمنه و اصبح التقويم يذكر ما قبل ميلاد المسيح و ما بعده, ثم انتقلت في عام 1996م إلى امريكا, و على الرغم من رفض الكنيسة الكاثوليكية بروما لهذه العادة باعتبارها قادمه من قبائل وثانية إلى انه بعد عام 1840م حين أقيمت أول شجرة ميلاد في القصر الملكي بإنجلترا في عهد الملكة فيكتوريا انتشرت و اصبحت رمزًا مسيحيين يشير إلى الاحتفالات بعيد الميلاد. ثم قام الرسام الأمريكي " توماس نسيت" في جريدة هاربرس برسم أول صورة و مجسم لشخصية بابا نويل في عام 1881م, و استمر حتى اليوم بالزى الذي رسمة الرسام الامريكي و الذي جسده وفق اوصاف القصائد و الكتب التراثية لهذه الشخصية العجوز المفعمه بالامل و الخير و الاماني و الذي أصبح محقق الاحلام لدى العديد من الاطفال و الكبار في بعض الاحيان.