قال خبراء ومحللين إن سمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، داخل الإتحاد الأوروبي تضررت كثيرًا ، بعد احتجاجات السترات الصفراء ، والتي تسببت في كارثة غير مسبوقة في البلاد. وأضافوا أن سلطة الرئيس ماكرون معلقة بخيط رفيع، وأن المجموعات اليسارية في البرلمان الفرنسي فعلوا تصويت بسحب الثقة منه، بحسب ما ذكر موقع "إكسبريس" الأمريكي. ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة Fop-Fiducial ، أن مستوى شعبية ماكرون انخفض بنسبة 23% في شهر نوفمبر أي بإنخفاض 6% عن شهر أكتوبر الماضي. يذكر أن الإحتجاجات الفرنسية أو كما أطلق عليها احتجاجات السترات الصفراء، بدأت بعد أن قررت الحكومة الفرنسية رفع أسعار الوقود. تصاعدت الأمور في البلاد إلى أن قررت الحكومة التراجع في القرار لمدة ستة أشهر فقط، ومن المتوقع أن يقوم الفرنسيين اليوم السبت بعصيان مدني اعتراضَا على قرار ماكرون. قالت الحكومة الفرنسية إنها ستنشر حوالي 90 ألف من أفراد الشرطة والمدرعات في محاولة للسيطرة على الإحتجاجات. قال الخبير والمحلل السياسي الدكتور أوليفر ديفيس، إن ماكرون يضر بسمعته، لأنه يتبع سياسة العناد وطريقته قديمة وفاشلة تحد من دور الدولة وتقديم الإعفاءات الضريبية. وأضاف أن فرنسا كانت لديها لسنوات عديدة وفرة من الأيديولوجيات الساسية، ولكن ماكرون فشل في توفير إجماع وطني عليه إلى أن فقد صلاحياته. كما أشار المحامي أونو تواتي أن فرنسا تعرضت بأضرار مدمرة، سواء في البلاد ومعالمها أو سمعتها، وأكد أن تلك الأعمال كارثة غير مسبوقة تواجه فرنسا التي أصبحت عرضة لإنعدام الثقة. وأوضح أن الشعب إذا لم يجد شخص يمثله ويشعر به، يتأكد أنه لا يمكن إصلاح النظام من الداخل، فيسعى إلى تحرير نفسه من النظام القائم ويعمل على إنشاء نظام جديد بقواعده الخاصة. وقال إنه من المتوقع أن احتجاجات السترات الصفراء اليوم ستؤدي إلى زيادة الضغوط على ماكرون، والتي سترافقها تدهور في الأزمة، ثم سقوط فرنسا. وأكد المحلل الفرنسي المارونيون أن الاحتجاجات ضد حكم ماكرون قد لا تتوقف أبداً حتى يغادر منصبه ، وقد يتعين عليه أن يتراجع عن موقفه السياسي لإنقاذ فرنسا.