سقطت الأقنعة كما يقول البعض، وغربل الجمهور الفنانين ليضعهم في قطاعين مختلفين، قطاع مع الثورة ومطالبها منذ أول وهلة، أما القطاع الآخر "متلونون" عندما قامت الثورة وقفوا بجانب النظام السابق بكل قوتهم وبدءوا في إلقاء الاتهامات علي شباب الثورة، فمنهم من اتهمهم في شرفهم، ومنهم من قال: إنهم عملاء ومنهم من ظن أنهم ينتمون إلي أجندات أجنبية. وهناك بعض المشاهير الذين ساندوا شباب الثورة، فلقبوهم "بالشرفاء الذين مثلوا نبض الشارع المصري"، ومن هؤلاء بعض الكتاب والإعلاميين مثل يسري فودة، ووائل قنديل، وإبراهيم عيسى، وجمال فهمي، وفهمي هويدي، ، ووائل جمال، وهويدا طه، وسلامة أحمد سلامة، ومحمود سعد، وحسين عبد الغني، وعلاء الأسواني، وحمدي قنديل، وريم ماجد، وكارم يحيى، وخالد السرجاني. ومن الفنانين عمرو واكد، وخالد أبو النجا، وخالد الصاوي، وعمار الشريعي، وبسمة، ومحسنة توفيق، وتيسير فهمي، وخالد يوسف، وخالد النبوي، ومجدي أحمد علي، وداود عبد السيد، وعلى الحجار، وعبد العزيز مخيون، وزكي فطين عبد الوهاب، وأحمد عيد، وحنان مطاوع، وسهير المرشدي، وآسر ياسين، وخالد صالح، وأسامة فوزي، وعمر الشريف، ويوسف شعبان، وكاملة أبو ذكرى، وشريهان، ودنيا سمير غانم. فقال عنهم شباب الثورة : "هؤلاء الشرفاء جزء من نبض الشارع المصري، وقفوا في صف الشعب مطالبين بالديمقراطية، لا يطمعون في شكر أو أي شيء على موقفهم ، هم مصريون ينادون بحقهم وبحق الشعب بأكمله، فأخذوا هذا الموقف من وحي ضمائرهم، لكننا نؤكد لهم أنهم في قلوبنا وفي قلب كل مصري شريف، نفخر بهم وندعمهم". التاريخ الذى لا يرحم قام العديد من الفنانين الآخرين والذين لم يشاركوا بالثورة و لم يقفوا مع مطالب المتظاهرين، حيث وصف الفنان عادل إمام في إحدى القنوات المظاهرات في أيامها الأولي بأنها "العبثية الصادرة عن أفراد مندسين لا يمتون للشعب المصري بصلة، وتحركها أياد خفية لا تريد لمصر أن ترى النور"، أما عن موقف الزعيم بعد الثورة فقد اختلف تماماً حيث قال: "لم أكن أتصور أن تقوم ثورة يقودها شباب 25 يناير، وفوجئت بها مثلما تفاجأ العالم كله، لكني سعدت بها للغاية لأنها حققت مطالب الشعب في الحرية والديمقراطية"، وأضاف: "شباب 25 يناير حققوا ثورة جديدة في كل شيء، سواء في طريقتها أو في أفردها من الشباب أو مطالبها التي تحقق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لكل الشعب المصري". بينما الفنانة إلهام شاهين قالت في لقاء على التليفزيون المصري : " أنا مع المطالب لأنها في صالحنا والحكومة قالت هاتنفذها خلاص كفاية مظاهرات بقى، توجد عناصر مدسوسة في التحرير ومن العيب أن نقول للرئيس مبارك رمز مصر ارحل بهذه الطريقة، وننسى كثيراً من الخدمات التي قدمها لمصر، فعندما نهين حسنى مبارك كأننا نهين مصر و المصريين". وقد وصف الفنان حسن يوسف الشباب المصريين المعتصمين في ميدان التحرير في حوار مع التليفزيون المصري "بالجبناء والرعاع وناكري الجميل للرئيس مبارك وأنهم أضعف من أن يواجهوا عدوا حقيقيا مثل إسرائيل"، ويقول البعض: إن شباب التحرير يتقاضون وجبات "الكنتاكي" مقابل اعتصامهم وتظاهرهم. ومن جانبها وصفت الفنانة دلال عبد العزيز الثوار على قناة الحياة شباب التحرير بكلمات قليلة ولكنها مؤثرة في الوقت ذاته قائلة: "دول شباب بتوع الفيس بوك مخنثين ". بينما طالبت غادة عبد الرازق شباب الثورة في اتصال مع قناة العربية بالعودة إلي منازلهم وإيقاف الثورة كما أكدت أنها ضد الثورة التي تطالب برحيل الرئيس مبارك، لأنه كرس حياته لخدمة الشعب المصري طيلة ثلاثين عاما، وقد نزلت غادة عبد الرازق بالفعل في المظاهرات المؤيدة للنظام السابق محمولة على الأكتاف وتحمل صورة الرئيس السابق، وبعد أن أدرج أسمها في قائمة فناني قائمة العار، وصفت هذا الإدراج بديكتاتورية الثورة، وتراجعت عن موقفها قائلة: إنها لم تؤيد الرئيس السابق ونظامه من الأساس، وإنما خرجت من أجل الدعوة للاستقرار فقط. وقد صرحت سماح أنور في مداخلة للتليفزيون المصري قائلة :"رأيي الشخصي.. إيه المشكلة يعنى لما حد يولع في الناس اللي في التحرير دول"، وبعد تخلي مبارك عن منصبه، قالت في مقابلة لقناة العربية : "كل ما قاله شباب 25 يناير عني لهم حق فيه، لكني لم أكن أقصد هؤلاء الشباب، وأقدم لهم الاعتذار لأنني لم أكن أعلم حقيقة الثورة وماذا يحدث في ميدان التحرير، وكنت مضللة إعلاميا مثل كل المصريين في المنازل، الذين يشاهدون القنوات التلفزيونية المصرية". وأضافت "لم أقل احرقوا شباب 25 يناير، لكني كنت أقصد بتصريحاتي المخربين، الذين يدمرون البلد المعتصمين بميدان التحرير". ومن جانبه أكد طلعت زكريا في برنامج الكابتن أحمد شوبير أن : "ما يدور في التحرير طبل وزمر ومخدرات وعلاقات جنسية كاملة"، بينما قال الملحن عمرو مصطفي "أمشوا من التحرير حاتضيعوا البلد"، و وصف المتظاهرين بالكلاب الخونة للنظام. وأضافت الفنانة صابرين باكية في مداخلة لقناة الحياة: "إن المتظاهرين في ميدان التحرير يجهلون تاريخ هذا الرجل الذي حمى الشعب المصري من الحروب والإرهاب، وجعلنا نعيش في أمان لمدة 30 عاما". وتدور في الذهن العديد من التساؤلات حول ما ذكره هؤلاء الفنانون، هل يناقش الفن السياسة وينتقدها نقدا لاذعا في السينما والتليفزيون ؟!! ، أم أن هذه الأفلام المقدمة في السينما أو المسلسلات المقدمة على الفضائيات كانت لا تحاكي الواقع المصري الأليم قبل ثورة 25 يناير ؟!! ، وهل ستظل السمة الغالبة في السينما بعد ثورة 25 يناير هي التركيز على تقديم مصر افتراضية فى قصور فخمة مقارنة بعشوائيات الشارع المصري ؟!! (شارك برأيك).