هم أولئك الصنوف من الانتهازيين الذين كانت لهم رؤاهم السلبية تجاه الشباب الذى خرج ثائراً متظاهراً فى يوم 25 يناير وذمهم وكيل كل الاتهامات الباطلة تجاههم من عمالة وخيانة ووصفهم بأنهم أصحاب أجندات خاصة تعمل على تخريب الوطن، ثم بعد أن أتم الله نصره وكلل الثورة بالنجاح وانتصرت إرادة الأمة وتحطمت قوى الشر وتبدد الظلام، تحول هذا الصنف من المتحولين إلى 180 درجة فجأة إلى مداحين للثورة ومبشرين بأهدافها، ووصف الثوار الذين كانوا مخربين وعملاء بالأمس القريب إلى ثوار وأبطال وشهداء!! ولم يقفوا عند هذا الحد من النفاق، بل وصفوا من كانوا يمجدونهم فى الماضى وينتظرون إشارة من أصبعهم الصغير ويسبحون بحمدهم صباح مساء من قيادات الحزب الوطنى إلى محتكرين ومستبدين ومفسدين ومزورين لإرادة الأمة واعتبروهم رموزاً للنظام البائد الفاشى. إن هؤلاء المتحولين أرادوا القفز من قاربهم الغريق وأصبحوا يتملقون بكلماتهم المعسولة لحجز مقعد فى القارب الجديد لعلهم يجدون فيه طموحاتهم وأهوائهم الفاسدة الدنيئة، أنتم تعرفونهم جيداً، فهم يطلون علينا من شاشات الفضائيات ومنهم من يطلّ علينا من خلال عاموده الصحفى سخر قلمه وجعله يتراقص مع كل نظام جديد، كتاباته تظهر أنه مع الشباب الثائر ثم يأتى فى نهاية مقاله أو حديثه الذى يدلى به بكلمة "لكن" الاستدراكية، فتنفى ما كتبه فى بداية عاموده أو حديثه ليصير مع نظام الحكم، طبعاً هذا قبل نجاح الثورة أما بعد تنحى الرئيس السابق مبارك ونجاح الثورة، فهو أول من أشاد بنجاحها وأول من انتقد نظام الحكم الساب، وأخذ يسب هذا وذاك من النظام السابق، لا أكذب عليكم إذا أخبرتكم بأن هؤلاء لا يقلقوننى ولا يشغلون بالى كثيراً، لأن قوتهم خارت وانهارت ولا تأثير لهم علينا، لأنهم كانوا يستندون إلى نظام قوى يبطش بكل من يقول لا، الخوف كل الخوف من صنف آخر من المتحولين هم الأعمدة التى كانت تقوم عليها حكومات الحزب الوطنى الحاكم ولا يزالون بيننا يودون ركوب الموجة فهم كالحرباء التى تتلون بكل لون ومستعدون لتغيير وتبديل انتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية طالما ستتحقق لهم مصالحهم الشخصية، فهم لا شرف لهم ولا عهد ولا مبدأ، أتعرفون من هم؟! إنهم العديد من نواب مجلس الشعب الذين نجحوا فى المرات السابقة والذين رسبوا أيضاً وكانوا يترشحون تحت مظلة الحزب الوطنى فى البرلمانات السابقة والحالية، سواء كانوا فى دوائر مغلقة أو مفتوحة، هم الذين حفوا وقبلوا أيادى الحزب الوطنى كى يرشحهم تحت مظلته ودفعوا الملايين من أجل ذلك وأعطائهم رمز الهلال والجمل والرموز الأخرى حين فتحوا الدوائر، إننى أزعم أنهم فى الفترة المقبلة سيلجأون إلى الأحزاب القديمة والأحزاب التى ستنشأ لاحقا من أجل الانضمام إليها، أننى أدعوكم بالوقوف ضدهم ومخاطبة قيادات الأحزاب برفض ترشيحهم لهم. وهناك صنف آخر يجب الانتباه إليه، وهم الفئة التى كانت تشغل مناصب قيادية عليا (الكثير من مديرى الإدارات ووكلاء الوزارات) ولا تعتلى هذه المناصب إلا بموافقة أجهزة الأمن فكانوا خدماً لهذه الأجهزة، وكان دورهم هو الضغط على مرؤسيهم من أجل إنجاح مرشحى الحزب الوطنى، انتبهوا إنهم يعدون أنفسهم للانتخابات القادمة، إننى أقول لكل هؤلاء الصنوف من المتحولين "هيهات هيهات" فالمصريون أذكياء يستطيعون التفرقة بين الغث والثمين، إننى أنصحكم إذا رأيتموهم احذروا منهم وقفوا أمام نفاقهم بالمرصاد وقوموا بفضح مواقفهم السابقة والحالية، لأنهم سيستغلون الحرية والديمقراطية الآتية للإبقاء على جاههم وسلطانهم وسينسلخون من جلدهم القديم وسيتبرأون من الحزب الوطنى الذى بفضل فساده أوصلهم إلى هذه المناصب والذى احتضنهم وأباءهم الأولون، إننى أكرر وسأظل أكرر انتبهوا أيها المصريون منهم، لأنهم إن نجحوا ستسقط الثورة وستضيع دماء شهدائها هدراً، احذروهم وافضحوهم حتى لا تسرق ثورة المصريين الأبطال وتنتهى قصة شعب أراد الحياة.