حالة من التحول غير المفهومة سيطرت علي عدد من الفنانين المناهضين لثورة 25 يناير أملا في استعادة الجمهور الذي وضعهم في قوائم سوداء واتهمهم بالخيانة للثورة إلا أن الفنان طلعت زكريا أصر علي موقفه وتصريحاته السابقة والتي قال فيها أن هناك أعمالاً غير أخلاقية تحدث داخل ميدان التحرير ولكنه أكد أنهم قلة وليس شباب الثورة الطاهر، زكريا تحدث في حواره عن سبب تمسكه بآرائه في هذا الحوار: كيف تقيم تصريحاتك السابقة ضد الثورة بعد نجاحها الآن؟ - لن أتراجع عن تصريحاتي السابقة لأنني رأيتها بعيني وهناك من الشواهد ما يؤكد صدق كلامي ومنها اللواء أحمد العصار الذي قال إن هناك تحرشا يحدث داخل ميدان التحرير وأيضًا اللواء إسماعيل الصحري الذي أكد وجود مخدرات داخل الميدان، كما أنني أحب توضيح أنني تخوفت علي شباب الثورة من هؤلاء القلة الفاسدة. تم تصنيفك أنك ضد الثورة ووضعك في القائمة السوداء؟ - أولاً أنا ضد هذه التصنيفات والقوائم لأنه لا يجوز اتهام أحد بالعمالة والخيانة وأنا لن أغير رأيي كما فعل البعض لكي أرضي الشباب لأنني ببساطة مع الحق والله لن يضيع حقي. هناك البعض قال إنه من المستحيل أن ينتقد طلعت زكريا الرئيس مبارك لأنه عالجه علي نفقة الدولة.. ما ردك؟ - افتخر بأنني الوحيد من 85 مليون مصري جلست مع الرئيس ساعتين ونصف الساعة والرئيس عالجني علي نفقة الدولة وطبيعي أن أحبه بل أعشقه. ولكنني ضد حكم الرئيس مبارك لوجود الرشوة والفساد والمحسوبية في العديد من القطاعات وبالتالي أنا أحب الرئيس مبارك الإنسان وليس الحاكم. وكيف ستتعامل مع الهجوم المضاد لشخصك؟ - أنا مستعد اشتغل سواق تاكسي لو المنتجون رفضوا يشغلوني عشان مواقفي الثابتة ولكني لن أبيع ضميري أو أركب الموجة كما يفعل البعض. ألا تخشي من خلو أفلامك من الجمهور خصوصًا أن شريحة الشباب هي المؤثرة في شباك التذاكر؟ - لا يهمني تحقيق إيرادات ولكني أريد توضيح أن الشعب المصري 85 مليونًا ومنهم 15 مليونًا في المظاهرات وبالتالي الباقي هيدخل أفلامي! هل طلعت زكريا كان مع الثورة المصرية؟ - كنت مع أهدافها ومبادئها بل إنني قدمت أهداف ثورة 25 يناير في فيلم «طباخ الرئيس» وبالتالي كنت ناقمًا علي الأوضاع في مصر، وابني عمر نزل المظاهرات فكيف أسب المتظاهرين.. وميدان التحرير هو مجتمع مصغر من مصر ومن الطبيعي أن يوجد به أشياء إيجابية وأخري سلبية. ألم تخش من الذهاب إلي ميدان التحرير خاصة أن هناك من سيتهمك بالعمالة لأنك كنت مع الرئيس؟ - أعترف أنني كنت متخوفا من ضربي مثل تامر حسني ولذلك نزلت إلي الميدان متنكرًا ورأيت بعيني حالات التحرش والمخدرات. ألم تفكر في إنشاء صفحة علي «الفيس بوك» لتوضيح موقفك من الثورة؟ - للأسف أتخوف من التطاول علي خاصة أنهم شتموني بأمي وأبي وقال أحدهم من طلعت زكريا «الأقرع أبو سنان صفرة!» ولذلك لن أتناقش مع هؤلاء ولكنني أهتم بالشباب الموضوعي وأقوم بتوضيح وجهة نظري من خلال وسائل الإعلام. هل نزلت في مظاهرات التأييد للرئيس مبارك؟ - بالفعل نزلت عقب الخطاب الثاني للرئيس لأنه أثر في وجدان كل مصري وهتفت لمصر المستقرة وقوبلت بترحيب شديد من الشباب في مصطفي محمود. وكيف تري الثورة المصرية بعد نجاحها؟ - كنت معها منذ البداية ولكنني تخوفت من ركوب الإخوان الموجة خاصة في ظل عدم وجود قيادة للثورة. ولكنهم جزء من الشعب المصري؟ - أنا معك ولكني عندما رأيت القرضاوي يخطب في التحرير خشيت أن تتحول إلي ثورة إسلامية. هل تفكر في تقديم فيلم عن الثورة؟ - أتمني تقديم فيلم كوميدي وأقوم بتقديم الإفيهات الجميلة التي كانت مثار اهتمام مختلف وسائل الإعلام العالمية عن خفة دم الشعب المصري. وماذا عن مصير فيلمك الجديد «حارس الرئيس»؟ - الفيلم إذا لم تحدث الثورة كان في مراحله النهائية ولكنه توقف نهائيًا لأنني لا أعرف من هو الرئيس ومن غير المنطقي أن أقدمه عن الرئيس السابق مبارك أو الرئيس القادم الذي لا أعرفه. كيف تري الانقسام في الشارع الفني؟ أدعو هؤلاء الفنانين إلي تجاوز خلافاتهم لأننا مسيرون ولسنا مخيرين لأننا حتمًا سنتقابل في أعمال فنية قادمة، ولذلك علي الشارع الفني توحيد الصف لأنه واجهة المجتمع.