«مدبولي» يُهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال 52 لانتصارات أكتوبر المجيدة    أحزاب القائمة الوطنية تعقد اجتماعا اليوم لبحث استعداداتها لانتخابات مجلس النواب    أستاذ جولوجيا يكشف أسباب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل    بدء أولى اجتماعات اللجنة الخاصة لإعادة دراسة المواد محل اعتراض    «عاشور»: تنفيذ مشروعات في مجال التعليم العالي بسيناء ومدن القناة بتكلفة 24 مليار جنيه    95 منظمة دولية وإقليمية تشارك في «أسبوع القاهرة الثامن للمياه»    عيار 21 بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم السبت 4-10-2025 والشعبة تكشف توقعات الفترة المقبلة    أسعار الفاكهة اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 فى أسواق الأقصر    وزير الزراعة يعلن تحقيق الصادرات الزراعية المصرية 7.5 مليون طن حتى الآن    الإسكندرية تفوز بجائزة سيول للمدن الذكية عن مشروع إحياء منطقة طلمبات المكس    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 4 أكتوبر 2025    50 فدان أرز غرقوا بسبب زيادة منسوب المياه.. مزارعو "دورة الدوايدة" بالإسماعيلية يستغيثون: نطالب بتحويل المصرف المغطى لمكشوف لاستيعاب المياه (صور)    زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي: مهمتنا الآن منع إفشال خطة ترامب    بينهم طفلان.. 6 شهداء في قصف الاحتلال غزة وخان يونس    موعد مباراة ريال مدريد أمام فياريال في الدوري الإسباني.. والقنوات الناقلة    ب«100 لجنة».. بدء التسجيل ب «عمومية الاتحاد السكندري» لتعديل لائحة النظام الأساسي للنادي اليوم (صور)    «الداخلية» تضبط 13 شركة ومكتب سياحي بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    أجواء حارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم في القاهرة والمحافظات    «الداخلية»: ضبط 443 قضية مخدرات وتنفيذ 83 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم مروع بالطريق الدائري في الفيوم    قبل ثاني الجلسات.. ماذا قالت سارة خليفة أثناء محاكمتها في قضية المخدرات؟    التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 662 بلاغًا خلال شهر سبتمبر 2025    وزير الخارجية يلتقي سفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى اليونسكو    «قوته مش دايمًا في صالحه».. 5 نقاط ضعف خفية وراء كبرياء برج الأسد    مهرجان الإسكندرية يحتفي بفردوس عبد الحميد في ندوة تكريمية اليوم    ستحصل على معلومة جوهرية.. حظ برج القوس اليوم 4 أكتوبر    نور إيهاب ل"فيتو": اعترافي بجريمة الاغتصاب في «نور مكسور» هزّني نفسيًا!    هالة عادل: عمل الخير وصنع المعروف أخلاق نبيلة تبني المحبة بين البشر    إجراء أولى عمليات زراعة قوقعة سمعية في مستشفى أسوان التخصصي    «الرعاية الصحية»: من بورسعيد بدأنا.. والتكنولوجيا الصحية لم تعد حكرًا على أحد    من غير مواد حافظة.. طريقة عمل الكاتشب في البيت لسندوتشات الأطفال    دار الإفتاء توضح: حكم الصلاة بالحركات فقط دون قراءة سور أو أدعية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة قنا    رئيس الوزراء الكندي يلتقي مع ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل    مباريات اليوم السبت 4 أكتوبر 2025.. الأهلي والزمالك في صدارة الاهتمام وظهور محمد صلاح أمام تشيلسي    الزمالك في اختبار صعب أمام غزل المحلة لاستعادة صدارة الدوري    مواعيد مباريات اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 والقنوات الناقلة    وزير الخارجية يثمن الدعم الفرنسي للمرشح المصري لرئاسة اليونسكو خالد العناني    مراسلات بدم الشهداء في حرب 1973.. حكاية المقاتل أحمد محمد جعفر.. الدم الطاهر على "الخطابات" يوثق البطولة ويؤكد التضحية .. الرسالة الأخيرة لم تصل إلى الشهيد لكنها وصلت إلى ضمير الوطن    «الصحة» تطلق البرنامج التدريبي «درب فريقك» لتعزيز مهارات فرق الجودة بمنشآتها    سوما تكشف كواليس التعاون مع زوجها المايسترو مصطفى حلمي في ختام مهرجان الموسيقى العربية    الخبراء يحذرون| الذكاء الاصطناعي يهدد سمعة الرموز ويفتح الباب لجرائم الابتزاز والتشهير    اللواء مجدى مرسي عزيز: دمرنا 20 دبابة.. وحصلنا على خرائط ووثائق هامة    عبد الرحيم علي ينعى خالة الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة    فلسطين.. طائرات الاحتلال المسيّرة تطلق النار على شرق مدينة غزة    ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال    اليوم.. إعادة محاكمة شخصين في خلية بولاق الدكرور الإرهابية    "ضد الحظر" خطوات شحن شدات ببجي uc عبر Midasbuy.. مجانا مضمونة 100%    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    مباشر كأس العالم للشباب - مصر (0)-(1) تشيلي.. الحكم يرفض طلب نبيه    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    محافظ المنيا يوجه برفع درجة الاستعداد لمتابعة فيضان النيل واتخاذ الإجراءات الوقائية بأراضي طرح النهر    عاجل - حماس: توافق وطني على إدارة غزة عبر مستقلين بمرجعية السلطة الفلسطينية    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منتدى شرم الشيخ نقطة تحول فى تاريخ الحوارات السياسية المجتمعية التى عرفتها مصر
فى دراسة للفقيه المستشار الدكتور محمد خفاجى عن دور القاضى الإدارى فى بناء الشخصية المصرية «7»

يعتبر موضوع الشخصية المصرية قلب الموضوعات بالغة الأهمية سواء على المستوى الشعبى أو المستوى الرسمى للدولة , الذى توليه القيادة السياسية جل اهتماماتها وجهدها , وعلى رأس أجندة الاهتمام العام للوطن , إيمانا منها بغد أفضل للشباب بما يحقق التنمية والرخاء للشعب , وفى ذات الوقت الذى تتولى فيه مصر قيادة العالم فى حربها ضد الإرهاب والعنف والتطرف بكافة أشكاله وصوره . خاصة وأن مصر تشهد استضافة منتدى وملتقى شباب العالم للعام الثانى بمدينة شرم الشيخ الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر 2018 تحت رعاية القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفى أحدث بحث علمى للفقيه المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة عن : « المدخل فى فلسفة وفكر القاضى الإدارى تجاه قواعد بناء الشخصية المصرية وإعدادها . دراسة تحليلية فى ضوء الواقع والمأمول.» نشر على الصفحة الرئيسية لموقع نادى قضاة مجلس الدولة .
ونعرض فى للجزء السابع والأخير بعنوان «الشخصية المصرية وحوار الرؤساء فى كفتى الميزان للمعادلة الوطنية «من هذا البحث القيم المتفرد على النحو التالى :
أولاً : فلسفة الحوار فى عهد الرئيس السيسى تقوم على نظرية الاستجابة التلقائية أو المخططة للمتغيرات , ومكافحة الإرهاب المتأسلم جوهر التحدى ويبدأ من نقطة انطلاق الشباب عن مفهوم « التوازن المتحرك « والتصدى الاستراتيجى لمشكلات المجتمع وقضاياه:
ويقول الدكتور محمد خفاجى أنه فى المرحلة الحالية فى عهد الرئيس السيسى : فإن القيادة التى تعتنق مبدأ الحوار المجتمعى الذى يبدأ من نقطة انطلاق الشباب يتحدث فيه عما اسميه مفهوم « التوازن المتحرك « الذى تتكامل فيه أجزاء تباعدات المجتمع بترتيب معين ينطوى على إمكانية التحرك المستمر واستيعاب التجديدات والتصدى الاستراتيجى لمشكلات المجتمع وقضاياه.
ويذكر الدكتور محمد خفاجى تتبلور فلسفة الحوار فى عهد الرئيس السيسى فى نظرية الاستجابة التلقائية أو المخططة للمتغيرات , إيماناً من القيادة بأن المجتمع الذى يفلح فى التعامل مع ديناميات التوازن يتجنب مظاهر الخلل والاضطراب بل وتصل أحياناً درجة الخطورة إلى العدوان على الدولة ذاتها من مدخل الإرهاب وهذا هو جوهر التحدى الذى يصل بالمجتمع كله إلى لحظة تاريخية قادمة تنتشل المجتمع من العجز العام والركود إلى الاستقرار والتنمية , وإذا حلت لحظة الانطلاق وإزالة الشوائب فى المنهج السياسى والاستراتيجى فإن هذا المجتمع يحدد منطلقاته فى مواجهة دعاوى التخلف كتلك التى واجه بها الشعب دعوة القائد العام للقوات المسلحة بالكلية البحرية بالإسكندرية حينما قال «إن القوات المسلحة على أهبة الاستعداد إذا صدر تكليف من الشعب بصورة يوثقها العالم كله ويكون الشعب كله على هذه الثورة « إنه أول حوار فعلى صادق مع الشعب من مسئولية وطنية خالصة .
ويضيف الدكتور محمد خفاجى أن ثورة 30 يونيه 2013 لم تقم حركة وطنية تقودها أو صفوة أو نخبة أو تنظيم أو حزب لكنها ثورة شعبية أعادت التوازن لبناء صياغة جديدة، فإن جميع أبناء الشعب يتحدثون عن كلمة واحدة أن مصر لابد أن تتجدد وتترجم هذا الجهد بتعبير عن التوازن المتحرك والمتغير ليس فى صفة خاصة فى ذاتها لكن جاءت لترفع كل أنواع الخلل والعجز التى هوت إلى مرتبة الجهل , وأنها سدت فجوة التخلف المنظم للمستفيدين من جهة ثم الإرهاب المتأسلم من جهة أخرى وأصبح القرار الحالى هو قرار نحو الأفكار التقدمية المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة لكى تقوى مصر إلى حالة نظام دولة كادت بفعل الفاشية الدينية تنهكها الفوضى , فأصبحت نتيجة إرادة الشعب ونظر القيادة الثاقب تعمل تحت مظلة البناء والتوازن والتطور والانطلاق.
ويشير الدكتور خفاجى أنه نتيجة للرواسب القديمة التى تكشفت فوق التحديات نظراً لغياب المشروع القومى لبناء مصر والذى يبدأ مع مسيرة الشباب. هذا البناء يظهر بصورة متكاملة على سطح الفكر المصرى من منطلق الحوار وإعداد الشباب لكى يصل إلى مرحلة النضج لأن حاجة مصيرية هذا الرأسمال البشرى الذى يضاف إلى رأس المال والتعليم والنمو الحضارى ومواجهة التخلف القروى والحضرى أيضاً , بحيث يصل هذا النضج إلى الوعى السياسى والقضية الاجتماعية برمتها.
ثانياً : الملتقيات والمنتديات هدفها تشجيع الشباب على عدم الانسحاب من الحياة العامة لكى يستعيد الشباب قاعدته فى المجتمع
يقول الدكتور محمد خفاجى إن استقبال مصر لمنتدى شباب العالم فى نسخته الثانية خلال الفترة من 3-6 نوفمبر عام 2018 بأرض السلام مدنية شرم الشيخ بجنوب سيناء، تحت رعاية القائد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو المنتدى الذى يضم شبابًا من مختلف بقاع الأرض باختلاف ثقافاتهم وحضاراتهم بهدف التحاور حول القضايا الدولية والعالمية التى تهم الشباب وتؤثر فيهم عالميا.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى إن أهم ما تتميز به رؤية القيادة السياسية فى مشاركة الشباب المصرى والعالمى ليشارك وطنه الاَمال والحلول , وبهذه المثابة فتلك المشاركات فى الملتقيات والمنتديات هدفها تشجيع الشباب على عدم الانسحاب أو المقاطعة أو الاختفاء من الحياة العامة لكى يستعيد الشباب قاعدته فى المجتمع , وحتى لا يسرى اعتقاد أن الظروف الصعبة تحول دون أن يجدد الشباب طاقاته ويساعد بفاعلياته , وما يهمنا التركيز عليه أن القيادة السياسية ألغت من قاموس نشاطها الرئاسى الفكر الموحد للشباب لكنها تدعو إلى نشر بذرة غرس مفاهيم الديمقراطية بتجرد فاعل وليس بتعاطف بحيث يتم المزج بين التيارات المختلفة بين الشباب الذى لا ينتمى إلى حزب أو تنظيم أو تجمع لكنه ينتمى إلى مصر الوطن .
ثالثاً : الحوار فى عهد عبدالناصر بدأ من القاعدة العريضة للشعب مباشرة ثم تم تأطيرها فتحولت إلى لقاءات النخبة فى المؤتمرات القومية العامة أو اللجان المركزية :
ويقول الدكتور محمد خفاجى الرأى عندى أن الحوار فى هذا المنتدى تعد نقطة تحول فى تاريخ الحوارات السياسية المجتمعية التى عرفتها مصر , والتى بدأت برؤية الزعيم الوفدى سعد زغلول باشا ومصطفى النحاس باشا بمرور قرن كامل على بناء الفكر الحزبى الحوارى نتيجة ثورة 19 ومن أقطاب الحوارات حينها الدكتور وحيد رأفت , وإذا أردنا أن نتعمق فى دهاليز
قضية ساحة الحوار فإن المراحل السابقة على العصر الحالى فيما يتعلق بقضية ساحة الحوار كانت تتميز بديناميكية مختلفة : فالحوار فى عهد عبدالناصر: كان الحوار بدأ من القيادة والقاعدة العريضة للشعب مباشرة من خطب عبد الناصر للجماهير ثم تم تأطيرها إلى أن تحولت إلى لقاءات النخبة متمثلة فى المؤتمرات القومية العامة أو اللجان المركزية من النظم المتتابعة.وكان عام 1954 نقطة تحول فاصلة بعد ثورة 1952 حيث قام الرئيس عبد الناصر بطرح أول ورقة حوار علمية قدمها للمجتمع العالمى تحت عنوان « فلسفة الثورة» والتى صاغها العالم الجليل الدكتور على سامى النشار.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر كان أشهر حوار فردى تم بينه وبين الكاتب والمفكر الكبير الأستاذ خالد محمد خالد الذى حاور الرئيس جمال عبد الناصر فى مؤتمر القوى الوطنية فى الخمسينيات من القرن الماضى , وقد شهد لقاء الرئيس جمال عبد الناصر فى 26 اكتوبر عام 1954 حينما كان يحتفل مع الشعب بعيد الجلاء وعيد الحرية وعيد الاستقلال أول حوار بالرصاص من الجماعة الإرهابية فلغتهم فى الحوار السلبى تعتمد على لغة الرصاص ولكن الله عزوجل سلمه من ذلك الحادث الغادر .وبعدها أصدر عبد الناصر قرارا بتعيين زكريا محى الدين ليكون مسئولا عن جهاز الأمن القومى أمام اعتداءات الأخوان على الرئيس وتم انشاء جهاز المخابرات العامة وتبعه فى المسئولية على صبرى ثم صلاح نصر وغيرهم حتى تسلم الراية رجل الأمانة الوزير عباس كامل الذى يرجع إليه الفضل فى الإشراف على أجندة أول فكرة للحوار الدولى للشباب بشرم الشيخ .
رابعاً : الحوار فى عهد السادات تركز حول إثبات نظريتين العمل على تحرير الأرض و تحقيق فرص أكثر للسلام:
يقول الدكتور محمد خفاجى أن الحوار فى عهد السادات: فكان الحوار يتركز حول إثبات نظريتين للسادات وهما: النظرية الأولى: العمل على تحرير الأرض بكافة الوسائل والثانية: هى تحقيق فرص أكثر للسلام. وقد تميزت كل من المرحلتين بالشخصية الملهمة وحاول استنتاج نظرية إلهام القيادة المرتبطة بالزعامة , وأن اصطلاح الزعامة الذى أصبح متداولاً هل هى زعامة شخصية أو زعامة فكرة أو زعامة منهج أو زعامة قومية ؟ ولم يحقق الرئيس السادات كامل مقومات وفلسفة تلك الزعامات.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى أنه فى عهد الرئيس السادات كان الحوار الذى أجراه الدكتور المفكر الكبير عاطف غيث رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية حينذاك والذى استمر ثلاثة أيام وقال غيث للرئيس السادات بكل شجاعة « يا سيادة الرئيس إذا كنت تريد خيراً لهذا الوطن فعليك أن تترك الحزب الوطنى لكوادره وأن الحزب الوطنى لن يعرف طريقه إلى النور إلا إذا جلس ممثليه تحت قبة البرلمان فى مقاعد المعارضة « ورد الرئيس السادات على هذه الوصية وقال « أنا لايعنينى أن أكون رئيساً للجمهورية أو رئيسا للحزب لكن ما يعنينى أن أكون كبيراً للعائلة المصرية « وقد عادت مرة أخرى لغة الرصاص من الجماعة الإرهابية فى حادثة المنصة فى أكبر مشهد دراماتيكى فى التاريخ أثناء احتفال الرئيس السادات بنصر اكتوبر العظيم عام 1973 والتى نالت منه هذه المرة وراح شهيداً وبطلا للحرب والسلام , بعد أن فشلت لغة رصاص الغدر مع الرئيس جمال عبد الناصر .
خامساً : الحوار فى عهد مبارك قام على الاستقرار باعتباره شرطاً جوهرياً لجذب الاستثمارات لكنه تحول إلى حالات الجمود:
يذكر الدكتور محمد خفاجى أما الحوار فى عهد الرئيس مبارك: كانت تقوم فلسفته على الاستقرار باعتبارها شرطاً جوهرياً لجذب الاستثمارات وتنمية السياحة وتعبيراً عن قدرة الحكم فى السيطرة على حركة المجتمع على الرغم من أن الاستقرار حالة من حالات الثبات التى لا تستقيم مع قوانين التغير ودينامية مسيرة التاريخ .
ويضيف الدكتور محمد خفاجى يمكن أن ينصرف الفهم إلى تصور الاستقرار إلى حالة من حالات الجمود والتى لا يمكن التوصل إليها إلا بالإجراءات الاستثنائية وإلا لما أمكن تفسير الحركات الاجتماعية وانفجارات الغضب والتمرد بل والثورة أيضاً. وكان ذلك طبيعياً بالمعايير العلمية والموضوعية التى قامت باستقراء التطور الإصلاحى أو الإنكماشى على مدى حكم مبارك. ففى عهد الرئيس مبارك أجرت الرئاسة حواراً للقوى الوطنية واُسند باَليات الحوار إلى الأستاذ الدكتور مصفى خليل رئيس الوزراء الأسبق واستمر لمدة أسبوع وكان نتيجة تفاعلات جرت فى الأروقة وفشل الحوار .
سادساً : التخطيط السليم للمستقبل لم يعد مجرد رسم كروكى أو تخطيط تأشيرى كما كان فى الماضى مما أدى إلى اختناق الوعى :
يقول الدكتور محمد خفاجى والرأى عندى أن إن القيادة السياسية لم تخف أى دراسة واثقة جادة متكاملة متعمقة تصور ما كان يتعرض المجتمع من مأساة وتصور حجم تلك المأساة , وإذا كان الطريق مسدوداً فى الماضى أمام أى رؤى مستقبلية تتوافر لها التصورات والحقائق الموضوعية, وأن هناك شواهد أخرى تؤكد الاختلال المجتمعى فى بلادنا الذى يزحف ويتعاظم رغم عدد من التحديدات والانفتاح الفكرى والثقافى ومن علامته أن هناك ضرورة عينية لإعادة بناء المجتمع التى لم تستمر فى الماضى لافتقادها التخطيط السليم للمستقبل الذى لم يعد مجرد رسم كروكى أو تخطيط تأشيرى مما أدى على مدار حقب زمنية مضت إلى اختناق الوعى
فى كافة مناحى الحياة , أما الآن فإن رؤية القيادة السياسية التى التحمت بين الرأى العام والرؤيا الشبابية وخلخلت الطبقة التى عايشت مراكز القيادة لعقود كثيرة وترهلت مما أصبح الوصال مفتقداً فى التحليل الموضوعى لقضايا مجتمعنا عندما قمنا بدراسة أمينة لحساب الأرباح والخسائر الوطنية, وأنه إذا قيل فى عام 1964 أن هناك أول خطة خمسية للتنمية الشاملة أدت إلى اختلالات خطيرة وخلفت شروخا فى بناء المجتمع على مستوى القيم والحقوق والواجبات وبناء شخصية جديدة يمكن أن تواكب وتدفع بل تدافع عما يوصف بمكاسب الشعب.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى لا نخدع أنفسنا أن كل الجهود والتى بذلت لتصنيع مصر تمت على حساب الزراعة أن هناك حدث خلل خطير فى المنظومة الزراعية والتركيب المحصولى. وقد توهم الرئيس السادات أن التصحيح الذى قام به لابد أن يشمل تغييراً فى فلسفة وتوجهات الاقتصاد المصرى وهو ما يعرف بالانفتاح الذى أفرز سموحاً فى جسم المجتمع المصرى, أضافت إلى المتاعب السابقة والمعاناة المتزايدة أبعاداً جديدة, وعندما أراد السادات أن يجعل من هذه التصحيحات والانفتاح أخذ يلوح بجرعات الحرية والديمقراطية لكنه حرص على أن تظل غير مشبعة ويظل قادراً على توجيهها ومنعها. وهناك من يقول أن عهد مبارك سار فترة بقوة الدفع فى عصر السادات ألا طريق للإصلاح تحت شعار أن البداية من البنية الأساسية وبدأت السنوات الأولى يتجه إلى المصداقية ثم انفرط عقدها فى خواتيمها.
ويذكر الدكتور محمد خفاجى ان الأمل فى مصر الأن هو القيادة بالمشروع القومى والفكر الاستراتيجى الجديد بالعمل على اكتشاف قيادات جديدة تتمتع بالخيال ولم تتورط فى تفاقم المشاكل ولم تشارك تاريخياً فى ترك الفساد يعبث بمقدرات بلادنا ولا يمكن أن يصبح فعالاً ينخر فى جسد الوطن , ولذلك فإن القيادة حينما تخاطب الشباب لا تخاطبهم تحت حصار فكرى أو فى إطار نظرى لكنها تركت الأمر فوق الأحزاب والتجمعات لكى تكون النظرة الشاملة وأن يكون الظهير التنظيمى لهذه الحركة هو قوة الشباب الدافعة بانطلاقاتها وتنوع أفكارها وتعدد آرائها. إن مصر مرت فى عصور عدة بفترات تفاقم فيها التشويش على الحقائق وتزييف الفكر والثقافة والإعلام وابتعدت عن منهج التغيير المنشود , وأصبحت القرارات مجرد انطلاقات من قنوات الاتصال المشروعة. فهناك سابقاً كان يستظل غياب الخط الفكرى وأهم علامات فتح الأبواب للشباب هو القضاء على الاختلالات والموروثات السلبية وأن تكون الصراحة الكاملة فى القضايا مثل الماء والهواء. مثّل التعليم وبناء الشخصية المصرية وتوفير متطلبات التنمية وإرساء القيم وحضور تفاعلى للأفكار التى تحقق اثراء فى البناء الحضارى والبعد عن صراعات التوجهات أو غياب الثقافة المتكاملة, ومحاولة ضرب العقلانية وإلغاء ما يسمى بالديمقراطية الموجهة والاقتصاد المنقسم وتنشيط انجازات التنمية والدور الفاعل لقضية الإسكان التى تتبناها الدولة مضافاً إليها جهد وعطاء رجال القوات المسلحة وتحديد أبعاد القضية الاجتماعية على مسرح الفكر والعقل وتأكيد منظومة الأمن السياسى والمشاركة الجماهيرية مشاركة محسوبة ومشاركة عطاء. ولهذا فإن ملتقى الشباب فرصة لصدور إعلان تاريخى من أبناء مصر فى حضور شباب العالم يشهد فيه المجتمع العالمى الخطوة الكبرى لإعادة البناء وإعادة ثقة الجماهير خاصة الشباب, لتكون ثقة الجماهير هى سلاح فاعل ايجابى لترتفع راية الوطن عالية بما تستحقه بلادنا من مجد مؤكد.
سابعاً: الرئيس عبد الفتاح السيسى انتهج نهجاً جديدا فى اَليات الحوار والمنتديات الوطنية مفضلاً أن تكون الرسالة ارسالا واستقبالا مع جيل الشباب:
يقول الدكتور محمد خفاجى والرأى عندى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد انتهج نهجاً جديدا فى اَليات الحوار والمنتديات الوطنية مفضلاً أن تكون الرسالة ارسالا واستقبالا مع جيل الشباب الذى سيتحمل المسئولية بل وجعله ولأول مرة يتعايش مع أقرانه من شباب العالم قناعة فى معايشة المجتمع الدولى من ناحية وتأصيلا للبناء المصرى الإنسانى من ناحية أخرى, لذا حرص الرئيس السيسى على أن تكون للمنتديات الصفة الدورية محليا ودوليا, وتم اختيار موضوع الشخصية المصرية كنقطة انطلاق فى فتح هذا الملف الهام الذى طرقه كثير من المفكرين من بينهم الدكتور المفكر جمال حمدان صاحب موسوعة شخصية مصر والدكتور المفكر ميلاد حنا فى مؤلفه «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» وغيرهم من المفكرين كل من زاويته التى تصب فى صالح الوطن.
ثامناً: مصر اليوم مؤهلة لكى تصبح مصر القوة بعد أن تعرضت لفترة عصيبة هددتها بالدمار أو الفوضى:
يقول الدكتور محمد خفاجى وحقيقة الأمر أن مصر اليوم مؤهلة لكى تصبح مصر القوة بعد أن تعرضت لفترة عصيبة هددتها بالدمار أو الفوضى, وأن مصر هى حاضرة العالم العربى والإسلامى بموقعها المتميز الفريد فى الركن الشمالى الشرقى من قارة أفريقيا, ولديها امتداد اَسيوى لوقوع شبه جزيرة سيناء داخل قارة اَسيا, فهى دولة عابرة للقارات، ولها سواحل طويلة على البحرين الأبيض والأحمر وتشترك بحدود مع سبعة دول وكيانات ليبيا غربا والسودان جنوبا وفلسطين - إسرائيل وقطاع غزة – فى الشمال الشرقى ولها حدود بحرية مع السعودية شرقا وقبرص واليونان شمالا ويجرى فى شرينها نهر النيل الشاخص على أقدم حضارات الأرض وضفافه التى تمد مصر بالخير والاستقرار بما يجعل هناك أساسيات بأن مصر لها دور تاريخى وريادى وتقع عليها مسئولية عالمية وليست محلية. إن مصر بدأت الزراعة والحضارة معاً وهى أول من اخترع السفن والملاحة على النيل بمواد بنائية وهى نبات البردى لأن أخشاب مصر بالمعنى الحالى كانت وقتها لا تصلح للبحار العالية واقتصرت ملاحتها حتى مع خشب أرز لبنان على النيل وهكذا التى اخترعت مصر الملاحة فى النيل ثم بدأت تتجه إلى البحر وهو بعيد المدى لتحقق منظومة التواصل فهى حققت شيئين فى وقت واحد الأرض والشعب، الوطن والقومية, فالمصرية قاعدة الأساس والارتكاز وتنفرد بآليات عدة مركبة - لا بسيطة - من عدة عناصر بما جعل تميزها هويتها وأبعادها الخارجية وآفاقاً أكثر اتساعاً ومنظومة ثابتة وليست ثانوية لأنها ثبتت على وضوح الرؤية والأخلاق والاتفاق وامتزاج الحضارات والتجانس بحيث أصبحت متفاعلة ذات كيميا متميزة وحزم حضارية من صنع المكان والطبيعة التى لها أبعادها البشرية.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى لقد تحولت أرض مصر لأول مرة فى التاريخ إلى عالم جديد يتفاعل يحقق الأمن أفقياً ورأسياً وأصبحت أرض مصر تواجه بعد ذلك هذه المسئولية تجاه منطقتها العربية والإفريقية والإسلامية وسندها وركيزتها هى النيل حيث قيل لها فى الأدبيات: «أن مصر سيدة الأرض ومالكة النيل «وأصبحت محسودة نتيجة لتراكم رصيدها المائى قبل أن يتعرض للنقصان, فحضارة مصر حضارة بيئية, ومصر قدس أقداس السياسة العالمية والجغرافيا السياسية ومن المتصور أن تنكمش أحياناً لكنها تؤدى دورها على أسس من التاريخ والسياسة لا الصدفة ولا القوة لأنها نبت طبيعى من الأرض الطيبة.
ويشير الدكتور محمد خفاجى إن التاريخ يؤكد أن الحضارة المصرية ذات شخصية حرة ومتفتحة وحذرة فى ذات الوقت, فالمصرى بطبعه طواق للحرية مهما اشتدت به المحن والأزمات تستنهض به إرادة واعية, وقد أولت القيادة السياسية موضوع الشخصية المصرية حقها من الاهتمام نتيجة ما تعرضت له لفترات الضعف والوهن والتقاعس خلال تعرض مصر قبل ثورة 30 يونيه 2013 لتطرف الجماعات الإرهابية التى ظلت جاثمة على حرية الشعب مستغلة الدين فى السياسة وللتأثير على الفقراء والضعفاء والمغرضين البعيدين كل البعد عن بوتقة الأوطان ، إيمانا من القيادة بأن الشخصية المصرية بأن الشباب هم الظلال الممدودة والطاقات المحشودة والاَمال المنشودة وإيمانا منها كذلك, بالحق فى التنمية وفى غد أفضل ينبثق عن وعى شعبى وإرادة وطنية.
وبهذا الجزء الأخير ينتهى هذا البحث القيم للفقيه الكبير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.