كشف المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عن آلية توظيف التنظيمات الإرهابية للفتوى في جذب واستغلال النساء في حوادث إرهابية، مؤكدًا على أن 60% من نسبة الفتاوى الخاصة بالمرأة داخل تنظيم داعش توجب مشاركتها في المعارك والقتال تحت اسم الجهاد. جاء ذلك تعليقًا على قيام امرأة تونسية بتفجير نفسها في العاصمة التونسية أول من أمس في دورية أمنية. وأوضح المؤشر ارتفاع وتيرة استغلال التنظيمات الإرهابية للعنصر النسائي في العمليات الانتحارية والتفجيرية، خاصة بعد تراجع الشباب والرجال في صفوف التنظيم، حيث بلغت نسبة نساء تنظيم داعش 13% من إجمالي المقاتلين الأجانب الملتحقين بالتنظيم مؤخرًا. وأكد المؤشر العالمي للفتوى على استغلال التنظيمات الإرهابية ل"سلاح الفتوى" لإضفاء شرعية دينية تلزم النساء بالمشاركة في المعارك والجهاد، وذلك من خلال تفسيرات خاطئة لمفهوم الجهاد في الإسلام، حيث برهن المؤشر على ذلك بظهور المرأة في الإصدارات المرئية التي أصدرها "داعش" على مدار العام بنسبة 30%، بعد أن كانت تعمل في صمت خلف الكواليس، وكان أبرز تلك الإصدارات: "من الداخل 7"، و"غزوة الثأر للعفيفات" خلال عام 2018. وأكد المؤشر العالمي للفتوى على تغير الأحكام الشرعية التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية في فتاويها وفقًا لمصالحها وأهدافها، لا سيما تنظيم داعش، حيث جاءت 90% من فتاوى التنظيم لخدمة عملياته الإرهابية. وشكَّل الحكم "واجب" 60% من فتاوى داعش حول مشاركة المرأة في الجهاد والمعارك خلال العام 2018، بعد أن كانت تتنوع بين "الوجوب والجواز والتحريم" خلال الأعوام السابقة.". وبدءًا من العام 2017 بدأت تعود فتاوى وجوب مشاركة المرأة من جديد مع تراجع المنتمين للتنظيم وزيادة أعداد القتلى في صفوف التنظيم؛ إثر الضربات التي لاحقته، واستشهد التنظيم في هذا الصدد بنساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي أكتوبر من العام ذاته أصبح قتال النساء "واجبًا وليس اختياريًّا". وتأكيدًا على تطويع وتحول الفتاوى لخدمة التنظيم وأهدافه؛ نشرت وكالة أعماق التابعة لداعش أوائل 2018 شريط فيديو أظهر بالفعل نساء يتدربن على حمل السلاح وإطلاق النيران. الإقناع والتجنيد وفند "المؤشر العالمي للفتوى" الطرق التي تستغلها التنظيمات الإرهابية في تجنيد النساء، بين استغلال العنصر الديني من خلال إقناعهن بأن الضغط على زر التفجير هو السبيل لجنة الخلد، واستغلال مجموعة من الألفاظ المؤثرة داخل الفتوى ك"عفيفات – أميرات الجنة – ملكة متوجة – عرائس الجهاد"، فضلًا عن استغلال حالة اليأس والوصول إلى مرحلة الانتقام التي وصلت إليها زوجات بعض القتلى من داخل التنظيم. أوصى المؤشر بضرورة الوقوف ضد التيارات المتطرفة التي تغذي بدعايتها السوداء الأفكار الإرهابية المسمومة، وبيان أن الجهاد ليس هو القتال فقط كما يحلو لأصحاب الفكر المتطرف تسميته، وضرورة تبني مناهج شرعية عميقة رصينة تكون بمثابة خط الحماية الأول لحفظ الشباب من الاندفاع نحو التطرف، وتخريج أجيال مسلمة ذات أفكار بناءة تسعى للإعمار لا الهدم والخراب. جدير بالذكر أن "المؤشر العالمي للفتوى" هو أحد المبادرات المهمة التي أطلقتها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم خلال مؤتمرها الرابع الذي عقد منتصف الشهر الجاري تحت عنوان: "التجديد في الفتوى .. بين النظرية والتطبيق". ويهدف المؤشر إلى بيان حالة الفتوى في كل دائرة جغرافية وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجي والإحصائي، وتكوين تصور علمي وعملي صحيح للمشهد الإفتائي في العالم كله، وذلك من خلال رصد الفتاوى الصادرة في العالم أجمع والقيام بتحليل وتقويم الخطاب الإفتائي وملاحظة اتجاهاته، على أن تصدر نتائجه كل ثلاثة أشهر، بما يثمر وجود الرؤية الكاشفة التي تساعد أصحاب القرار على تقويم الواقع والقيام بما يناسبه من إجراءات.