على بعد 100 كيلومتر من العاصمة القاهرة تحديدًا فى محافظة الفيوم تقع قرية "جردوا" التي لا تزال محتفظة بعادات الريف المصرى ومبانيها التي تحتفظ بالطوب اللبن والآخر بالطوب الأحمر، منتشرة حولها مساحات خضراء واسعة بنبات واحد وهو الملوخية. تخصص سكان القرية فى زراعة وتصدير نبات الملوخية، فمنذ الصباح الباكر يستقيظ الرجال ويحرثون الأرض ويتبعهم النساء الذين يقومون بقطف الزرع ويليهم الشباب والأطفال الذين يصعدون لأماكن مرتفعة لتجفيف أوراقها. ولم تكتف تلك القرية بأن يتم توزيع محصولها في السوق المحلى فقط، بل وسعت نشاطها بتصديره إلى كثير من دول العالم مثل البحرين وتونس والصين، فبعض التجار يمتلكون مكاتب تصدير داخل القرية فضلا عن وجود مصانع لتعبئة وحفظ الملوخية ما ساهم فى توفير آلاف من فرص العمل للشباب. واتجه سكان القرية البالغ عددهم 79 ألف نسمة إلى العمل بتلك المهنة وذلك لما لها من عائد مادى جيد حيث يبلغ سعر الطن من "الذهب الأخضر" كما يطلق عليها الأهالى 3 آلاف دولار، كما أن خصوبة التربة لديهم مرتفعة وهو ما يساعدهم فى الحصول على محصول جيد وغزير، وفقًا ل"علي مجاهد"، أحد المزارعين. ويقوم الرجال والأطفال بزراعة المحصول فى منتصف شهر أبريل وحتى منتصف شهر أكتوبر، وتأخذ الدورة الواحدة للمحصول 70 يومًا ويقوم الأهالى بجمعه بآلة حادة تسمى "المحش" وتكرر عملية الزراعة من جديد لتبدأ دورة أخرى وهى تجفيف المحصول وتعبئته. ووفقًا ل" السيد فتحي"، أحد المزارعين، أن السيدات اللاتي تعملن أكثر من 60% منهن فى تلك المهنة، يقمن بجمع المحصول، من خلال قطف الملوخية وتركها أربعة أيام لتجف، ثم يتجمعون مرة أخرى بعد جفاف المحصول لتنظيف الأوراق من الحشائش. ووفقًا ل"أمينة محمد"، إحدى السيدات المزارعات، فإن الملوخية يتم تعبئتها في أكياس بلاستيكية حسب الوزن المطلوب ويبدأ من 500 جرام، ويستفيد الأهالى من سيقان الملوخية عن طريق استخدامها كعلف للحيوانات.