أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعم مصر للمبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا منذ إطلاقها عام 2017 إبان تولي ألمانيا رئاسة مجموعة العشرين؛ إيمانا بأهمية دعم جهود تحقيق التنمية المستدامة في القارة، مؤكدا أهمية خروج أعمال القمة بنتائج محددة لتعزيز استثمارات القطاع الخاص الألمانية مع إيلاء الاهتمام الواجب بالمكون الخاص بنقل التكنولوجيا، والتعليم والتدريب المهني، لما لذلك من أهمية في إتاحة مزيد من فرص العمل لأبناء القارة. جاء ذلك خلال مباحثات القمة التي أجراها الرئيس السيسي اليوم /الثلاثاء/ مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك على "غداء عمل" استضافته المستشارة الألمانية، تكريما للرئيس السيسي، بمقر المستشارية بالعاصمة برلين. وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ، في تصريح صحفي ، إن المباحثات شهدت استعراضا لعدد من الملفات على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشار الرئيس السيسي إلى ما حققته مصر من خطوات على صعيد تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وكذلك تحديث البنية التشريعية لحماية الاستثمارات وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية اتساقا مع رؤية مصر 2030، الأمر الذي يعزز من فرص الاستثمار في مصر خاصة في المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها وعلى رأسها محور تنمية قناة السويس. كما أكد الرئيس السيسي، وجود فرص واعدة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة، على ضوء ما تتمتع به مصر من إمكانات وموارد في ظل اكتشافات الغاز الطبيعي الأخيرة في مصر، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه، وبدء تصديره اعتباراً من عام 2019، وتحول مصر إلى مركز إقليمي لتداول ونقل الطاقة، بالإضافة إلى مشروعات الطاقة المتجددة مثل إنشاء أكبر محطة طاقة شمسية في العالم في "بنبان"، وأكبر مزرعة للرياح في الزعفرانة. وأشار الرئيس السيسي كذلك إلى تركيز الحكومة المصرية خلال الفترة الحالية على بناء الإنسان المصري، وسعيها لتطوير قطاعي التعليم والصحة لتنفيذ تلك الأهداف التي تعد ركيزة أساسية في عملية التنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، لافتا إلى تطلع مصر للتعاون مع ألمانيا في مجال تطوير العملية التعليمية بشقيها الأساسي والمهني، والاستفادة من الخبرات الألمانية المشهود لها بالكفاءة في هذا المجال، فضلاً عن التعاون في مجال التعليم العالي، من خلال إقامة تحالف بين الجامعات الألمانية ونظيرتها المصرية. بدورها، أكدت المستشارة الألمانية دعم بلادها لمسار الإصلاح الاقتصادي الذي تنتهجه مصر، مشيدة بما تحقق من إنجازات على هذا الصعيد، كما أكدت المستشارة الألمانية حرص الشركات الألمانية على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة وزيادة أنشطتها في مصر، وتعزيز الاستثمارات القائمة، مشيرة إلى ثقتها في أن التعاون بين البلدين سيشهد مزيدًا من التقدم في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة. وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصة مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث استعرض الرئيس السيسي في هذا الإطار النجاحات التي حققتها مصر لترسيخ الأمن والاستقرار استناداً إلى مقاربة شاملة في الحرب على الإرهاب تسعى من خلالها إلى علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الأيديولوجيا والفكر المتطرف وقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية. كما عرض الرئيس السيسي الإنجازات المصرية بدءا بمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر منع انطلاق أي مراكب تقل مهاجرين من الشواطئ المصرية باتجاه أوروبا منذ سبتمبر 2016، فضلاً عن استضافة مصر ملايين اللاجئين على أراضيها، مؤكدا في هذا الإطار أن استدامة نجاح هذه الجهود تتطلب مزيداً من التعاون مع مصر، ومساعدتها في تلبية الاحتياجات اللازمة لتطوير قدراتها في هذا الصدد. وأعربت المستشارة الألمانية عن تقدير بلادها للجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أن مصر نجحت في التعامل مع هاتين الظاهرتين وحققت فيهما نجاحات كبيرة، وأكدت استعداد بلادها لتعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال. كما أشار السفير بسام راضي إلى أن المباحثات تناولت استعراضا لعدد من الملفات الإقليمية خاصة الملف الليبي والأزمة في سوريا، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التنسيق وتقارب الرؤى بين البلدين فيما يخص تلك الملفات، كما شددا على أهمية تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف تلك الأزمات، مع الحفاظ على مفهوم الدولة ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، بما يحقق الاستقرار لشعوب المنطقة، وتم أيضا التشاور حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة، مستندة إلى القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة. ورحبت المستشارة الألمانية بزيارة الرئيس السيسي، ومشاركته في فعاليات قمة مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، مشيرة إلى أن مصر باتت تمثل نموذجاً ناجحاً يحتذى به للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط فضلاً عن دورها الرائد في التنمية ومكافحة الإرهاب وكذلك الهجرة غير الشرعية. كما أشادت المستشارة الألمانية بالمستوى المتنامي للعلاقات الثنائية بين البلدين وما تشهده من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة حرص ألمانيا على تطوير التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات. وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي وجه الشكر للمستشارة ميركل ولألمانيا لاستضافتها قمة مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، ولما شهده من حفاوة الاستقبال خلال زيارته لبرلين، كما أعرب عن تقديره للمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، والتي أسهمت في تعزيز التعاون الثنائي على أساس من الشراكة وتحقيقاً للمصالح المتبادلة، مشيراً إلى التطلع لتعزيز التنسيق والتشاور، لاسيما على ضوء تزامن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي مع بدء العضوية غير الدائمة لألمانيا في مجلس الأمن اعتباراً من يناير 2019.