أدلى محمد الدرينى المعتقل السابق بأقواله أمس الثلاثاء أمام نياية أمن الدولة العليا، وكشف أسرار وتفاصيل التعذيب الذي يحدث في مقر سري تابع لمباحث أمن الدولة يسمى "عاصمة جهنم". وقال الدريني أمام رامي السيد رئيس نيابة أمن الدولة العليا إن الولاياتالمتحدة استعانت بحبيب العادلي في تعذيب معتقلين واستضافتهم تحت مسمى مكافحة الإرهاب. وأوضح أن العادلي صور عمليات التعذيب بكاميرات الفيديو وقال للمعتقلين أمريكا تريد تسجيلات تفيد بتعذيبكم. وأدرجت نيابة أمن الدولة العليا بلاغ الدريني ضمن بلاغات الفئة ” أ ” شديدة الخطورة . وأضاف الدريني، لموقع "البديل" الإلكتروني، أن الشرطة استخدمت العديد من الوسائل منها أدوات أمريكية الصنع بخلاف الوسائل التقليدية كعصب العين مشيرا أنه تعرض لعصب عينيه 40 يوما، ومن بين وسائل وأساليب التعذيب التكبيل على ظهر شيزلونج مبلل بالماء ثم توصيل أطرافه بمصادر كهرباء.. فضلاً عن التعذيب بواسطة كرسي صعق كهربائي أمريكي الصنع. وتابع أن مكان عاصمة جهنم غير معروف يقيناً إلا أن البعض يشير إلى أن مقر عاصمة جهنم هو ذاته مقر أمن الدولة بمدينة نصر.. وأدرج الدرينى في المذكرة التي طالبته النيابة بكتابتها أسماء عدد من المعتقلين لاستدعائهم للشهادة حول أساليب التعذيب ووقائع القتل المنهجي التي تعرض لها مصريون وغير مصريين داخل أمن الدولة. وطالب الدرينى بفتح تحقيق تتولاه جهات سيادية حول إقدام عناصر من أمن الدولة على بيع وثائق دبلوماسية خطيرة كانت بحوزته تدين بلدا عربيا بأعمال تجسس وتخابر على مصر مقابل 5 ملايين دولار، موضحا أن هذه الوثائق تفضح محاولات هذا البلد الزج بأشخاص تابعين له لمواقع نافذة داخل بنية الدولة المصرية. وأشار الدريني إلى أنه كان بصدد استخدام الوثائق في تأليف كتاب توثيقي حول دور بعض الدول العربية الشقيقة في التآمر على مصر. وكان الدريني قد تقدم بعدة بلاغات للنائب العام منذ عام 2005 حتى اليوم تطالب بفتح تحقيقات فورية فيما ورد في كتابه عاصمة جهنم من شهادات ووقائع تستدعي سرعة التحقيق، إلا أن الاستجابة لم تبدأ إلا بعد الإطاحة بمبارك.