أسبوع وتنطلق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ال73، المقرر انعقادها في نيويورك، يوم الثلاثاء الموافق 25 سبتمبر، بمشاركة رؤساء 95 دولة على الأقل، من بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، في كل عام، يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر، وتم الاتفاق على أن يكون موضوع جعل الأممالمتحدة وثيقة الصلة والأهمية للجميع: القيادة العالمية والمسئوليات المشتركة لتهيئة مجتمعات يسودها السلام والتكافؤ»، هو محور النقاش العام للدورة 73. وسيلقي الرئيس السيسي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، كما سيقوم أيضاً بإلقاء الكلمة الافتتاحية للاجتماع الوزاري لمجموعة ال77 والصين، الذي سوف يُعقد يوم 27 سبتمبر بمشاركة سكرتير عام الأممالمتحدة، وذلك في ضوء رئاسة مصر للمجموعة خلال عام 2018. وفي هذا السياق، قال السفير عادل الصفتي، وكيل أول وزارة الخارجية الأسبق، إن أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة تقسم على 6 لجان، وهما اللجنة السياسية ولجنة التنمية الاقتصادية واللجنة الاجتماعية، واللجنة الرابعة كانت لتصفية الاستعمار، ولكن مع انتهائه حُولت بعض موضوعات اللجنة الأولى على الرابعة فأصبحت سياسية هي الآخرى. وتابع في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن اللجنة الخامسة مختصة بالأعمال المالية والسادسة مختصة بالشئون القانونية، موضحًا أنه في كل لجنة من هذه اللجان نجد أن هناك ملف ذو أهمية بالنسبة لنا، كقضية فلسطين ونزع السلاح وموضوعات الإرهاب وقضايا حقوق الإنسان. وأشار الصفتي، إلى أن مشاركة الرئيس السيسي في أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة للسنة الخامسة على التوالي تقليد جيد ومهم، إذ أنها فرصة ليعرض وجهة نظر مصر في الموضوعات المتداولة في العالم، كما أنه يعرض خلاله ما شهدته مصر في العام الماضي. وبين وكيل أول وزارة الخارجية السابق، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة منتدى عالمي يجتمع فيه صفوة زعماء العالم مرة في العام، وأنه فرصة للتلاقي وتبادل وجهات النظر، مشيرًا إلى أن هناك موضوعات خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة تكون قليلة الأهمية بالنسبة لنا، مثل ما تطرحه دول أمريكا اللاتينية والتي تتعلق بالأجسام القادمة من الفضاء الخارجي. فيما قال السفير رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية السابق، إن جدول دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يكون عليه عشرات الموضوع، ومن ثم يختاروا موضوع رئيسي يكون هو عنوانها، إلى جانب كل القضايا الدولية. وذكر في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن القضايا الدولية التي سيتم تناولها، ستدور حول الصراعات الإقليمة سواء الأزمة الليبية أو السورية واليمينة، وموضوعات الصراعات في أفريقيا والوضع الاقتصاد الدولي، ومشكلة الارهاب والهجرة غير الشرعية. وأضاف أحمد، سيتم كذلك مناقشة القضية الفلسطينية، حيث أنه في كل دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة يتم تجديد قرارها رقم 194، الخاص بمشكلة اللاجئين وإنشاء وكالة الأونروا، التي تسعى أمريكا وإسرائيل لإلغائها للقضاء على قضية اللاجئين. وأكد أن هذه الدورة تعد مناسبة لرؤساء الدول الذين يحضروها، باعتبارها فرصة لعمل اجتماعات مع رؤساء الدول الآخرى على هامشها، مشيرًا إلى أنه كان يطلق على الجمعية العامة للأمم المتحدة البرلمان الدولي لأن كل رئيس يحدد خلال كلمته فيها سياسة دولته. السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق، أوضح إن خطاب مصر خلال الجلسة الافتتاحية في الدورة ال 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عادة ما يكون شامل ويتناول كل القضايا، لأنه يعبر عن سياسة الدولة. ورأى في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال هذه الدورة، سيشمل شرح سياسة مصر الاقتصادية ونجاح خطة الإصلاح الاقتصادي ودعوة المستثمرين للاستثمار فيها، وأننا نعمل من أجل السلام والتنمية ونجحنا في مواجهة الإرهاب. وتابع، أن الخطاب بالتأكيد سينتقل من الحديث عن الوضع المحلي للقضايا الإقليمية، وأن مصر تساند الحلول السلمية في سوريا واليمن وتهدف لرأب الصدع بين مختلف الدولة في المنطقة العربية، وتناول القضية الفلسطينية وفتح المجال للتفاوض المباشر بين السلطة الفلسطينة وإسرائيل، بالإضافة إلى الإعلان أننا ضد الإرهاب ودعم تحرير التجارة العالمية. وأكد مساعد وزير الخارجية السابق، أن المكسب الكبير من مشاركة مصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن تمثيلها فيها يكون على مستوى رئيس الجمهورية، مما يتيح الفرصة لمقابلة رؤساء الدول كما يقربنا من القيادة الأمريكية، خصوصًا أن الرئيس السيسي رجل منفتح وكلامه له قبول. رأى السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدورة ال 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي في ظل صعوبات تكتنف الموقف الدولي، حيث أن هناك الكثير من المشاكل المعلقة التي تؤدي إلى تعريض السلام الدولي للخطر. وأضاف في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن من بين هذه الموضوعات المعلقة، هو استمرار القضية الفلسطينية دون حل أو حتى بوادر حل، إضافة إلى الأزمة السورية ومحاولة تدويلها مع وجود المطامع الإقليمية فيها من قبل إيران وتركيا. وذكر بدر، أن هناك موضوعات أخرى من بينها، نزع أسلحة الدمار الشامل، واحتمالية وجود موجوت إرهابية جديدة استنادًا لاستمرار النزاعات فضلًا عن الخلل الإيديولوجي القائم، كما أن هناك قضايا تتعلق بتحقيق العدالة وقضايا التنمية. وقال إن هذه الجمعية العامة للأمم المتحدة سوف تكون كالمعتاد كبرلمان دولي، ومناسبة تأتي في العام مرة واحدة لعرض هذه المشكلات والقضايا لحلها لأنه ليس هناك بديل عن ضرورة دعمها رغم الصعوبات.
