كتبت :لُجين مجدي يُعتبر القديس مقار الكبير أو مقاريوس الذي يعرف مختصرًا بالعربية بإسم أبو مقار , ببرية شيهيت بصحراء وادي النطرون أحد أقدم و أهم الأديرة القبطية في مصر و الذي شهد الكثير من الأحداث التاريخيه و التي تعطية القيمة الآثارية يرجع هذا الديرإلى القرن الرابع الميلادي. يُنسب هذا الدير إلى الانبا مقاريوس أو مقار الكبير وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير ؤسس الرهبانية المسيحية و قد ترهب مقار الكبير و إعتكف بصحراء وادي النطرون و أنشاء لنفسة صومعة تقريبًا في الثلث الاخير من القرن الرابع الميلادي . إنحدر القديس مقاريوس من شمال وادي النطرون إلى اقصي جنوبة بعد ان إكتظت المنطقة الشماليه بالمتوجدين و في عام 360م, ذهب الأنبا مقاريوس بعد أن قام بإنشاء كنيسة و اجمع الرهبان و ترك تلميذة بفنوتيوس ليدير خدمة الكنيسة فى غيابة . إشتهر الانبا مقاريوس بالحكمه و العلم و الإخلاص فى الخدمه الكنسية و كان أصدقاؤة يدعونه بإسم بيداريوجيروم أى الشيخ الصغير و صاحب الحكمه و فيما بعد لُقب بالنبي اللابس الروح أى حامل الروح القديس, و إسم مقاريوس هو اسم يوناني و يُقال بالعربية "مقار" اما بالقبطي فيقال "مكاري". و إرتبط الدير بإسم الانبا متي المسكين وهو احد أشهر منظرى الكنيسة من التيار الإصلاحي و دخل إلى الدير و أعاد الحياة الرهبانيه في نهاية الستينات حتى وفاته عام 2006م. كما ترأس هذا الدير العديد من الاحبار و لعل من أبرزهم كان البابا شنودة الثالث الذي ترأس الدير عقب إستقالة الانبا ميخائيل أسقف أسيوط, الذي قضى 65 عامًا في خدمة الدير, و بعد وفاة البابا شنوده عام 2012م , طالب الرهبان بعودة الانبا ميخائيل رئيسًا للدير مره اخرى فى إبريل 2012, ثم إستقال من منصبة و تولى من بعده في عام في 10 مارس 2013م الأنبا أبيفانيوس و الذي إستشهد داخل الدير في 20يوليو من العام الحالى 2018م , مازال المنصب بدون رئيس إلى الان. يحتوى هذا الدير على العديد من المبانى و المزارع فتبلغ مساحته حوالى 11034كم2 أى 2700 فدان ,و تضم سبع كنائس و ثلاث منها داخل الدير و أربعه اعلى حصن الدير إلى جانب المزارع و المباني التابعه للرهابنه و العاملين و مساكن للرهبان المعروفة بالقلالي, و يضم الدير العديد من القلالي التي بُنيت حديثاً. ومن بين القلالي في هذا الدير تلك التي تحيط بالفناء في الجهات الغربيةوالشرقية والشمالية. وهي عبارة عن مجموعات من ست أو سبع قلالٍ مقامة بمستوى الأرض، وكل منها عبارة عن حجرتين، واحدة داخلية وأخرى خارجية. ويرجع تاريخ صف القلالي الشمالية إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر,وصف القلالي الشرقية يُرجّح إنها بُنيت في القرن الثامن عشر الميلادي. وفي النهاية الجنوبية من صف القلالي التي تقع في مواجهة المدخل، يوجد بناء صغير يسمَّى بقلاية البطريرك، ويرجع تاريخها إلى القرن السادس الميلادي, كما توجد حجرة موازية لها يُقال أن أجساد الشيوخ التسعة وأربعين الذين قتلوا في غارة البربر كانت محفوظة فيها، إلى أن بُنيت كنيستهم الحالية. وتوجد بالدير قلالي تم الإبقاء عليها كنموذج لقلايات القرن الثامن عشر، وتقع جنوب كنيسة الأنبا مقار. و يلحق بالدير تحف صغير و مشفي و محطة توليد كهرباء و مكتبات تحتوى على مخطوطات نادرة عن التاريخ الكنيسي و مطبعه , ذو شكل مستطيل أقرب إلى المربع وقد وصلت مساحته الإجماليه بعد الإضافات الاخيره نحو ثماني أفدنة. وينقسم الدير من الداخل إلى قسمين متساويين تقريباً بواسطة مجموعة من المباني اتجاهها العام من الشرق إلى الغرب. والقسم الشمالي له شكل رباعي ويشمل فناءً مفتوحاً يتوسطه بئر لم يعد ماؤه صالحاً، كذلك ساقية من الطوب الأحمر أقيمت عام 1911, ويحد الجانبين الشرقي والشمالي للفناء صفان من القلالي وكنيسة الأنبا مقار، كذلك أقيم قصر الضيافة إلى الشرق مع صف حديث من القلالي. أما غرب الفناء فتوجد كنيسة التسعة وأربعين شهيداً من شيوخ شيهيت، وبجانبها توجد حجرة أو قلاية تُعرف بقلاية الميرون، وكان يطبخ بها زيت الميرون قديماً. وفي القسم الجنوبي من الدير يظهر الحصن، وفي أسفل حائطه الجنوبي يظهر مدفن للرهبان المسمّى الطافوس، أما في ناحيته الشمالية فتظهر كنيسة أباسخيرون. وفي عهد البابا شنودة الثالث -البابا 117- أقيمت 16 مجموعة قلالي جديدة، كل مجموعة تحتوي على ست قلالي. كما أقيمت مائدة جديدة ألحق بها مطبخ حديث، ومكتبة تُعتبر أكبر مكتبة ديرية لحفظ ما تبقى من المخطوطات والكتب النادرة. وقد أٌلحق بالجهة الشمالية من المكتبة مخزن متحفي، وتعرض فيه القطع الرخامية التي عُثر عليها أثناء تجديد الدير مثل الأعمدة وتيجانها وقواعدها ولوحات المذبح التي تعتبر من أندر القطع في العالم,هذا بالإضافة إلى أحواض اللقان والأواني الفخارية والخزفية الملونة. إشتهر هذا الدير بإعتقاد وجود مقبرة في كنيسة الانبا مقار الرئيسية لرفات النبيين يوحنا المعمدان و إليشع ,و تم الكشف عن هذه المقبرة في عام 1976 بشكل رسمي عندما بدأت عمليات الترميم و توسيع الدير بإشراف القمص متي المسكين و أصدر الاعلان عن وجودها في عام 1978م, وهو أحد اهم الاديرة نسبة للمخطوطات النادرة التي تكتويها مكتباته و موقعه الذي مرت به العائله المقدسه مرورا بعظمه القديس ابو مقار و قدره في التاريخ القبطي.