يعتبر دير الأنبا مقار، أحد أهم الأديرة الأربعة الموجودة بمدينة وادى النطرون، وتكمن أهميته فى اعتقاد الأقباط فى وجود رفات النبيين يوحنا المعمدان وإليشع، وهو ما أعلن عنه الدير فى عام 1978م بشكل رسمى، ويقع الدير فى الجزء الجنوبى الشرقى لدير الأنبا بيشوى ودير السريان، وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويقصده الأقباط من مختلف أنحاء العالم، لنيل بركة الشهداء الموجودين به. وقال مايكل جميل، أحد شباب كنيسة الأنبا مقار، ل«الوطن»، إن هذا الدير ينسب للقديس مقاريوس الكبير، ويتميز بمكانة كبيرة بين الأديرة الأربعة فى وادى النطرون، لما يحتويه من رفات 16 من الآباء البطاركة، ويوجد به كنيسة الشيوخ التى تحوى أجساد ال49 من الآباء الرهبان، الذين قُتلوا على يد البربر فى غزوتهم الثالثة، بالإضافة إلى التابوت الرخامى، الذى يحوى رفات القديسة «هيلاريا»، وهى ابنة الملك زينون، ولها قصة معروفة لدى الأقباط توضح مدى التدين والارتباط بتعاليم السيد المسيح، حيث تنكرت القديسة فى زى الرجال لتفوز بالرهبنة فى هذا الدير، ومكثت فيه تتعبد دون أن يعرفها أحد، ولما لها من مكانة عظيمة كان البطاركة يجتمعون فى رحاب التابوت الموجود تحت قصر الملك القديم الذى بناه فوق تابوت ابنته، وتتم هناك عملية المريون المقدس. وأضاف «جميل» أن الأنبا مقار كان تلميذاً للأنبا أنطونيوس الكبير، وهو مؤسس الرهبانية المسيحية، وعلى أثر ذلك ترهب الأنبا مقار وبنى صومعته فى صحراء وادى النطرون حيث يقع الدير، فى أواخر القرن الرابع الميلادى، حسب المخطوطات القبطية الأثرية، مضيفاً أن البابا شنودة الثالث ترأس الدير خلفاً للأنبا ميخائيل أسقف أسيوط، الذى ظل يخدم الدير على مدار 65 عاماً، وتولى الأنبا أبيفانيوس رئاسة الدير منذ مارس 2013، ومن العادات القبطية المتبعة التى تدل على مكانة الدير العظيمة، عند انتخاب البطريرك للكرسى عليه التوجه بعدها مباشرة إلى دير الأنبا مقار، لإتمام عملية الرسامة والتقديس بالدير. وتابع أن دير القديس أبومقار، يحتوى على آثار ومخطوطات نادرة، و7 كنائس يقع 3 منها داخل الدير، و4 أخرى أعلى حصن الدير، بالإضافة إلى مساكن الرهبان «القلالى»، ومساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان، كما يوجد فى الدير كنيسة أقيمت حديثاً بها ثلاثة هياكل لبطاركة، يقصدها الزوار لينالوا البركة والعظة، بالإضافة لوجود حصن من ثلاثة أدوار داخل الدير، به سقالة كان يتم رفعها عند هجوم البربر، ودور أرضى بالحصن يحتوى على الحجرات والمخازن وبئر مياه. وأكد ميخائيل تاضروس، أحد الرهبان فى الدير، أن الدير شهد العديد من الأحداث التاريخية القبطية، وصد الهجوم البربرى فى القرن الرابع الميلادى أكثر من مرة، ووقع شهداء داخل الدير على يد الأعداء، كما شهد الدير عدة تجديدات، أشهرها عام 1978 تحت إشراف القمص متى المسكين، الذى أعلن العثور على رفات النبيين يوحنا المعمدان وإليشع، وفى عهد البابا شنودة الثالث أقيمت 16 مجموعة قلالى جديدة، كل مجموعة تضم 6 قلالى، لخدمة الرهبان بالدير، بالإضافة إلى المذبح الجديد والمستشفى الصغير الملحق به صيدلية والذى يقع فى الجانب الجنوبى للدير، وداخل الدير يوجد 7 كنائس هى «الأنبا مقار، الشهيد أباسخيرون، الشيوخ، العذراء، السواح، الملاك ميخائيل، القديس أنطونيوس». ووجه رهبان وأساقفة دير الأنبا مقار، الشكر لبابا الفاتيكان بعد مباركته أيقونة مسار العائلة المقدسة فى مصر، مما سيدفع الحجاج المسيحيين للمجىء لمصر، على أثر السيد المسيح والسيدة العذراء.