تحظى مصر بالعديد من الاديرة والكنائس التاريخية التي تجذب اليها السائحين من داخل مصر وخارجها، وكان أول دير في مصر والعالم قد انشأه القديس انطونيوس عام 305م، وتبعه القديس باخوميوس الذي انشأ أول دير على نظام الشركة في عام 318م، ثم بعد ذلك اقام الأنبا مقار" ديري "البراموس" و"أنبا مقار" فيما بين عامي 340-360م بوادي النطرون. ويمكن إلقاء الضوء على وادي النطرون ودير الأنبا مقار أحد اديرته كنموذج. دخلت الرهبنة إلى الوادي على يد الأنبا مقاريوس نحو 340م. وبدأ دير الانبا مقار بقلاية واحدة للانبا مقار (أي الغرفة التي يسكنها الراهب)، وبدأت ونمت من حولها مئات القلايات، ثم بدأ في بناء الكنيسة والمائدة، وأماكن للضيافة، ومكان لراحة المرضى، وفي عام 438م دخل دير الانبا مقار العصر الذهبي لعمارته فقام الرهبان ببناء حصن "البيامون" لإيواء الرهبان في أمان أثناء غارات البربر، وشهد الدير أيضًا نهضة عمرانية كبرى في عهد الملك "زينون" والذي اغدق على الدير بالعمارة والاعمدة الرخامية والتيجان التي وجد بقاياها في حفائر تمت بالدير.تعرض بعد ذلك عمران الدير لانتكاسات بسبب غزوات البرر المتتالية، ولكن مع دخول العرب مصر في عام 641م سمح عمرو بن العاص للرهبان باعادة بناء اديرتهم وكنائسهم فنشأت كثير من الاديرة الصغيرة إلى جانب القديم منها وعرفت باسم المنشوبيات. ويحتوي اليوم دير الأنبا مقار على العديد من المعالم الاثرية من الهياكل والاعمدة الرخامية والتيجان والقباب والقلالي القديمة والحصن إضافة إلى العثور على رفات القديس يوحنا المعمدان. كما يعد هذا الدير مدرسة من المدارس اللاهوتية المهمة، بفضل الرهبان لاسيما الراهب الروحاني الاب متى المسكين وبما يقتنيه الدير من مخطوطات وكتب قيمة، إضافة إلى المطبعة، ونشاط نشر الكتب، لذلك يعد هذا الدير التاريخى بما فيه من مقتنيات من الأماكن التي يمكن أن تجتذب العديد من السائحين من داخل مصر وخارجها.