رئيس بعثة الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات العراقية يلتقي وفد الأمم المتحدة    انتخابات النواب 2025.. فتح اللجان وبدء عملية التصويت في اليوم الثاني بمطروح    وزير الكهرباء: 45 مليار جنيه حجم الاستثمارات لتحديث الشبكة الموحدة وخفض الفقد الفنى    الثلاثاء 11 نوفمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    يضم «17 مسؤولا حكوميا».. وفد مصري يشارك في ورشة عمل «تبادل الخبرات بالتنمية الاقتصادية» في الصين    وزير الكهرباء يترأس اجتماع الجمعية العامة ويعلن عن استثمارات ب 45 مليار جنيه    وزير الري: أي تعديات على مجرى نهر النيل تؤثر سلبًا على قدرته في إمرار التصرفات المائية    سيناريو تقسيم غزة، رويترز تكشف تفاصيل جديدة    سكرتير مجلس الأمن الروسى: ملتزمون بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع مصر    فايننشال تايمز: إنشاء وحدة مخابرات أوروبية تقودها فون دير لاين    استياء داخل المنتخب، استبعاد لامين يامال من معسكر إسبانيا    توروب يجهز برنامج الإعداد لمواجهة شبية القبائل بدوري الأبطال    حسام البدري يفوز بجائزة افضل مدرب في ليبيا بعد نجاحاته الكبيرة مع أهلي طرابلس    الكاف يجري تعديلًا في موعد مباراة زيسكو الزامبي والمصري بالكونفيدرالية    دي لورنتيس يجدد ثقته في كونتي رغم استمرار التوتر داخل نابولي    بالفيديو.. سعد الصغير في انتظار جثمان إسماعيل الليثي لأداء صلاة الجنازة عليه    تعليم الشرقية تعاقب مدير مدرسة بعد واقعة «المشرط»، وأسرة الطالب المصاب تكشف تفاصيل مأساوية    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 11-11-2025 على البلاد    إقبال كثيف من المواطنين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات "النواب" ببني سويف.. صور    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في تصادم 4 ميكروباصات بطريق سندوب أجا| صور    اليوم.. الحكم على متهم ب«أحداث عنف عين شمس»    مصطفى كامل وعبدالباسط حمودة أول الحضور لتشييع جثمان إسماعيل الليثي (صور)    بيت الغناء يستعيد سحر "منيب" في صالون مقامات    أكاديمية الأزهر العالمية تعقد ندوة حول "مسائل الفقه التراثي الافتراضية في العصر الحديث"    نانسي عجرم تشعل أجواء «معكم منى الشاذلي» على مدار حلقتين    مشاركة إيجابية فى قنا باليوم الثانى من انتخابات مجلس النواب.. فيديو    ينطلق غدًا، الصحة تكشف نتائج النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والتنمية لPHDC 2025    الصحة: الخط الساخن 105 يستقبل 5064 مكالمة خلال أكتوبر 2025 بنسبة استجابة 100%    الرعاية الصحية: إجراء 31 مليون فحص معملي متقدم بمحافظات التأمين الصحي الشامل    الرئيس السوري يستبعد الانضمام لاتفاقيات أبراهام ويأمل باتفاق أمني    ننشر اسماء 7 مصابين في تصادم 4 سيارات على طريق المنصورة - ميت غمر    «أوتشا» يحذر من تفاقم الأزمة فى شمال دارفور مع استمرار العنف والنزوح    الثلاثاء 11 نوفمبر 2025.. البورصة ترتفع ب 0.28% فى بداية تعاملات اليوم    عبد الحميد عصمت: خط مياه جديد لقرية السلام وبحث مشكلة صرف القنطرة الجديدة    "طلاب ومعلمون وقادة" في مسيرة "تعليم الإسكندرية" لحث المواطنين على المشاركة في انتخابات النواب 2025    بطولة 14 نجمًا.. تعرف على الفيلم الأكثر جماهيرية في مصر حاليًا (بالأرقام والتفاصيل)    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي يشاركان في ندوة جامعة حلوان حول مبادرة "صحح مفاهيمك"    ماذا قدم ماكسيم لوبيز لاعب نادي باريس بعد عرض نفسه على الجزائر    6 أعشاب تغير حياتك بعد الأربعين، تعرفى عليها    الشحات: لا أحد يستطيع التقليل من زيزو.. والسوبر كان «حياة أو موت»    هدوء نسبي في الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025    «الوطنية للانتخابات»: المشهد الانتخابي عكس حالة من التوافق بين مؤسسات الدولة    ضعف حاسة الشم علامة تحذيرية في سن الشيخوخة    حظك اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    سوريا تنضم إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش    انتخابات مجلس النواب.. تصويت كبار السن «الأبرز» فى غرب الدلتا    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    القنوات الناقلة لمباراة الكاميرون ضد الكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    محدش يزايد علينا.. تعليق نشأت الديهى بشأن شاب يقرأ القرآن داخل المتحف الكبير    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رافضاً تسييس الدين وداعياً لتديين السياسة
الجفرى:يجب على المسلمين زيارة الأقصى لتشجيع المقدسيين الثورات العربية انطلاقة شعبية ضد الظلم والفساد
نشر في الوفد يوم 22 - 04 - 2012

دافع الداعية اليمنى الحبيب بن على الجفرى رئيس مؤسسة طابا للدراسات الإسلامية عن زيارته للمسجد الأقصى.
وقال إنها ليست تطبيعاً ولا استسلاماً ووصف الثورات التى مرت بها معظم البلاد العربية بأنها ثورات ضد الظلم الذي عانت منه الشعوب مما جعلها تخرج ثائرة ضد حكامها، لكن أيضا لا يوجد عاقل يتصور أن كل هذه الأحداث تتم دون أن يحاول الغرب التدخل فيها وتوجيهها للاستفادة منها، وقال "الجفرى" إن أهم ما ينبغي أن يكون عليه الخطاب الديني الإسلامي الصحيح الذي تحتاجه الأمة الآن في ظل ما تشهده من ثورات الربيع العربي أن يكون نابعا من مشكاة الإسلام الأصيلة القادرة على فهم الواقع وتصوره، وأن يكون متصلا بحاجة الناس الأصيلة العارضة، خاصة أن الشعب اليمنى عانى كثيرا من الظلم وعاش الفقر والذل في بلد به الكثير من الخيرات، ولذلك خرج يطالب بإسقاط النظام.
ورفض"الحبيب" تسييس الدين مطالبا بتديين السياسة، لأن الإسلام هو الوعاء الجامع لكل أمور الحياة، وهو القادر على ضبطها وتوجيهها لما يخدم البشرية ويحقق مصالحها في جميع المجالات، كما أكد أن التصوف ليس مذهبا، ولكنه منهج تزكية للأنفس وحسن السلوك، ورأى أن دور الأزهر الشريف في هذه المرحلة معقود عليه الأمل لإخراج المنطقة من النفق المظلم الذي تمر به رضي بذلك من رضي وغضب منه من غضب، ودافع الجفري عن زيارته للمسجد الأقصى.. وإلى نص الحوار.
هاجم البعض زيارتك للمسجد الأقصى فى الفترة الأخيرة ورأوا أنها نوع من التطبيع مع الكيان الصهيونى، كيف ترى ذلك؟
زيارتى للمسجد الأقصى الشريف كان لها ما يبررها فقد أّسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد الأقصى وهو محتل من قبل الروم، واعتمر عمرة القضاء مع الصحابة ومكة تحت حكم كفار قريش واعتمر وصلى والأصنام منصوبة في الكعبة وحواليها والتزم بشروط كفار مكة فى الزيارة فلم يكن ذلك تطبيعا ولا استسلاما.
كما أنه لا يذهب عاقل سليم الذوق إلى تلك المواطن إلا ويزداد رفضاً للظلم والاحتلال مما تراه عينه بل ويرجع وقد استيقظت القضية في قلبه من جديد، وهم ينظمون رحلات مكثفة لليهود من أنحاء العالم لزيارة القدس حتى صار حائط البراق (المبكى) مزدحما بهم وبدأوا يطالبون بتوسعته على حساب المسجد الأقصى الذي صار شبه مهجور من المسلمين بسبب خوف التطبيع ومشكلة جسر المغاربة شاهد على ذلك.
ولا ننسى أن المرابطين يعانون العزلة والتضييق عليهم نفسيا واقتصاديا وأمنيا وقد غادر البعض منهم القدس لشدة الحاجة ولم يعد الأمر سهلا على الفلسطيني في الضفة أو غزة ان يصلي في الأقصى، وأطالب بضرورة تفويج المصلين والزوار مع إرشادهم إلى ضرورة السكن والشراء من المقدسيين مسلمين ومسيحيين لإنعاش اقتصادهم مع الاقتصار على زيارة المقدسات.
وتشجيع المسلمين والمسيحيبن من مواطني الدول الغربية والدول الاسلامية غير العربية على شد الرحال أفواجا مع مرشدين مستوعبين والتنسيق مع المرابطين هناك لترتيب الزيارة للصلاة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
يرى البعض أن التصوف ارتقاء روحي بالإنسان فما رأيكم فى ذلك؟
- التصوف سلوك ينتهجه بعض الصالحين للرقي بالجوانب الروحية والبعد عن زخارف الدنيا والزهد فيها وعدم التكالب عليها، ويرجع ذلك إلي ما كان عليه سلف الأمة منذ الحسن البصري الذي يعتبر المؤسس الأول لفكر الصوفية.
وما الدور المتوقع من أصحاب المنهج الصوفي الحقيقي؟
- التصوف ليس مذهباً وإنما منهج تزكية يأخذ به المسلم السني أياً كان مذهبه، حنفياً أو مالكياً أو شافعياً أو حنبلياً، والدور المتوقع منه أن يؤديه هو إنجاز المهمة الأعظم والأخطر التي نحتاجها في هذه المرحلة وهي تزكية الأنفس، لأن القاسم المشترك بين جميع إشكالات العالم الذي نعيشه علي المستوي الفردي والاجتماعي والسياسي والإقليمي، بل والعالم وعلي سائر المستويات، إنما هي أزمات متولدة من تصرفات صادرة عن نفوس أهمل أصحابها تزكيتها، فالسارق يسرق، لأن نفسه لم تعرف التزكية، والحاكم الظالم يظلم ويقتل لأن نفسه لم تعرف العدل ، والمعارض الذي يستغل حرقة الناس وآلامهم وقضاياهم وخروجهم للمطالبة بحقوقهم لمصالحه الضيقة لم يعرف التزكية، وكذلك الأمر بالنسبة إلي التاجر الذي يستغل الناس ويتعامل معهم بجشع، فالمشكلة التي تعد قاسماً مشتركاً في العالم اليوم محلها وموطنها النفس التي لم تتزكى ، فإذا كان التصوف هو العلم الذي يعني بتصفية الأنفس من المثالب والعيوب وإصلاح السلوك للتحلي بأحسن الأخلاق فإن الدور الأساسي المتوقع منه أن يكون خطاب أصحابه خطاباً يحدو بالأنفس نحو التزكية وحسن السلوك، ولذلك فإنه يجب أن يسارع أهل التصوف لإصلاح البيت الصوفي من الداخل والعودة بالتصوف لأداء رسالته الحقيقية، لأن هذا يعد ضرورة لإنقاذ المسلمين بل والعالم من حالة الصراعات الدموية الحالية.
هل تخشى من الهجمات التي تستهدف الصوفية؟
- لست قلقاً من الهجوم ضد التصوف، بقدر قلقي علي تأخر الإصلاح الداخلي للبيت الصوفي، فالتصوف جزء منه سلوك تربوي وجزء علمي شرعي، وهناك حاجة للإصلاح داخل المؤسسات الصوفية، والصوفية التي يؤمن بها المصريون، فليس هناك خوف علي التصوف إلا إذا غُيب دور الأزهر ودور التصوف الحقيقي.
وما رأيك فى سعى بعض أتباع الصوفية إلى التنافس على السلطة؟
- أنا لا أنصح أبداً أن تدخل المؤسسات الصوفية في سياق التنافسات السياسية، فالتصوف خطاب راقٍ، فهو يخاطب السياسيين والاقتصاديين وغيرهم، ولكن لا يكون طرفاً فيها ودخول إحدي المؤسسات الصوفية للمنافسة علي السلطة هو مناقض تماماً لمبدأ التصوف نفسه.
ما تقييمك للثورات العربية التي تمر بها البلاد الآن؟
- القدر الواضح الذي أستطيع أن أتحدث به دون أن أكون قد اقتحمت مجالاً لست متخصصاً فيه أن هناك كماً من المظالم التي عانت منها الشعوب والتي خرجت ثائرة ضد حكامها وقوبلت هذه الاحتجاجات عند البعض الآخر بخطأ في الاستيعاب، لكن مقابل ذلك عندنا إشكالية تجبر بعض الأنظمة وإصرارها علي التعامل بعنف مع مطالب شعوبها ويقابلها أيضاً محاولة البعض استثمار آلام وقضايا الشعوب العادلة لتحقيق مصالحه الشخصية، وهذا يجعل الخارطة مشوشة للغاية، لاسيما في ظل وجود هذا الكم من «التشغيب» الذي تمارسه أكثر وسائل الإعلام بما يتناسب مع رؤية كل وسيلة إعلامية والجهة التي تدعمها وتمولها وغابت سنة التثبت من مجتمعاتنا حتي من قبل بعض طوائف ونخب مثقفينا، وهو ما جعل الناس يلجأون للتطرف في التوصيف، وهذا من أخطر ما يكون، فالبعض وصف المسألة علي أنها مؤامرة خارجية بحتة للإستيلاء علي المنطقة، والبعض الآخر يقرأ الحادث علي أنها ثورات ربيعية نقية لا تشوبها أي شائبة ولست مع أي من الفريقين، فالمسألة بالفعل انطلاقة شعبية ناجمة عن حرقة ومعاناة لكن جعلها علي هذا النحو تماماً ضرب من السذاجة، فنحن في محيط دول العالم ودول الغرب لها مصالح في منطقتنا بوصفها منطقة الثروات الطبيعية، ولا يوجد عاقل يتصور أن هذه الأحداث تتم دون أن يحاول الغرب التدخل فيها وتوجيهها للاستفادة منها.
وما الخطاب الديني الإسلامي الصحيح الذي تحتاجه الأمة في ظل ما تشهده من ثورات الربيع العربي؟
- إن أهم ما ينبغي أن يكون عليه هذا الخطاب أن يكون نابعاً من مشكاة الإسلام الأصيلة القادرة علي فهم الواقع وتصوره، الصحيح، ثم الإبلاغ عن الله تعالي، ومعني أنه نابع من مشكاة الإسلام الأصيلة أنه ليس قائماً علي الإسراف في المواءمة للتوصل إلي هدف لو كان نبيلاً، وأن يكون متصلاً بحاجة الناس الأصيلة لا الحاجة العارضة التي هي عرض من أعراض المرض، فمشكلتنا في الخطاب الإسلامي أننا لنا سنوات إن لم تكن عقود نتعامل مع العرض لا مع المرض، فنحن بحاجة إلي خطاب إسلامي نابع من مشكاة الإسلام الأصيل يتوجه إلي معالجة المرض ، وصيغة هذا الخطاب تؤدي إلي التقاء الناس لا إلي تعميق الفرقة بين الناس، وأن يكون قائماً علي التثبت بمعني أن يكون الناطق بالخطاب الإسلامي متثبتاً متيقناً متبيناً من المعلومة التي بني علي أساسها هذا الخطاب، لا يسمع خبراً في نشرة أو وسيلة إعلام ويسارع ويبادر قبل أن يتحقق ويتكلم.
ما وجهة نظرك فيما يحدث في اليمن بوصفك «يمنى» الأصل؟
- أحداث اليمن تؤلمني للغاية، والآن هناك تعلق، فالشعب اليمني عاني كثيراً من الظلم وله مظالم كثيرة، ويعيش الفقر والذل والآلام في بلد به الكثير من الخيرات ولهذا خرج الناس هناك يطالبون بسقوط النظام، ولكن ما حدث بعد ذلك هو محاولة البعض السطو علي هذه الثورة الشعبية، فلم تصبح المسألة فقط ثورة تعارض الحكم بل أصبحت ثورة ضد نظام وبجانبها أيضاً لعبة سياسية من جانب من كانوا بالأمس مع النظام، وأصبحوا ثوريين اليوم ودخلوا في صراع جديد مع النظام، فالوضع في اليمن اليوم مزدوج ما بين معركة شعب مع نظام ومعركة مصالح سياسية يحيط بها مصالح دول المنطقة، ومصالح دول العالم علي أساس أن اليمن يقوم علي أهم ممر بحري في العالم، وأنا شخصياً أتساءل عن سر صعود نجم القاعدة فجأة في اليمن ثم تحرك الولايات المتحدة المفاجئ للنيل منها، وهناك أيضاً علامات استفهام كثيرة علي وصول ستين مليون قطعة سلاح لأيدي الشعب اليمني، والمشكلة الأصعب أن الجيش اليمني يعاني هو أيضاً من الانقسامات وتأثر بالتنافس السياسي خاصة أن الجيش اليمني ليس وحدة واحدة مثل الجيش المصري.
هل تري أن استخدام الدين في الصراع السياسي يضر بالدين أم بالسياسة؟
- يضر بالجميع، بالمتدينيين وبالساسة والسياسة، والأهم من ذلك يضر بشعوب العالم، أما الدين الذي هو دين الله فلا يضره شيء ، واليوم كم من الدماء تسيل تحت لافتة الدين، أو باسم الدين، وقد كان هناك تقرير أعدته مؤسسة غربية عن القتل باسم الدين، فوجدت أن أكبر نسبة قتل تمت في التاريخ كانت علي أيدي المسيحيين، يليهم البوذيون، ثم المسلمون، فالهندوس، وكانت الأعداد مهولة، ولذلك فنحن نرفض تسييس الدين، ونطالب بتديين السياسة، لأن الإسلام هو الوعاء الجامع لكل أمور الحياة، وهو القادر علي ضبطها وتوجيهها لما يخدم البشرية ويحقق مصالحها في جميع المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية إلي آخره، وتدين السياسة مطلوب، ولكن تسييس الدين هو الخطأ.
كيف تنظر إلي دور الأزهر الشريف خاصة في هذه المرحلة الحرجة من حياة الأمة؟
- دور الأزهر الشريف في هذه المرحلة معقود عليه الأمل لإخراج المنطقة من النفق المظلم الذي تمر به رضي بذلك من رضي وغضب منه من غضب، فالأزهر وأمثاله من مراكز التعليم والتربية الأصيلة التي تقوم علي الاتصال بالسند النبوي الثابت رواية ودراية وتزكية، هو الأساس والمرتكز الحقيقي الذي يمكن أن يبصر الناس بالمخرج من النفق الضيق، وما حصل في وثيقة الأزهر التاريخية هو رسالة سريعة توضح مثل هذا الأمر، إذ كيف استطاع الأزهر بعد فترة الصراع والتصادم الإعلامي في مجلسين أو ثلاثة أن يضم الأطراف المختلفة المتصارعة في وثيقة واحدة ويخرج جميع العقلاء وقد رضوا بها حلاً لاختلافهم، فهذا مؤشر بسيط لما يمكن أن يكون للأزهر من دور في المرحلة المقبلة، وأسأل الله تعالي أن يبارك في فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي ضرب المثل الراقي لدور العالم الذي لا يبحث عن النجومية السريعة ولا التصريحات النارية الصارخة، والذي يعمل بصمت علي الرغم من كل ما يثار ضده والهجوم الذي يستهدفه ليخرج لأمته بشيء نافع.
بعض التيارات الدينية الإسلامية التي طفت علي الساحة الآن تحصر الدين في تطبيق الشريعة فما رؤيتكم؟
- أحترم ما يقولونه، فالخطاب الإسلامي يخاطب السياسة، والاجتماع، والاقتصاد، فعلي سبيل المثال داعية إسلامي إذا دخل مجال التجارة وهذا من حقه لكن ليس من حقه الدعاية لمنتجه التجاري أن يقول هذا أقرب إلي رضوان الله، أو أن يقول إن هذا وحده علي الشريعة الإسلامية، وغيره من المنتجات مخالف للشريعة الإسلامية، علي اعتبار أنه أصبح جزءاً من التنافس الموجود في الساحة، كذلك في ميدان السياسة والاجتماع والاقتصاد.
لكن بعض هذه التيارات يري أن تطبيق الشريعة الإسلامية مقصور علي الحدود؟
- هذه رؤية ضيقة للغاية للشريعة، فالحدود من أضيق أبواب الشريعة عندنا، حتي قال النبي صلي الله عليه وسلم: «ادرأوا الحدود بالشبهات»، والأصل في الحدود المقصود به الردع أولاً، فإذا علم الإنسان أنه ستقطع يده أو أنه سيجلد فسيرتدع، ، ثم ضيقت أوجه إقامة الحد ثم وسعت أوجه درأ الحد، ثم جعل الحد كفارة للفاعل، وهو خطأ مشترك من بعض من تولي الخطاب الإسلامي أو من تحدثوا عن الشريعة الإسلامية، فجعلوا كلامهم مرتكزاً علي الحدود، وكأن الشريعة اختزلت في الحدود وأيضاً ممن عندهم موقف عن الشريعة الإسلامية جعلوا الكلام كله منصباً علي الحدود وهذا خطأ في التناول.
نظرة إلي مجتمعنا الإسلامي - اليوم - وما يحدث من ظواهر سلبية جدت علي الساحة - تري هل المجتمع يعاني أزمة أخلاقية دينية؟
- قال تعالي: «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمي» «طه: 124» فمن جعل شرع الله خلف ظهره واحتكم إلي الناس ولم يطبق تعاليم الدين، ولم يسر علي المنهج القويم لابد أن يتخبط في حياته وعيشه، وعلي هذا الذي نراه في حياة المسلمين من تشتت وضعف وهو أن وتأخر مرده إلي عدم الالتزام بتعاليم الإسلام ولو التزم المسلمون بما في دينهم لكانوا قادة الأمم وسادة الدنيا.
أخيراً كيف يكون الإسلام غريباً، وما معني حديث الرسول صلي الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ.. فطوبى للغرباء»؟
- الغربة تعني هنا أن أهل الصلاح لا يجدون من يناصرهم ولا يقف معهم ويسخر من أهل الطاعة، ولا يصل المخلصون إلي المناصب ولا يوسدون أماكنهم ويصبح من يدعو إلي الخير كأنه يرفع صوتاً بين عجماوات لا تستجيب له، فيكون المراد بالغربة هنا ليس الإسلام ولكن المراد هم المسلمون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.