أكد الداعية الإسلامي الحبيب على الجفري أن الممارسات المنحرفة من خلال كثرة وجود من يدعون التصوف وهم على جهل شديد بماهية التصوف الحق هى التي أساءت إلى فكرة التصوف وللمتصوفين بصفة عامة، مثلما الحال لبعض التصرفات غير المسئولة التي تصدر من بعض المسلمين وتعكس انطباعاً سيئاُ عند غير المسلمين عن الإسلام. وأوضح من خلال حواره أمس مع الإعلامي خيري رمضان ببرنامج "ممكن" على قناة cbc الفضائية أن التصوف الحق هو العلم الذي يعنى بصلاح القلوب وبتزكية الأنفس وهو العلم الذي قام على خدمة الركن الثالث من أركان الدين وهو ركن الإحسان ويعني أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وأضاف موضحاً أن للدين ثلاثة أركان وهى الإسلام والإيمان والإحسان، وأن أركان الإسلام الخمسة خدمها العلماء بعلم الفقه، وأركان الإيمان الستة خدمها العلماء بعلم العقيدة أو التوحيد وعلم الكلام، أما الركن الثالث وهو الإحسان فقد خدمه العلماء من خلال علم أسماه القدماء التصوف، في حين أسماه البعض التزكية و أسماه آخرون الإحسان. وشدد الجفري أن الحاجة صارت ماسة إلى التصوف بعد فهم كيف أنه هو العلم الذي يعنى بتزكية الأنفس وصلاح القلوب، إذ إنه ما من مشكلة سواء على الصعيد الفردي أو الأسري أو الإجتماعي أو على مستوى الدولة أو في أي مجال من مجالات الحياة على كافة المستويات الإقليمية والعالمية والكونية إلا والأصل في هذه المشكلة نفوس أهمل أصحابها تزكيتها. وبين الجفري كيف أن التصوف يمس الأصل في إشكالات الناس، فالحاكم الظالم الذي يقتل ويتجبر ويضطهد فسدت نفسه و لم تزكى، والسياسي الذي يستغل هموم الناس وقضاياهم ليزايد عليها من أجل الوصول إلى سلطة أو إلى مصالحه الضيقة لم تتزكى نفسه فحملته على فعل ذلك ، والتاجر الذي يتلاعب بالأسعار ويسوق للسلع الفاسدة الضارة وصل إلى هذه المستوى من الإضرار بالناس بفعل نفسه التي لم تتزكى، ومن ثم فإن سائر إشكالات الناس أساسها هى الأنفس التي لم تتزكى. وأضاف أن التصوف اعتبر على أنه طائفة بالمعنى المذهبي في حين أنه ليس هناك مذهب في الإسلام اسمه التصوف، وإنما هو مسلك في التربية القائمون عليه سنيون من أهل السنة والجماعة وعقيدتهم هى عقيدة أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية والمفوضة مسلكهم في الفقه ومذهبهم هو أحد المذاهب الأربعة المعتمدة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، أى أنهم بذلك جزء من النسيج السني. ولفت الى أنه درج على استخدام تسمية التصوف لأنه الإسم الأصلي لذلك العلم منذ أكثر من 1200 عام، مشدداً على أنه ليس المهم التسمية أن تكون تصوف أو تزكية أو إحسان وإنما المهم حقاً هو الإتيان به.