القليوبية محمد عبدالحميد: ثمانية أشهر مرت على قرارات محافظ القليوبية بغلق المعابر غير الشرعية ومزلقانات السكة الحديد غير القانونية دون أى تحرك حقيقى لتنفيذ توجيهات المحافظ. ففى السابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 2017 وخلال اجتماع المجلس التنفيذى، وجه اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية، خلال المجلس التنفيذى للمحافظة بسرعة مراجعة وغلق معابر ومزلقانات السكة الحديد غير القانونية حرصًا على سلامة المواطنين وحفاظًا على أرواحهم وللتقليل من خطر الحوادث التى تقع جراء تلك الفتحات غير الشرعية. وناشد محافظ القليوبية وقتها المواطنين توخى الحيطة والحذر عند عبور المزلقانات والتأكد من عدم وجود قطارات قبل عبور المزلقانات لتجنب الحوادث المتكررة. وفى الرابع والعشرين من يناير 2018م أى بعد شهر من تصريحات المحافظ جدد عشماوى مطالبته بإنهاء الأزمة، مطالبًا وقتها رؤساء المدن بتحمل المسئولية بخصوص تلك المعابر غير الشرعية. وقال محافظ القليوبية وقتها لرؤساء المدن، (لن نترك الناس تموت أمامنا). وكأن ثمانية أشهر غير كافية لإنهاء أزمة أودت بحياة العشرات من أبناء المحافظة خلال عبورهم لشريط القطار. حيث تعانى المحافظة من كارثة وجود 34 معبرًا غير قانونى و17 معوقًا للسكة الحديد وأماكن عبور غير شرعية تمثل كارثة إنسانية يدفع ثمنها مواطنون بسطاء لا ذنب لهم إلا أنهم مضطرون لعبور شريط السكة الحديد. الغريب فى الأمر هو أن تلك المعابر والمزلقانات غير الشرعية تحولت إلى أسواق عشوائية على القضبان وكأن المواطن خرج ليتسوق فى رحلة للعبور إلى الآخرة. وجولة واحدة فى مدينة بنها عاصمة القليوبية ومدينة قليوب وشبين القناطر والخانكة وطوخ كفيلة لتكشف واقعًا مريرًا يحياة المواطنين فى رحلة انتظار الموت. ولعل خط السكة الحديد الواصل بين المرج – شبين القناطر من أكثر الخطوط التى تشكل أزمات خطيرة. فهو يخترق مناطق الجبل الأصفر والقلج و23 يوليو وأبوزعبل والمنشية وعرب العليقات، دون فواصل، ما يعرض حياة المواطنين للخطر. يقول محمود عبدالعزيز، مدير مركز الحرية لحقوق الإنسان، أن المعابر غير القانونية والتى تمتد عبر خطوط السكك الحديدية تمثل أزمة كبيرة، فالأهالى يعتبرونها وسيلتهم للعبور للجهة الأخرى والدولة تصنفها «غير شرعية»، ومن يموت عليها ليس له ثمن فقد تحولت إلى مصيدة لأرواح المواطنين وتسببت فى توقف حركة القطارات بسبب حوادث التصادم. ويضيف ناصر بركات – موظف قائلًا: فى القليوبية فقط وحصريًا أصبح الموت على شريط القطار أمرًا اعتياديًا لدى سكان المحافظة، والأسباب كثيرة من أبرزها المزلقانات المتهالكة والتى لم تطلها أيدى التطوير منذ إنشائها والأسواق الواقعة على خطوط السكك الحديدية، وكأن مسئولى المحليات لم يفكروا فى بدائل للموت اليومى ولم ينجحوا فى رفع تلك الأسواق من فوق القضبان والمعابر غير الشرعية والتى تتخلل خطوط السكك الحديدية والتى صنعها مواطنو عدد من المناطق للعبور منها لأراضيهم الزراعية ومنازلهم، فتلك المزلقانات والمعابر غير القانونية أصبحت تمثل مهرجانات للموت. ويشير عمرو مهدى الشواربى - قائلًا فى مدن شبين القناطر وقليوب وبنها والقلج والخانكة وغيرها، قرر المسئولون اختيار أنسب مواقع للأسواق على قضبان السكك الحديدية فى مدخل محطات القطارات. ولك أن تتخيل مشاهد الرعب عندما تنطلق صافرة القطار من بعيد والسائق يحاول كبح جماح عجلاته فى محاولة لتهدئة سرعته حتى تخلو القضبان من سعداء الحظ بالنجاة من عجلات القطار التى تهرس من يفشل فى رفع بضائعه أو ما تسوقه من الموت.