كتب - أحمد شرباش كان الهدوء يخيم على المكان وكلٌ فى منزله منشغل بأعماله قبل انتهاء اليوم، ارتفع صوت المؤذن معلناً عن صلاة العشاء، خرج الجميع لأداء الصلاة، وذهب الزوج العجوز مع الجيران إلى المسجد لأداء فرض الله، فى حين أن زوجته كانت على موعد مع عشيقها على فراش الزوجية ينهلان من الحب الحرام فى غفلة من الزوج. نسى العشيقان موعد حضور الزوج بعد صلاة العشاء وأراد الله أن يفضح أمرهما، انتهت الصلاة وانفض الناس إلى منازلهم تملؤهم السكينة بعد أداء فريضة الله ويستعدون للذهاب للنوم لمواصلة حياتهم فى الصباح الباكر والذهاب إلى أعمالهم، بينما الزوج التعيس كانت الحياة تدبر له أمراً آخر ومصيراً لا يعلمه إلا الله ينتظره، بمجرد أن بدأ يصعد درجات سلم منزله شعر برعشة تجتاح جسده بعد سماع أصوات تشبه أصوات زوجته، كانت أصوات تدل على شىء ما غير طبيعى يحدث بالداخل، نفض الزوج العجوز الأوهام عن عقله وأكمل الصعود إلى شقته إلا أنه مع كل خطوة كانت الأصوات تقترب منه وتخترق أذنيه. وضع الزوج المفاتيح فى الباب ودخل إليها وأنامله ترتعد وبنظرات يشوبها بريق ضعيف ينبعث من عينيه وسط التجاعيد التى تحفر وجهه، وقعت المفاجأة على رأسه كالصاعقة فالمشهد أكبر من تحمله. وقف الزوج فى حالة ذهول كيف لزوجته التى يغدق عليها أمواله تخونه، همت الزوجة ابنة ال30 عاماً من أحضان عشيقها بعدما اكتشف الزوج خيانتها، ووجود العشيق برفقتها داخل غرفة نومه نجحا فى كتم أنفاسه وشل حركته قبل أن ينطق بكلمة واحدة، وخشية من الفضيحة التى ستلحق بهما قررا التخلص منه بكل الطرق، أطلق العجوز صرخات مكتومة كادت أن تنفجر على أثرها حنجرته من هول المشهد، بينما أحكم العشيق قبضته على فم العجوز الهزيل وهرولت الزوجة مسرعة ذهاباً وجيئة تراود مخيلتها الفضيحة التى ستلاحقها بحثاً عن إيجاد حل وقعت عيناها على قطعة حديد، وبسرعة شديدة انهالت بها على رأس زوجها لتنفجر الدماء تغطى وجهه وتغلق عينيه وتركاه يصارع الموت حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وبدموع التماسيح أطلقت صرخات الزوجة مدوية تجمع على أثرها أهل القرية، بعدما تمكن العشيق من الهرب، لتخبرهم بسقوط زوجها فى دورة المياه بعد عودته من المسجد، حيث كان يعانى من مرض السكر ودائما ما كانت تحدث له غيبوبة ولقى مصرعه فى الحال ولم تستطع إنقاذه. لكن ابن الزوج الأكبر الذى أجهش فى البكاء، وبصوت يشوبه حزن وغضب اتهمها بأنها وراء موته، وحرر محضراً يتهم زوجة أبيه، أكدت التحريات المكثفة أن هناك علاقة غير شرعية بين الزوجة وأحد الأشخاص الذى تبين أنه «فران»، وبتضييق الخناق عليها اعترفت بصحة العلاقة وأنها أقبلت على فعلتها هذه بمساعدة عشيقها وأنها تزوجت العجوز المجنى عليه رغما عنها، مما دفعها للارتباط بعلاقة حب محرمة مع العشيق مستغلة خروج الزوج إلى المسجد كل يوم، وعندما اكتشف الزوج خيانتها خشية افتضاح أمرهما قاما بقتله. وأنهت الزوجة اعترافاتها بأن زوجها يكبرها بأكثر من 45 عاما ولا يستطيع تلبية احتياجاتها ورغباتها كامرأة، وأن أهلها أجبروها على الزواج منه للخلاص منها بعد وصولها لسن ال30 وخوفهم من أن تتحول إلى عانس، وبمجرد أن تقدم لها المجنى عليه وافقت الأسرة لأنه ثرى، وأضافت أنها كانت تتمنى الزواج من شاب فى مثل سنها حتى لا تقع فى فخ الخيانة الزوجية الذى ألقى بها إلى المصير المجهول خلف القضبان الحديدية فى انتظار حبل المشنقة، وأبدت ندمها على جريمتها وتمنت أن يكون كل ما حدث مجرد كابوس ينتهى باستيقاظها فى صباح اليوم التالى إلا أنها تعلم أنها تعيش فى واقع أليم قد فرض عليها. واصلت حديثها: زوجى لا يستحق منى هذا المصير.. كان كريما معى ومع أسرتى ولكنه كان مجرد خيال لا يشبع رغباتى الدفينة حاولت إيصال ما أشعر به إليه ولكنه كان لا يسمع.. كان يتصور أن بالمال سوف يملك مشاعرى وحياتى، ولكن أنا إنسانة من لحم ودم عندما رأيت الفران أغوانى بكلامه المعسول وهمساته التى لا تنتهى وغصت معه فى بحر الرذيلة والعشق الحرام كانت الحياة تسير كما نريد، كنا نتخيل ذلك، ولكن لابد للحرام من نهاية، حضور زوجى المفاجئ قلب الموازين لم ندر إلا وقد تحول إلى جثة غارقة فى الدماء حاولت التنصل من الجريمة ولكن هذه نهايتى، لست أنا المجرمة الوحيدة سيدى.. ولكن أهلى من جنوا علىَّ وحولونى إلى مجرمة وانتهى كل شىء وفقدوا الكنز الذى كانوا ينهلون منه الأموال.. فهم نبذونى ليس لأننى خائنة أو قاتلة بل لأننى تسببت فى فقدانهم مصدر الرزق الوحيد لهم.. انتهت اعترافاتها ولكن لم تنته الحكاية.