تزوج ابنة عمه، وكان على يقين من أنها أكثر من سيحفظ ماله وعرضه، رغم فارق السن بينهما، وحلم بإنجاب أطفال يحملون اسمه، وسعى بعد الزواج على لقمة العيش بكل جهده ليوفر لها ولأبنائه كل ما يطلبونه. لم يكن تاجر الفاكهة يعلم أن زوجته التى استأمنها على عرضه ستلوث شرفه، وأن السجن سيكون نهاية زواجه وأحلامه، بعدما سلمت نفسها لعشيق نسيت معه أمومتها وأمانتها، فقتله الزوج وأبقى على الزوجة بعد توسل أطفالها. محمد عبدالحميد، تاجر فاكهة بدأت قصته منذ 11 عاماً، عندما تزوجت ابنة عمه والتى يكبرها ب11 عاماً، لم يدركا فى بداية علاقاتهما أن فارق السن سيكون هو القشة، التى تقصم ظهرهما فقد كان هو الصداع الذى دق رأسهما منذ أول يوم لهما فى الزواج. الزوجة الشابة ما زالت تشعر بأنها ربيع عمرها وكأنها أدركت ذلك مؤخراً ولم تتفهم ذلك منذ أن تقدم ابن عمها لخطبتها، بعد الزواج تمردت الزوجة على الزوج الذى رأته غير مناسب لطموحاتها ورغباتها لكبر سنه، فهى الشابة التى تتوق لسماع الكلام المعسول الذى يطرب أذناها فقد كانت تقلد المشاهير فى قصة شعرها وارتدائها أفخم الثياب الذى يلفت الانتباه ولا تراعى تعب وعناء زوجها فى توفير طلباتها هى وأبنائها. تلك الأسباب جعلت هناك فجوة الخلاف تختلف بينها وبين الزوج، فهى تعيش فى عالم يبعد كل البعد عن عالم الزوج تسبح فى الأوهام حتى أصبح البيت حلبة صراع، لا تتوقف فيه أصوات «الخناق»، ولا يتوقف معها بكاء الأطفال، وعندما يشتد الخلاف تهدد بترك المنزل لكن الزوج لم يأخذ أياً من تلك التهديدات على محمل الجد فى يوم من الأيام. حتى جاء يوم استيقظ فيه الزوج ولم يجد زوجته أو أطفاله فى المنزل، ظل الزوج يبحث عنهم فى كل مكان دون جدوى، ومر 8 أشهر على غيابهم دون أن يصل إليه أو يعرف شيئاً عن اختفائهم أو أسباب هذا الهروب الكبير. مرت الأيام وفى ذات الليالى تلقى الزوج اتصالاً إحدى بناته، أكدت له أنهم موجودون فى شقة من إحدى المدن الجديدة، ملك شاب غريب عمره، 24 سنة، ويعمل ميكانيكياً، وأكدت له خلال المكالمة التى لم تستغرق 5 دقائق بأن هذا الشاب على علاقة محرمة بأمها. وقعت المكالمة عليه كالصاعقة ولم يصدق ما سمعت أذناه ولولا ما خبره بذلك هى ابنته ما كان يصدق أن تفعل زوجته به ذلك وتلوث شرفه وسمعته، انتهت المكالمة وأخذ الزوج عنوان تواجد زوجته وأبنائه وتوجه إلى الشقة التى يقيمون فيها مع عشيق الزوجة، وهو يحمل بين طيات ملابسه «مطواة» وعقد العزم أن يطهر سمعته بقتل الزوجة الخائنة وعشيقها. مرت ساعات الليل عليه كالدهر ومع بزوغ نور النهار توجه مسرعاً إلى العنوان وطرق باب الشقة ليفتح له العشيق وبمجرد رؤيته فر خائفاً داخل الشقة، فأسرع وراءه ليلحقه بطعنه فى الرقبة وينهال عليه بعدها بالطعنات التى لفظ أنفاسه الأخيرة وبعدها احتضنه أبناؤه وطلبوا منه الذهاب قبل أن تأتى الشرطة لمحاولة الاختفاء. واستكمل حديثه: «استجبت لدموع ابنتى، واستدرت نحو زوجتى الخائنة وأشهرت فى وجهها المطواة محاولاً قتلها، ولكن صرخ أصغر أطفالى وطلب منى ألا أقتلها، وارتمى الطفل على قدمى وقبلها مطالباً بالصفح عنها». وأضاف الزوج: «أشفقت على أطفالى ولم أقتل زوجتى، وشعرت بالراحة النفسية بعدما قتل عشيقها الذى دمر حياتى، وأخذت زوجتى الخائنة وأطفالى وعدنا إلى منزلنا، ولكن انبعثت رائحة كريهة من شقة العشيق واكتشفت الشرطة الجريمة، بعدما وجدت أوراقاً تخص زوجتى بالشقة، فداهمت منزلنا وألقت القبض علينا. وأنهى الزوج حديثه: «أنا غير نادم على قتل العشيق، ولكنى نادم لأننى لم أقتل زوجتى الخائنة، واستجبت لتوسلات أطفالى، وتركتها تموت كل لحظة أمام أطفالها، لا تستطيع أن ترفع عينها فى أعينهم، بعدما كانوا شهوداً على خيانتها». أما الزوجة الخائنة التى حاولت الدفاع عن نفسها وارتداء ثوب الضحية قالت: «أجبرتنى أسرتى على الزواج من ابن عمى رغم أننى لم أوافق عليه، ويكبرنى ب21 عاماً، وأنجبت منه أطفالنا، وحاولت أن أغير حياتنا الروتينية، لكنه كان رجلاً تقليدياً لا يراعى حقوقى، يذهب فى الصباح إلى عمله ويعود يتناول العشاء ويذهب إلى الفراش، وكأننى غير موجودة». لم يعبأ زوجى بحقوقى الشرعية، وكان يلبى احتياجات المنزل من المال فقط، حتى ضاقت الدنيا بى، وعندما فقدت الأمل، قررت الهرب وأخذت أطفالى وسافرت إلى إحدى المدن الجديدة، وعندما وصلت إلى موقف «الميكروباصات» لم أعرف إلى أين أذهب، اقترب منى شاب، وعرض على مساعدتى فى الوصول إلى أى مكان، وأدرك أننى لا أعرف إلى أين أذهب، وأشار علىّ بمساعدتى تأجير شقة، وظل يبحث معى طوال النهار لكننا لم نجد، واقترح على أن أذهب معه إلى شقته، وقال إنه سيترك لنا غرفتين بالشقة أنا وأطفالى ويجلس هو بالثالثة، وأمام إصراره وافقت لأننى لم يكن لدى حل آخر». تكمل الزوجة تفاصيل الخيانة قائلة : «ذهبنا إلى الشقة وبمجرد وصولنا نزل الشاب للشارع واشترى عشاء وأكل أطفالى وناموا، وبقيت أنا وهو نتجاذب أطراف الحديث، وحكيت له عن قصتى مع زوجى وبدأت الدموع تنساب مع عينى، وحاول التخفيف عنى، حتى انتهى الأمر بعلاقة محرمة بيننا. عشت مع هذا الشاب داخل الشقة وفى حجرة واحدة يعاملنى كزوجته، وهددت أطفالى بالقتل إذا تحدثوا عن شىء، ولم أتوقع أن تتصل ابنتى بوالدها وتفضح أمرى. وفى نهاية حديثها قالت: «أعترف بأننى أخطأت، لكن إهمال زوجى هو ما أوصلنا لهذه النهاية».