اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عشرات النشطاء الأوروبيين والإسرائيليين الذين شاركوا في حملة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني تحت شعار "أهلا بكم في فلسطين" ووصلوا إلى مطار بن جوريون قرب تل أبيب اليوم الأحد. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد في اتصال مع يونايتد برس انترناشونال، مساء اليوم، إنه تم منع 43 ناشطا وصلوا بالطائرات من دول مختلفة إلى إسرائيل منذ صباح اليوم، وتم اعتقال 31 منهم ونقلهم إلى منشأة اعتقال تابعة لسلطة السجون الإسرائيلية. وأضاف أنه بين المعتقلين 27 فرنسيا، فيما طردت السلطات الإسرائيلية 12 ناشطا إلى الدول التي جاؤوا منها، وهي فرنسا والبرتغال وكندا وسويسرا وايطاليا واسبانيا. وقال روزنفيلد ان الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 9 نشطاء يساريين إسرائيليين كانوا بين مجموعة حضرت إلى قاعة استقبال المسافرين في مطار بن غوريون ورفعوا لافتات كتب عليها باللغة الانجليزية "أهلا بكم في فلسطين" و"الحرية لفلسطين"، وتم نقل هؤلاء النشطاء إلى التحقيق. وأضاف روزنفيلد ان حالة التأهب في مطار بن جوريون ما زالت مرتفعة في صفوف قرابة 650 شرطيا تم إحضارهم إلى المطار من أجل مواجهة المتضامنين الأجانب. وكانت تقارير إسرائيلية قد تحدثت عن أن إسرائيل نجحت في منع سفر مئات المتضامنين الأوروبيين إلى إسرائيل في أعقاب ضغوط تمت ممارستها على شركات طيران عديدة. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن مدير سلطة الهجرة الإسرائيلية في مطار بن جوريون أمنون شموئيلي بعث رسائل إلى شركات طيران أوروبية، بينها "لوفتهانزا" و"إيرفرانس" و"أليطاليا" و"توركيش إيرلاينز" و"إيزي جت"، مرفقة بقوائم بأسماء نشطاء قد يشاركون في الحملة الاحتجاجية الدولية، وطالبها بعدم السماح للنشطاء بالصعود إلى الطائرات المتجهة إلى إسرائيل والتهديد بأنه في حال وصولهم فإن السلطات الإسرائيلية ستعيدهم إلى الدول التي جاؤوا منها. وتواجد طوال نهار اليوم في مطار بن جوريون نشطاء من اليمين الإسرائيلي الذين هتفوا باتجاه النشطاء الأجانب المعتقلين "عودوا إلى سورية" وشتموا النشطاء الأجانب والإسرائيليين لكن وسائل إعلام إسرائيلية افادت بأن قوات الشرطة الإسرائيلية امتنعت عن القيام بأي عمل ضدهم. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش قوله اليوم إنه "من خلال العمل المشترك بين الأجهزة المختلفة في مطار بن جوريون منعنا النشاط الاستفزازي" في إشارة إلى حملة "أهلا بكم في فلسطين". وفي رده على سؤال للصحفيين حول اعتقال نشطاء إسرائيليين يساريين والامتناع عن اعتقال نشطاء من اليمين قال أهارونوفيتش، الذي ينتمي إلى حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني، إن "الشرطة لا تفرق بين هؤلاء ونشطاء آخرين، ولا حاجة إلى إثارة ضجة من لا شيء". وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع السيناتور الأمريكي جو ليبرمان اليوم إلى حملة "أهلا بكم في فلسطين" الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، حيث تمكن عدد من النشطاء الدوليين من المجيء إلى إسرائيل لكن الأخيرة منعت دخولهم وستطردهم. وقال نتنياهو "لماذا جاؤوا إلى إسرائيل؟ إلى الدولة الديمقراطية الوحيدة الحقيقية في الشرق الأوسط، فإذا أرادوا التدقيق في موضوع حقوق الإنسان، فليذهبوا إلى سورية لعلهم يساعدون في وقف قتل آلاف الأبرياء، وليذهبوا إلى إيران ويوقفوا رجم النساء بالحجارة، وليذهبوا إلى غزة ويوقفوا استخدام الأطفال كدروع حية للإرهابيين الذين يطلقون الصواريخ على مواطنينا". وأضاف أنه "بعد أن يقوموا بهذه الجولة التعليمية فليحضروا إلى هنا وسنتحدث معهم حول ما تعملوه عن الواقع في الشرق الأوسط".