يحتفل المصريون منذ الآلاف السنين بعيد وفاء النيل في النصف الثاني من شهر أغسطس كل عام، واختلفت مظاهر الاحتفال مع مرور الزمن حتي أصبح يتم الاحتفال في العصرالحديث عن طريق سير المراكب الملونة المكسوه بالورود في مياه النهر والعروض المائية والفنية التي تجذب المصريين وتذكرهم بأهميه نهر النيل لنا . واستمر المصريون يحتفلون بعيد وفاء النيل حتى الآن عقب فيضان النيل نتيجة الأمطار الغزيرة التي تهطل على الهضبة الأثيوبية وتصل إلينا عن طريق اتحاد نيلي "الرٌزّرق" بأثيوبيا مع "نيل البيض" القادم من البحيرات الاستوائية بالخرطوم وتكوينهم نهر النيل الواصل إلينا وظلت مصر تعاني من تقلب فيضان نهر النيل كل عام وكانت مهدده بالغرق لحين بناء السد العالي وخزان اسوان اللذان تحكما في مياه النيل وانقذا مصر من الفيضان كل عام . ولم يقتصر الوفاء بنهر النيل على المصريين فقط، وأإنما ظهر وفاء الاجانب له ايضاً، وذلك يتضح عندما قال المؤرخ اليوناني هيرودوت "مصر هبة النيل" بالقرن الخامس قبل الميلاد، والذي أكد خلال مقولته أهمية نهر النيل لمصر وتأثيره على الحضارة المصرية التي قامت بواسطته عن طريق بناء الجسور والقنوات المائية لتحسين الزراعة التي بنيت عليها الحضارة المصرية القديمة، وأدت إلى أستقرارالمصري القديم بجواره . كما اعتمد المصريون القدماء علي نهر النيل في انتقالاتهم من منطقة إلي أخري والدليل علي ذلك جلب أحجار الأهرامات من أسوان إلي الجيزة عن طريق المراكب النيلية . وأنعكس أهتمام المصريون القدماء بنهر النيل الذين أعتبروه شريان الحياه من خلال نقوشاتهم على المعابد التي أكدت تقديسهم له، حيث عبرو عنه بواسطة رجل قوي البنيان له صدر وبطن بارز كرمز على أخصابه، وسموه الاله " حابي" معتقدين أنه متقلب المزاج فحين يرضي عليهم يرسل لهم فيضانا مناسبا وحين يغضب يرسل إليهم فيضان عاليا يغرق الزراعة أو فيضان منخفض يهددهم بمجاعة . وكان قدماء المصريين يتجنبون تقلب مزاج الاله "حابي" ويحاولون ارضائه عن طريق تقديم الهدايا والذبائح والأحتفال بدق الطبول والقاء عروس له كل عام خلال الأحتفال بعيد وفاء النيل. ولم يتم تأكيد حقيقة القاء عروس حيه بالنيل، وقيل إن قدماء المصريين كانو يلقون عروس خشبية لأن ديانه المصريين كانت لا تسمح بتقديم قرابين بشرية .