تحقيق - إسلام أبوخطوة حذرت وزارة الصحة من أدوية صينى بالأسواق لعلاج ضغط الدم، الأدوية تحتوى على مادة «فالسارتان» والمستوردة من الصين، والخاصة بعلاج «ارتفاع ضغط الدم»، جاء ذلك بعد تحذيرات الوكالة الأوروبية للأدوية، فى اشارة إلى أن المادة تحتوى على شوائب خطرة تسبب السرطان. وشددت وزارة الصحة فى بيانها بتحريز أصناف الأدوية فى الأسواق التى تحتوى على هذه المادة، والتى تعد واحدة من الأدوية التابعة لمجموعة مضادات مستقبلات أنجيوتنسين، ويعد «فالسارتان» انتقائى للنوع (AT1) من مستقبلات الأنجيوتنسين التى تستخدم فى علاج ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب واعتلال الأعصاب السكرى. وأخيراً خرجت إدارة الصيادلة بمنشور عاجل تابع للوزارة الذى حمل رقم 51 لسنة 2018، ينص على سحب 14 عقاراً تدخل فى تركيبها هذه المادة. فى المقابل أكد مركز اليقظة الدوائية، التابع لوزارة الصحة والسكان، أن مادة «فالسارتان» لا تنطبق على كل التشغيلات الدوائية للأصناف ال14 التى قررت «الوزارة» سحبها من الأسواق. «الوفد» أجرت جولة على عدد من الصيدليات، لترصد حركة بيع المنتجات التى تحتوى على هذه المادة. أحد الصيادلة رفض ذكر اسمه، قال: إن بيان وزارة الصحة بحظر الأدوية التى تحتوى على المادة السامة لم تصلهم حتى الآن فى منشور رسمى، ومازالت الأدوية فى حركة رواج وخاصة أن عددا كبيرا من المواطنين مصابون بارتفاع ضغط الدم والإقبال على الأدوية من هذا النوع كبير. الأمر الذى أكده صيدلى آخر قائلا: حجب أدوية الضغط يعرض الصيدليات لخسائر كبيرة خاصة أنها الأكثر رواجًا مشيرا إلى أن الدراسات الأخيرة التى اجريت فى مصر أثبتت إصابة ربع عدد المصريين بمرض ارتفاع ضغط الدم، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة تزداد مع تقدم الأعمار. ونفى الدكتور محيى عبيد، نقيب الصيادلة، احتواء الأدوية التى تعالج ارتفاع ضغط الدم على مواد مسرطنة، إلا أنه أكد أن المادة الخام المكونة منها الأدوية اكتشف احتواؤها على شوائب ضارة مستوردة من الصين، وطالب المصنع المنتج لهذه المادة بسحب الأدوية من الأسواق. وأضاف نقيب الصيادلة أن النقابة العامة أرسلت العديد من الإخطارات للنقابات الفرعية بحظر بيع الأدوية التى تحتوى على هذه المادة وسحبها من الصيدليات، وذلك بناء على البيان الصادر من الإدارة المركزية لشئون الصيادلة التابعة لوزارة الصحة، كما حذرت النقابة الشركات الممتنعة عن سحب الأدوية التى تحتوى على المادة لخطورتها على صحة المريض، وحال تعنت أى شركة وامتناعها عن رد الأدوية سيتم تسجيلها فى قائمة لوقف التعامل معها. وأشار «عبيد» إلى أن النقابة أصدرت بيانًا يفيد بأن الإشكالية تتوقف على بعض التشغيلات من المستحضرات التى تحتوى على مادة ال «الفالسارتان» الموردة من الشركة الصينية Zhejiang Huahai Pharmaceuticals، وأن هذه التشغيلات يتم سحبها من السوق المصرية، كما أشار البيان إلى أن هناك أنواعا عديدة من المستحضرات بها نفس المادة تم توريدها من مصادر عديدة، تلك المستحضرات سليمة ولم تتأثر بهذا التحذير، وعليه لن يتم سحبها من الأسواق، ويمكن استخدامها بأمان وجودة وفاعلية. وأوضحت النقابة أن إجراء السحب يأتى فى إطار إجراءات «السحب الاحترازى» الذى تم اتخاذه فى العديد من الدول التى لديها مستحضرات تحتوى على مادة «الفالسارتان» الموردة من شركة Zhejiang Huahai Pharmaceuticals الصينية ومنها ألمانيا، النرويج، فنلندا، السويد، هولندا، النمسا، بلغاريا، أيرلندا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، بلجيكا، كندا، فرنسا، السعودية، الإمارات العربية، المغرب، العراق والأردن وغيرها. وأشارت النقابة فى بيانها إلى أن ال«فالسارتان» تستخدم لعلاج المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم للحد من المضاعفات مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، كما أنه يستخدم للمرضى الذين لديهم قصور فى القلب أو نوبة قلبية حديثة. وتعد تقنية رقم التشغيلة المكتوبة على الأدوية، وهو عبارة عن أرقام وحروف إنجليزية مكتوب فوق تاريخ الصنع، وترجع أهميته فى حالة حدوث خلل بتركيبة الدواء أو تلوث سواء قبل التسويق أو بعده فيتم من خلاله التعرف على هذه التشغيلة التالفة. استشارى أمراض القلب: المادة المغشوشة تسبب السرطان قال الدكتور جمال شعبان، استشارى أمراض القلب، إن مادة ال «فالسارتان» قد تصيب مستخدمها بالسرطان إذا كانت مغشوشة، مشيرا إلى أن هذه المادة تدخل فى تركيبها أنواع عديدة من أدوية القلب. وأضاف استشارى أمراض القلب، أن الصحة تحذر من هذه المادة بسبب أن هناك بعض المصانع فى الصين وفى عدد من الدول الآسيوية أنتجت أدوية مغشوشة تحتوى على هذه المادة وتسبب السرطان. وتابع: هناك شركة صينية صنعت المادة الخام من ال«فالسارتان» وذلك بعد انتاجها من الشركة الأصلية وإنتاجها للشركات، والخطورة هنا تكمن فى أن عددا كبيرا الشركات تقوم بشراء المادة ليس من المصنع بل من المنتجات المنتشرة ولهذا تمثل خطورة كبيرة على صحة المرضى. دراسة تحذر من خطورة تناول أدوية الضغط وفى دراسة أمريكية أشارت إلى أن أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم بشكل عام، يعرض النساء بشكل كبير لإصابتها بالسرطان، فضلاً عن كونها سببًا فى منع دخول الكالسيوم إلى عضلة القلب، وتُسمّى حاصرات قنوات الكالسيوم، جاء ذلك خلال المؤتمر السنوى للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان فى شيكاغو، بحسب «الإمارات 24». وأجريت الدراسة فى مركز أبحاث السرطان بمدينة هيوستن فى ولاية تكساس، واعتمدت على مراقبة البيانات الصحية ل 145 ألف امرأة أعمارهن بين 50 و79 عامًا، وتم تتبع البيانات بين عامى 1993 و2014. وأظهرت النتائج أن تناول النساء بعد سن اليأس أدوية ارتفاع ضغط الدم لفترة قصيرة يزيد خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 66%، وتصل النسبة إلى الضعف إذا امتدت فترة تناول هذه العلاجات إلى 3 سنوات. يعتبر سرطان البنكرياس الأكثر تسببًا فى الوفاة، وهو من أصعب أنواع الأورام فى العلاج، وتشير التقارير الأمريكية إلى أن 8.5% من المصابين بهذا النوع من الأورام ينجح معهم العلاج فى التغلب على الورم، ويعيشون فى المتوسط 5 سنوات بعد مكافحة المرض. من أمثلة أدوية ضغط الدم التى تستخدم آلية منع الكالسيوم من التراكم فى عضلة القلب: نيسولديبين، ونيفيديبين، ونيكارديبين، وإسراديبين، وفيلوديبين، ونيموديبين، وديلتيازم.
