ألقى الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمته أمام الدكتور أحمد مجدلانى وزير العمل الفلسطينى ورئيس الدورة التاسع والثلاثين لمؤتمر العمل العربى المقام حاليا ببغداد بالعراق، ورحب العربى بالدكتور فتحى فكرى وزير القوى العاملة والهجرة بجمهورية مصر العربية، وكذلك السيد أحمد محمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية. وقال العربي إن تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في عدد من الدول العربية كان بسبب تفشي الفقر وتزايد معدلات البطالة والشعور بانعدام الأمل في الحصول على عمل، وتدني الأجور والتهميش وانتشار الفساد، وانعدام الحماية الاجتماعية، وغياب الإدارات الرشيدة مما أدي إلى قيام هذا الحراك الشعبي والثورات التي شهدتها المنطقة العربية والتي كانت تطالب بالتغيير والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وأضاف أنه في ظل هذه الظروف والمتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية تأتي أهمية هذا المؤتمر، وربمات يكون مؤتمر هذا العام هو أهم تلك المؤتمرات، فالاحتجاجات الشعبية والتي شملت عدداً من الدول العربية كانت تطالب بالحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير مستوى معيشي أفضل لهذه الشعوب، مما أدى إلى قيام العديد من الحكومات العربية بمراجعة سياساتها الاقتصادية والاجتماعية وإعادة النظر في أولوياتها باتجاه تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لشعوبها. لذا فان شعوب الدول العربية التى هبت عليها رياح التغيير تطالب بحكم رشيد تتحقق فيه هذه المطالب المشروعة. وأضاف أن حجم معدلات البطالة في الوطن العربي وقضايا التشغيل والبطالة جديرة بتصدر أولويات العمل العربي المشترك، لذلك لابد من إعطاء الأولوية للاستثمارات العربية المشتركة، وإفساح المجال للمزيد من الفرص للقطاع الخاص والمجتمع المدني للمشاركة في عملية النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتطوير القدرات البشرية وتفعيلها، والارتقاء بالتعليم والبحث العلمي والتقني وتشجيع ودعم الابتكار وتمكين المرأة من أداء دور فعال وأساسي في المجتمعات العربية والحد من الفقر ومكافحة البطالة، وتوفير أعلى درجات الرعاية الصحية باعتبارها مكونات رئيسية لتطور ونهضة المجتمعات العربية في المرحلة المقبلة. وأكد أنه لابد من إتاحة الفرص أمام الشباب العربي لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع، وتوفير فرص العمل لهم باعتبار أن البطالة تمثل تهديداً جدياً للأمن والسلم الاجتماعي وخيبة أمل مريرة خاصة لدى الشباب. وأشار إلى أن الأنظار تتجه إلى مؤتمر العمل العربي باعتباره ملتقى لأطراف الإنتاج الثلاثة في الوطن العربي (الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال) للنظر في تلك التحديات وآفاقها المستقبلية . واختتم كلمته قائلا "أشيد بالدور الفعال الذي تقدم منظمة العمل العربية والذى يقوم به مديرها العام معالى الأخ أحمد لقمان ومجهوداته المقدرة في تطوير وتفعيل عمل المنظمة وتعزيز التعاون والتنسيق بين أطراف الإنتاج الثلاثة من أجل الوصول للتعاون والتكامل الاقتصادي العربي المنشود".