لقد آن الأوان لأن تكون للأحزاب السياسية فى مصر دورها الفعال فى تنشيط الحركة السياسية بالبلاد، وكفى ما مر من سنوات طويلة، كان منها الإصرار الشديد على تهميش الأحزاب، وعدم قيامها بالدور الفاعل فى الحياة السياسية، وأعتقد أن المرحلة القادمة ستكون بداية وفاتحة خير، تجد فيها الدور الفاعل للأحزاب السياسية. وخلال العقود الماضية، كان هناك هجوم ضارٍ على كل الأحزاب، وقد كان الحزب الوطنى المنحل حريصاً على تهميش كل الأحزاب السياسية، بهدف أن ينفرد بالسلطة وحده. ومن المؤسف أنه خلال هذا التوقيت وحتى وقت قريب كان الهجوم الضارى على كل الأحزاب، ولم يسلم حزب الوفد من هذا الهجوم الشرس بدون مبرر أو سبب يذكر، ولدى أمل كبير فى المرحلة القادمة أن تتغير هذه الصورة تماماً خاصة أن الجميع الآن يسأل عن أهمية تنشيط الحياة السياسية، وهى لن تتأتى إلا بوجود أحزاب قوية، وهذا ما دعا الرئيس الجديد المنتخب لحزب الوفد المستشار بهاء الدين الدين أبوشقة أن يتحدث عن الديمقراطية، ويؤكد أنها السبيل المهم لتنشيط الحياة السياسية من خلال أحزاب قوية فاعلة فى الشارع المصرى. الوفد مدرسة الوطنية المصرية والديمقراطية الحقيقية يعطى كل يوم درساً ديمقراطياً لا مثيل له ويظل نبراساً سياسياً لمن يريد أن يهتدى به أو من يرغب فى الاحتذاء به.. وليس هذا بغريب على هذا الحزب العريق الضارب بجذوره فى عمق التاريخ والذى دخل تأسيسه، وقد ترسخت مبادئ هذه الديمقراطية عبر أجيال ممتدة وعلى هداها صار الأسلاف على نهج الأجداد يجمعهم خيط واحد وهدف واحد هو الإيمان بعقيدة الوفد القائمة على الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والحياة الكريمة للمواطن والكرامة الإنسانية... هذه هى عقيدة الوفد التى لن يحيد عنها مهما تغير الزمن وتبدلت الأحوال. هذا هو الوفد الابن البكر لثورة 1919، والذى اكتسب اسمه من لقاء «13 نوفمبر عام 1918» وما نجم عنه من تداعيات أدت الى اندلاع شرارة الثورة فى «9 مارس 1919» بعد اعتقال سعد زغلول وثلاثة من صحبه ونفيهم بالقاعدة البريطانية فى جزيرة مالطة، وكان يقول المؤرخ عبدالرحمن الرافعى إنه مثل كثيرين من أهل مصر، لم يكن يعتقد أن تثور مصر فى تلك الظروف بمثل هذا الاتساع والسرعة والقوة، وهذا هو الوفد المشارك بفاعلية كبيرة فى ثورتى «25 يناير و30 يونية»، مؤمناً بمبادئ الثورتين من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وبالتالى فلابد أن يمارس هذا الحزب العريق كل مبادئ الديمقراطية بداخله. هذه المقدمة هى التى تدفع «أبوشقة» لأن يؤكد أن القادم أفضل وأحسن، فى ضرورة أن تكون الأحزاب السياسية قوية وفاعلة وعلى رأسها حزب الوفد، ليكون قاطرة لمناخ سياسى جديد، يدفع بوجود مرشح رئاسى قوى فى عام 2022. ولذلك من المهم والضرورى أن يتخلى المهاجمون للأحزاب عن أجندتهم التى تخدمهم هم فقط، ولابد من الإيمان بأهمية تقوية الأحزاب السياسية، لتكون فاعلة فى الحياة، وكفى ما مر من عقود نال الأحزاب فيها الهجوم الشديد الشرس، ما جعل بعضها يقف مكتوفى الأيدى أمام كل هذه الحملات الشرسة. وبعد ذلك نقول: كفى تطاولاً على الأحزاب، حتى لا يتم تجريف الحياة السياسية أكثر من ذلك ولابد من إعادة البناء من جديد، وأعتقد أن حزب الوفد قادر على أن يعيد للحياة السياسية دورها خلال المرحلة المقبلة. [email protected]