دخلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق بين الطرفين. شهدت الأيام الأخيرة هجمات متبادلة بالطائرات المسيّرة والصواريخ، استهدفت منشآت عسكرية وصناعية في عمق البلدين، مما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية. هذا التصعيد يُنذر بتعقيد جهود السلام ويزيد من معاناة المدنيين في كلا البلدين. في 6 يونيو 2025، شنت روسيا هجومًا جويًا واسع النطاق على أوكرانيا، استهدف العاصمة كييف ومدنًا أخرى، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة العشرات، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في المباني السكنية والبنية التحتية . وفي اليوم التالي، تعرضت مدينة خاركيف لأعنف هجوم منذ بداية الحرب، حيث قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 21 آخرون، وتضررت العديد من المباني السكنية . من جانبها، نفذت أوكرانيا عملية "شبكة العنكبوت" باستخدام طائرات مسيّرة، استهدفت خمسة مطارات عسكرية روسية، مما أدى إلى تدمير أكثر من 12 قاذفة قنابل نووية وتضرر العديد من الطائرات الأخرى . أفادت تقارير بأن أوكرانيا استخدمت صاروخًا جديدًا غير معروف المصدر في هجوم على قاعدة جوية روسية في بريانسك، مما أدى إلى تدمير نظام صواريخ إسكندر. ويُعتقد أن هذا الصاروخ قد يكون من طراز "تاوروس" الألماني، رغم عدم تأكيد ذلك رسميًا . تشير تقارير إلى أن روسيا تقترب من تسجيل مليون ضحية بين قتيل وجريح منذ بداية الحرب، مع معدل خسائر يومي يصل إلى 1,140 جنديًا . في المقابل، تعاني أوكرانيا من دمار واسع في مدنها، وتزايد أعداد اللاجئين والنازحين داخليًا. رغم عقد جولتين من محادثات السلام، إلا أن التقدم كان محدودًا. تطالب روسيا بانسحاب أوكرانيا من مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى نزع سلاحها ووقف الدعم العسكري الغربي . من جهتها، تسعى أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية واستعادة سيادتها على كامل أراضيها. وفي الحرب الروسية الأوكرانية، لا يبدو النصر قريبًا، ولا السلام ممكنًا دون تنازلات مؤلمة. المأساة تتواصل، والأرواح تُزهق، والعالم يراقب، وكلما طالت الحرب، ازدادت كلفتها، ليس فقط على روسياوأوكرانيا، بل على النظام الدولي بأسره، وينذر التصعيد العسكري الأخير بمزيد من التعقيد في الأزمة الأوكرانية، ويُبرز الحاجة الملحة إلى جهود دبلوماسية جادة لوقف النزاع، وفي ظل استمرار المعاناة الإنسانية والدمار، يبقى الأمل معقودًا على تحركات دولية فعّالة لإحلال السلام في المنطقة.