أبلة فضيلة.. اسم لا يمكن أن يمر أمامك مرار الكرام، مجرد ذكر الاسم يعيدك إلى ذكريات وأيام مضت، كنت فيها تنصت إلى صوتها العذب ذو النبرة المميزة، تستمتع بحكاياتها وحواديتها، تسترجع في ذهنك كلمات أغنية برنامجها غنوة وحدوتة «تعالوا تعالوا علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكيلنا حكاية جميلة وتسيلنا وتهنينا..». يصادف اليوم عيد ميلاد أيقونة الحدوتة المستمرة بين الأجيال المختلفة ال 89، حيث ولدت الإذاعية الكبيرة، فيضلة توفيق، في مثل هذا اليوم 4 أبريل من العام 1929، وتخرجت في كلية الحقوق، وعملت بالمحاماة، لمدة 24 ساعة فقط. وقتها، كانت تعمل في مكتب حامد باشا زكي، الذي كان يتولى وزارة المواصلات، وفي إحدى القضايا التي أوكلت إليها، حاولت الصلح بين الخصوم، فقال لها حامد باشا «أنتِ لا تصلحين للعمل في المحاماة من الأفضل أن تعملي في الإذاعة». الإذاعة آنذاك كانت تابعة لوزارة المواصلات التي يرأسها، فعملت فيها لتبدأ حدوتها في عالم الإذاعة كمذيعة في قراءة الأخبار في النشرة التي تقدمها الإذاعة، وعندما ترك محمد محمود شعبان "بابا شارو"، أشهر مذيع لبرامج الأطفال وقتها، الإذاعة للعمل في التليفزيون، في 1959، عملت هي في برامج الأطفال. ومن وقتها وأصبحت الأشهر في هذا المجال في مصر وفي الوطن العربي ببرنامجها «غنوة وحدوتة»، التي استقبلت فيه، قامات كبيرة في الفن والأدب، أمثال :"عبدالحليم حافظ، والدكتور فاروق الباز، ومحمد عبدالوهاب، وكامل الشناوي، وسيد مكاوي، نجيب محفوظ، وأنيس منصور". ظلت تعمل في الإذاعة ولم تنتقل كغيرها للعمل في التلفزيون، وكانت دائمًا ما تقول بإنها تعشق الإذاعة وعلاقتها بالأطفال نشأت ونمت من خلالها، كما أنها لا تضمن النجاح نفسه والحفاظ على تلك العلاقة إذا طلت عليهم من خلال شاشة التلفزيون. وكانت هي من اختارت أن يكون لقبها «أبلة فضيلة» وليس «ماما فضيلة»، لاقتناعها بأن لقب "ماما" يجب ألا تحصل عليها سوى الأم نفسها، ومن أبرز الحواديت التي روتها أبلة فضيلة الأرنب الطماع والتاجر والرجل العجوز، العصفورة وابنتها الثعلب المكار وحسن واللبن والحمار الشاطر.