"غنوة وحدوتة".. برنامج إذاعي ترعرع عليه أجيال.. استطاعت من خلاله الإعلامية فضيلة توفيق، المعروفة ب"أبلة فضيلة" أن تنشر القيم والأخلاق عند الأطفال ببهجة وبساطة غير مسبوقة، وظلت كلماتها الشهيرة " يا ولاد يا ولاد .. تعالوا تعالوا .. علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكيلنا حكاية جميلة.. وتسلينا وتوعينا وتنادينا كمان أسامينا" عالقة في أذهان الأطفال وجعلتهم يرتبطون بسحرها ويعيشون داخل خيالها حتى بعد نضوجهم. تخرج من تحت ايديها اجيال كثيرة، فكانت الساعة التاسعة من صباح كل يوم مصدر البهجة والسرور والأخلاق الحميدة في بيت كل مصري، لذا وبالتزامن اليوم مع ذكرى ميلاد ها ال89، تستعرض "الفجر"، ذكريات بعض الأمهات مع برنامج أبلة فضيلة، التي تشأت في في أسرة فنية فشقيقاتها هن الفنانة محسنة توفيق.. والاعلامية تماضر توفيق رئيسة الإذاعة ثم التليفزيون سابقا. طقوس صباحية في البداية تستهل حديثها غادة إسماعيل، مهندسة في إحدى القطاعات الخاصة، عن ذكرياتها مع برنامج أبلة فضيلة، إنها منذ أن كانت طفلة تتذكر أن والدتها دائما كانت كل صباح تفتح الراديو على برنامج "غنوة وحدوتة"، وكانت دائما تردد كلماته دون أن تدركها، ولكن بمرور الوقت كانت تنظرها، وتنتظر قصصها، إلا أن كبرت والتحقف بالجامعة، كانت عند ركوبها المواصلات تستمع إلى البرنامج وطوال الطريق كانت تسرح معه وتعيش الحدوتة، وكانت من أهم طقوسها الصباحية: " على فكرة لسه بسمعه لحد دلوقتي كان توقف فترة ورجع يذاع تاني بس قصص متكررة ومع ذلك مش بمل منه". وتشير إلى أن أفضل حدوته بالنسبة لها كانت حدوتة "القطة مشمشة". حبيت اللبن بعد حكاية "كوب اللبن" وتقول ميريهان نور، طالبة بكلية الإعلام الفرقة الرابعة، إنها كانت دائمًا تستيقظ على سماع حواديت هذا البرنامج، بالرغم أن جيلها لا يهتم بسماع الراديوا، إلا انها تعلقت به بسبب برنامج "أبلة فضيلة"، وظلتت تتابعه حتى اليوم، وإذا كاننت لم تستطع سماعه بالراديو فتتابعه على الإنترنت، لتعلقها الشديد به. وعن أكثر الحواديت تعلق في ذهنها تقول"نور"، حكاية كوب اللبن، التي كانت سبب لشربها الحليب بعد أن عانت والدتها كثيرَا معها لعدم شربه: "كانت والدتي تجري ورايا علشان اشرب اللبن ولكن لما سمعت أبلة فضيلة شربته فورا وحبيته كمان". حدوتة "الكسلان" أما منى رأفت، ربة منزل، تروي أنها كانت هي وأخواتها كانو يتجمعوا لسماع الحدوتة، وهم صغار، وكان لديها أخت دائمًا كانت كسلانة، وكانت تكتب واجباتها المدرسية بالضغط من والدتها والضرب، إلا أن سمعت حدوتة "الكسلان" لأبلة فضيلة، ومن هنا حياتها تغيرت، وكانت نشيطة جدا، مشيرة إلى انها عندما انجبت كانت تحكي حواديت "غنوة وحدوته" لأبنائها، وكانت تقوم بتسجيلها وتسمعها لهم يوم الجمعة، إلا أن ظلت عادة أسبوعية: "أهي بدلا من البرامج الهابطة والأغناي بتاعت الأيام دي.. واهي حاجة يستفادو منها"، مطالبة ببثها في التليفزيون بطرق جديدة لرسخ القيم والأخلاق في الأطفال.